الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-08-2003, 10:51 PM   #26
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

نورة وفهد ..


عدت إلى بيت أمي .. دخلت فوجدت نورة تنتظرني في الحديقة .. وما أن رأتني حتى ركضت بسرعة نحوي وضمتني.. قلت لها: نورة هل أنت بخير يا أختي ؟؟
- أجل .. أنا بخير .. ولكن أين أنت ؟؟ تأخرت ..شغلت بالي عليك ..
- أنا هنا يا اختي .. لا تخافي .. لن أهاجر إلى المريخ فأنا هنا بقربكم ..
ضحكت نورة .. الهي كم اشتاق لضحكة أختي فأنا لم أرها منذ زمن بعيد ..
تذكرت أن فهد معي فقلت لنورة : نورة إن فهد معي ..ارتدي حجابك ..
أجابت وقد احمر وجهها: فهد ؟؟ هنا .. دعيه يدخل ..
ابتسمت لها وقلت: أجل هنا .. عن إذنك لأدخله ..
ناديت باسمه فدخل .. انفرجت أسارير فهد ما أن رأى نورة .. على غير عادته .. فهو ما أن يراها حتى يبدأ معها سلسة المزاح التي لا تنتهي أو يحاول إغاضتها بقدر ما يستطيع .. مؤكد ان هنالك ما ببال فهد..اعتقد أني أعرفه .. ولكني سأنتظر .. ولن أستعجل ألحداث..قال فهد لنورة محييا: نورة .. كيف حالك ؟؟
ازداد احمرار وجه نورة فقالت له: بخير .. وأنت كيف حالك ؟؟
- أنا بأفضل حال لأني رأيتك ..
قلت متعذرة بأغراضي لأفسح لهما المجال للحديث و الكلام بحرية: عن اذنكما سأذهب وأضع أغراضي بالداخل ..
نكست نورة رأسها خجلا وقال فهد وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر : إذنك معك يا روز .. نراك بعد لحظات في الداخل ..
غمزت لنورة وفهمت نورة قصدي فعضت على شفتيها محذرة قلت لها ساخرة: أراك بالداخل يا نورة ..
رحلت عنهم بسرعة حتى لا أضيع الفرصة عليهم فأنا أعلم أن أخي فهد يحب نورة ومنذ أن كنا صغارا ..على الرغم من أنه يحاول اغاضتها والشجار معها.. إلا أنه لطالما افتعل ذلك لكي يتقرب من نورة أكثر.. وأنا أعلم أيضا كم تحب نورة فهد .. بل أعلم وبشدة كم هي اللحظات سعيدة عما يجتمع حبيبان .. ويلتقان .. فيتيح لهما القدر فرصة الكلام .. حتى ولو كان بلغة الصمت..آه ليتني أستطيع الاجتماع بعبدالعزيز! ترى.. كيف حاله الان؟؟
قال فهد لنورة: تعالي نجلس يا نورة ..
ذهبا وجلسا على المقعد الحجري .. جلست نورة وجلس بجوارها فهد .. طال صمتهما ..ولم يسمع غير صوت حفيف الأشجار وحركة أغصانها بفعل الرياح.. كانت نورة مطرقة برأسها خجلا . وفهد .. مسكين فهد .. كلما شرع بالحديث هربت منه الكلمات وماتت على شفاهه.. كلما اراد أن ينطق .. تبخرت الكلمات من باله كما يتبخر الماء بفعل الحرارة.. ولكن أخيرا انتصرت كلماته على صمته وخرجت بكل قوة فقال: نورة ..
التفت إليه بسرعه ولكأنها متلهفه بأن يقول شيء ..شيء محددا كان ببالها .. تأمل أن يقوله لها.. وبالفعل .. قال فهد شيئا .. وليس بأي شيء .. بل أعذب شيء :
- نورة أنا .. أنا .. أنا أحبك يا نورة ..
كادت نورة تموت من الخجل لحظتها فأردف فهد منتهزا طلاقة لسانة وبقايا شجاعته : نورة أنا احبك كثيرا .. ومنذ أن كنا أطفالا صغارا .. أحبك ..وكنت أمل حياتي .. وأمنية عمري ..كنت النور الذي يرشدني في عتمة دربي .. وضياء عيني التي بها أرى طريقي.. لم أجرؤ في يوم على النظر إلى أي فتاة غيرك..لأنك كنت وحدك مالكة فكري وعواطفي ..كنت مالكة العقل والقلب..فلم يرى القلب غيرك.. فكنت بنظرة ..أجمل وأرق من عرفها ورآها هو ..
كنت آمل أن تكوني تحبيني كما أحبك .. نورة .. أنت تعلمين أني على وشك أن انهي دراستي الجامعيه .. فهل تقبلين الزواج بي ؟؟ أعلم أنه ليس الوقت المناسب لذلك .. ولكني تلقيت عرض عمل رائع جدا ..فرصة عمر لا يمكن أن تتكرر مرتين .. ولن أقبله إلا إذا وافقت الزواج بي ..وكنت آمل أن اتقدم لخطبتك منذ زمن بعيد ولكني لم أكن قد أنهيت دراستي بعد..فلم أود أن أتقدم لك وأنا لست بكفؤ لك.. فما رأيك ؟؟
نظرت إليه بخجل وأومأت برأسها موافقة .. أمسك فهد بيدها بفرح وقال: أحقا يابنة خالتي ؟؟ أحقا ما تقولين ؟ ؟أحقا سيتحقق الحلم ؟؟آه كم أنا سعيد .. أكاد أموت فرحا ..ولكن .. نسيت أن أخبرك يا نورة .. إن عملي لن يكون في مدينتنا هذه .. بل سنضطر إلى الانتقال إلى مدينة أخرى ..
وكأن فهد بقوله هذا وأد فرحة نورة .. وقفت نورة فقاطعته قائلة : نرحل عند مدينتنا؟؟ لا يا فهد مستحيل لا أقدر ..
وقف فهد أمامها وضع يدها بين راحتيه بحنان وقال: ولم يا نورة ؟؟ ما الذي يمنع ذلك؟؟
- أشياء كثيرة يا فهد .. أمي .. كيف أتركها وحدها ؟؟ بل كيف أعيش من دونها ومن دون روز واخوتي ؟ ومن ثم أنا لا أعرف أحدا هناك . فكيف أعيش ؟؟
- عزيزتي نورة .. لاتصعبي المسائل .. خالتي هدى معها فيصل ويوسف وروز .. وسعود وأحمد أيضا .. وهي ليست وحيدة .. فلا تخافي عليها .. أما على المعارف .. فستتعرفين على الكثيرين .. لا تخافي .. ولكن .. ألا أكفيك انا ؟؟
- آه يا فهد .. بلى تكفيني .. ولكن لا أدري ..
ربت على يدها وقال: لا أريد ردك الآن.. فكري جيدا ثم أخبريني بردك .. وأنا على استعداد تقبل ردك سواء كان بالقبول أو .. سكت قليلا ثم أردف: أو الرفض.. ولكم آمل ان يكون قبولا ..
ابتسمت له نورة واتجهت بسرعة إلى الداخل .. ظل فهد مسمرا في مكانه.. يرقب نورة بنظراته وهي تبتعد .. ولم يكن في باله سوى سؤال واحد أخذ يقرع فكره بشدة ..ترى ماذا سيكون ردها ؟؟


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس