عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-10-2021, 08:34 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي قراءة فى كتاب إتحاف الطلاب بفضائل العلم والعلماء

قراءة فى كتاب إتحاف الطلاب بفضائل العلم والعلماء
الكتاب إعداد أحمد عرفة وهو يدور حول فضائل العلم والعلماء وفى مقدمته قال:
"وبعد:إن من أجل الطاعات والقربات التى يتقرب بها العبد لخالقه ومولاه جل وعلا طلب العلم الشرعي النافع حتى يعبد الله عز وجل على بصيرة ويبلغ دين الله تعالى للعباد على بصيرة فما أحوجنا فى هذه الأيام إلى أن نتعرف من جديد على فضل العلم والعلماء فكما قيل: العلم شرف ومن ذاق عرف ومن عرف اغترف"0
واستهل الكتاب بذكر الآيات المبينة لمكانة العلم والعلماء فى القرآن فقال:
"أولا: مكانة العلم والعلماء فى القرآن الكريم:

إن المتأمل والمتدبر فى القرآن الكريم يجد أن المولى سبحانه وتعالى قد أعطى العلم منزلة كبيرة ومكانة عالية ومن ذلك:
1 - من فضل العلم وشرفه أن الله عز وجل استشهد بأهل العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيده سبحانه وتعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) 0
قال الإمام القرطبي :
في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم؛ فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء .
وقال الإمام ابن القيم :
استشهد سبحانه بأولى العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيده فقال: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئما بالقسط) وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه:
أحدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر.
والثاني: اقتران شهادتهم بشهادته.

والثالث: اقترانه بشهادة ملائكته.
والرابع: أن فى ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول ومن الأثر المعروف عن النبى (ص) (يحمل هذا العلم من خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)
وقال الإمام بدر الدين بن جماعة : بدأ سبحانه بنفسه وثنى بملائكته وثلث بأهل العلم، وكفاهم ذلك شرفا وفضلا وجلالة ونبلا ."

وأولو العلم هنا لا تعنى العلماء وهم أهل الذكر وإنما تعنى كل المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله ويعملون بها
ثم قال:
"2 - ومن فضل العلم وشرفه أنه سبحانه نفي التسوية بين أهله وبين غيرهم كما نفى التسوية بين أصحاب الجنة وأصحاب النار فقال سبحانه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب)
قال الإمام البيضاوي عند تفسيره لهذه الآية:
نفى لاستواء الفريقين باعتبار القوة العلمية بعد نفيه باعتبار القوة العملية على وجه أبلغ لمزيد فضل العلم وقيل تقرير للأول على سبيل التشبيه أي كما لا يستوي العالمون والجاهلون لا يستوي القانتون والعاصون"

الآية ليست فى العلماء أهل الذكر وإنما فى المسلمين الذين يعلمون ويعملون بالعلم والكفار الذين لا يعلمون كما قال تعالى فيهم :
" ولكن أكثر الناس لا يعلمون" ثم قال:
"3 - ومن فضل العلم وشرفه أنه سبحانه جعل أهل الجهل بمنزلة العميان الذين لا يبصرون فقال تعالى: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب) 0
قال الأستاذ سيد قطب :
فالعمى وحده هو الذى ينشئ الجهل بهذه الحقيقة الكبرى الواضحة التى لاتخفى إلا على أعمى، والناس إزاء هذه الحقيقة الكبيرة صنفان: مبصرون فهم يعلمون وعمى فهم لا يعلمون، والعمى عمى البصيرة ."

نفس المر ألاية ليست فى العلماء أهل الذكر وإنما فى المسلمين جميعا فهم أصحاب علم قليل أو كثير وأما العمى فهم الكفار كما قال تعالى :
"قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها"
وقال :
" وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون" ثم قال :
"4 - ومن فضل العلم وشرفه أن الله عز وجل أمر نبيه (ص) بطلب المزيد منه وهذا يعلم على فضل العلم وشرفه فقال تعالى: (وقل رب زدني علما)
قال الإمام القرطبي :
فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه (ص) أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم 0
5 – ومن فضل العلم وعلو منزلته: أن العلم حياة ونور والجهل موت وظلمة، والشر كله عدم الحياة والنور، والخير كله سببه النور والحياة؛ فإن النور يكشف عن حقائق الأشياء ويبين مراتبها قال تعالى:
(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) 0
كان ميتا بالجهل قلبه فأحياه بالعلم، وجعل له من الإيمان نورا يمشى به فى الناس 0
6 - ومن أهمية العلم ومنزلته عند المولى تبارك وتعالى دعوته للنفرة والتفقه فى الدين فقال تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كآفة فلولا نفر من كل فرقة منهم طآئفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) 0
قال الإمام ابن القيم : ندب تعالى المؤمنين إلى التفقه فى الدين وهو تعلمه وإنذار قومهم إذا رجعوا إليهم وهو التعليم ."

الآية لا تدل على نفير كل المؤمنين وإنما طائفة من كل قوم ثم قال :
كما قال تعالى :
" وما كان المؤمنون لينفروا كافة"ثم قال :
"7 - رفع الله تعالى درجات أولى العلم فقال تعالى:
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)

قال الإمام ابن حجر :
قيل فى تفسيرها: يرفع الله المؤمن العالم على المؤمن غير العالم. ورفعة الدرجات تدل على الفضل، إذ المراد به كثرة الثواب، وبها ترتفع الدرجات، ورفعتها تشمل المعنوية فى الدنيا بعلو المنزلة وحسن الصيت، والحسية فى الآخرة بعلو المنزلة فى الجنة .
وقال عبد الله بن مسعود:
ما خص الله تعالى العلماء فى شئ من القرآن ما خصهم فى هذه الآية، فضل الله الذين آمنوا وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم "

نفس الأمر فى الآية فالمرفوعين هو المسلمين فوق الكفار كما قال تعالى "وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة"
ثم قال:
"8 - أن العلماء هم أهل الخشية من الله سبحانه وتعالى:
قال سبحانه: (إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) 0
قال ابن عباس : الذين يعلمون أن الله على كل شئ قدير 0
وقال الشيخ السعدى فى تفسيره:
فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية، وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصى، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضل العلم، فإنه داع إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته 0
وقال ابن مسعود كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا "

العلماء هنا لا تعنى أهل الذكر وإنما تعنى المسلمين جميعا فكلهم يخشى أى يخاف الله كمل قال تعالى :
" ولمن خاف مقام ربه جنتان " ثم قال :
"9 - ومن فضل العلم وشرفه أنه سبحانه وتعالى أمر بسؤالهم والرجوع إلى أقوالهم وجعل ذلك كالشهادة منهم فقال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) 0
وأهل الذكر هم أهل العلم بما أنزل على الأنبياء0
(10– ومن فضل العلم وشرفه أن أهل العلم هم المنتفعون بأمثال القرآن
قال الله تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) 0
قال البغوي : أى: ما يعقل الأمثال إلا العلماء الذين يعقلون عن الله .
وقال ابن كثير : أى: وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون فى العلم المتعلمون عنه0وكان بعض السلف إذا مر بمثل لا يفهمه يبكى ويقول: لست من العالمين "

العالمون هنا تعنى كل المسلمين وليس أهل الذكر فقط فالمسلمون كلهم عقلاء
وتحدث عرفة عن المكانة فى الروايات فقال :
"ثانيا: مكانة العلم والعلماء فى السنة النبوية:
جاءت فى السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تبين لنا فضل العلم ومكانة العلماء وما أعده الله عز وجل لهم من جزاء فى الدنيا والآخرة ومن ذلك:
1 - بين النبى (ص) أن طلب العلم فريضة على كل مسلم
فعن أنس بن مالك أن النبى (ص) قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) .
قال الإمام المناوى :
وهو العلم الذي لا يعذر المكلف في الجهل به 0
وقال الإمام البيهقي في المدخل:
أراد - والله تعالى أعلم - العلم الذي لا يسع العاقل البالغ جهله، أو علم ما يطرأ له خاصة فيسأل عنه حتى يعلمه، أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه كفاية.
وقال الإمام البيضاوي :
المراد من العلم ما لا مندوحة للعبد عن تعلمه، كمعرفة الصانع والعلم بواحدنيته، ونبوة رسوله (ص)، وكيفية الصلاة، فإن تعلمها فرض عين على كل مسلم أي مكلف ليخرج غير المكلف من الصبي والمجنون، وموضوعه الشخص فيشمل الذكر والأنثى 0

2 - ومن فضل العلم وشرفه أن طلب العلم طريق إلى الجنة:
عن أبى هريرة أن النبى (ص) قال: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) .
قوله (ص): (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة):
قال الإمام القرطبى : أى: مشى فى تحصيل علم شرعى قاصدا به وجه الله تعالى جازاه الله عليه بأن يوصله إلى الجنة مسلما مكرما0
وقال الإمام النووي :
وفيه فضل المشى فى طلب العلم، ويلزم من ذلك الاشتغال بالعلم الشرعى بشرط أن يقصد به وجه الله تعالى .
وقال الإمام ابن حجر :
فيه بشارة بتسهيل العلم على طالبه، لأن طلبه من الطرق الموصلة إلى الجنة .
3 – ومن فضل العلم وشرفه رضا الملائكة بطالب العلم ووضع أجنحتها له عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (من سلك طريقا يبتغى منه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم) .
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس