عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-09-2010, 01:56 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
Talking

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة zubayer مشاهدة مشاركة
فرح امى فرح فلسطين؛ رمضان المبارك (9)

فى احدى ليالى رمضان المبارك شدنى الرحال ووالدى لاعتكاف الايام (10) العشر الاخيرة من شهر رمضان المبارك فى المسجد الاقصى. والرحال لاتشد الا لثلاث (3). قبل وصول الحرم القدسي من باب حطة وحي العيساوية ورأس العامود ؛ ألزم جنود المحتل الصهاينه اسلحتهم وصوبوها تجاهنا, واحاطتنا المدرعات المجنزرة والدوريات الراجلة الثابتة والمتحركة ، وانهالت زخات الرصاص ووا بل النيران برا وبحرا وجوا.

وِعمِِ جيش الاحتلال الضجيج والعجيج والزعيق والنعيق من كل الاتجاهات. فحصيلة المجزرة كانت نصيبنا . فقد قتل (50) صبى و (40) سيدة وقرابة عشرة (10) رجال طاعنى السن. اصبت بذهول وهول كبير وانا ارائ (وكلاء الصليب) يحصدوننا جموعا .
ومضيت اسئل من يجيب!

ماذنبنا والحرم القدسى؟
لماذا يقتلونا بهذه البشاعه؟
لماذا تمنع الصلاة و الحرم القدسى؟

واليوم الذى نحن فيه؛ ُمنع ما تبقى من عُمّاره ومصلى وحِملة الهوية الزرقاء الذين تقل أعمارهم عن (50)خمسين عاماً كذلك !.

ثم رائيت البحر يسبح فى الدماء ووكلاء الصليب (جيش الاحتلال الصهيونى) يرددون "لقد عدنا ياصلاح الدين" ترجمة جريمتهم وبحر الدماء الى كل لغات العالم ، وانا ارتدى خوذة صلاح الدين هدية العيد.
جميل في هذا المقطع أنك أحطت بتفصيلة دقيقة وجعلتها جزءًا محوريًا في العمل وجعلت لها قيمة تعلو قيمتها المادية لتكون قيمة أكبر من مجرد الشكل الظاهري لها ألا وهي فرحة العيد ، أمجاد الأمة وانتصاراتها وهي دلالة رمزية تتناسب مع الموقف ، وكونك لم تفصح عنها من قبل فإن ذلك يجعلها مفاجِئَة للقارئ ومحدثة مشهدًا غير متوقع يزيد من تشويق القارئ وهذا يُحسب للعمل.

ترجمة قائلا: (هؤلاء الصليبين الجدد باقنعة صهيونية ) .
ثم حاولت استغيث بظهر ابى من هول الرصاص المصبوب ، وتنكر خوذة صلاح الدين والعيد .
لا أعرف هل هي تذكر أم تنكر ؟

فابى هو من قال العرب فيه :

"متى تغضب" ؟
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقة قد انتفضوا
أتنهض طفلة العامين غاضبة
و صناع القرار
اليوم لا غضبوا ولا نهضوا !
ألم يهززك منظر طفلة ملأت مواضع جسمها الحفر!
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلع بظهر أبيه يستتر!
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا !
فخرّ لوجهه ميتا
و خرّ أبوه يحتضر
أرأيت هناك في جنين أهوالا ..
أرأيت الدم شلالا
أرأيت القهر ألوانا و أشكالا
ولم تغضب؟؟
فصارحني بلا خجل لأية أمة تنسب !

فانتفض والدى كالمارد وهو مضرج بالدماء واختلط الدم بالريح والغضب والابطال والامطار وسفن البحر ربانا ليخبر عمر ابن الخطاب عن قصصنا جيلا جيلا .وقد توقف والدى عند موقعة حطين و خاطب صلاح الدين قائلا:

"أعيرونا ولو شبرا نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يمحى وجود المسجد الأقصى
و أن نمحى!
ابكيكم... أعيرونا.
هل ماتت شيمكم؟
لله انصرونا !
جميل في هذا الجزء الانتقال إلى العصر القديم وربطه بالبحار لأن ذلك يدل على وعي الكاتب بالحدث ومكوناته ، فهذا الالتفات إلى البحر والسفن هو حالة هروب من الواقع المرير لاستدعاء هذا الماضي الجميل ولكنه في الوقت نفسه يعبر عن وجود مرجعية يعود إليها الكاتب أو من يتحدث على لسانه في مثل هذه المواقف ، وكان الجزء الأروع في هذا العدد الخطاب إلى صلاح الدين فإنك بذلك تزيح دلالته التاريخية الحقيقية لتضع مكانها الرؤساء الحاليين في تهكم واضح من وجودهم العدمي وماضيهم الذي أساءوا فيه إلى صلاح الدين رحمه الله ، ويبقى هذا العلم الشامخ موضع التفات المستنجدين به . والتعامل العكسي مع دلالة الشخصية التاريخية هي إحدى أدوات الإبداع المستخدمة في الشعر والخاطرة والقصة ومختلف أنواع الأدب وهي مسبوقة وليست جديدة وتحدث مفارقات تتنوع بين الحزينة والساخرة والكوميدية باختلاف المبدع والغرض الذي استخدمه من أجله وواقع هذه الشخصية . جزء موفق وفيه تركيز أشد من ذي قبل ، وختامًا قد كنت أرجو لو أنك استدعيت أمجاد رمضان المبارك لتتسق مع العنوان أو الرؤية التي ترتئيها ففتح حطين ومن قبل غزوة بدر وأمجاد أندلسية وعين جالوت كانت كلها في رمضان ، ويكون العمل حينئذ أكثر تكاملاً وأرجو لك التوفيق فيما تكتب على المدى ..
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس