عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-08-2018, 08:06 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,976
إفتراضي

شراء الكفر بالإيمان :
قال تعالى بسورة البقرة :
"إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا "وهو ما فسره بقوله تعالى بسورة البقرة"أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى"فالكفر هو الضلالة والهدى هو الإيمان والمعنى إن الذين بادلوا التكذيب بالتصديق لن يصيبوا دين الله بأذى ولهم عقاب كبير،فهنا وضح الله أن الذين اشتروا الكفر بالإيمان والمراد الذين اتبعوا التكذيب بوحى الله وتركوا التصديق به لن يضروا الله شيئا والمراد لن يصيبوا وحى الله بأذى والمراد لن يقدروا على إزالة دين الله من الوجود بكفرهم
شراء الثمن القليل بالكتاب :
وضح الله أنه أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب والمراد فرض العهد التالى على الذين أعطوا الوحى :لتبيننه للناس ولا تكتمونه والمراد لتبلغونه للخلق ولا تخفونه عنهم وهذا يعنى أنه أمرهم بإبلاغ الوحى للآخرين ونهاهم عن كتمه وإسراره فكانت النتيجة أن نبذوه وراء ظهورهم والمراد أن وضعوه خارج أنفسهم والمراد بألفاظ أخرى أنهم عصوا العهد وجعلوا غيره يطاع من أنفسهم وهم اشتروا به ثمنا قليلا والمراد وأطاعوا بدلا منه حكما أخر يبيح لهم متاعا فانيا فبئس ما يشترون والمراد فساء الذى يطيعونه ليتمتعوا بمتاع الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"
المؤمنون لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا:
وضح الله أن من أهل الكتاب والمراد من أصحاب الوحى السابق فريق يؤمن بالله والمراد يصدق بحكم الله وفسر الله ذلك بأنهم يؤمنون بما أنزل أى الذى أوحى إلى المسلمين وما أنزل أى والذى أوحى لهم سابقا وهم خاشعين لله أى متبعين لحكم الله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا والمراد لا يتركون أحكام الله مقابل المتاع الفانى وهو متاع الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا"
شراء الضلالة :
أخبر الله رسوله(ص)أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب وهم الذين أعطوا بعضا من وحى الله للبشر يشترون الضلالة والمراد يعملون أعمال الكفر تاركين الإسلام وهم يريدون أن يضل المسلمون السبيل وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة"
شراء الثمن القليل بحكم الله :
طلب الله من المؤمنين ألا يشتروا بآياته ثمنا قليلا والمراد ألا يتركوا طاعة عهد الله مقابل طاعتهم لدين يمتعهم بمتاع قصير الأمد وبين أن من لم يحكم أى يقضى بما أنزل أى أوحى الله فأولئك هم الكافرون أى الظالمون أى الفاسقون وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
شهود الوصية لا يشترون بها ثمنا قليلا :
خاطب الله الذين أمنوا طالبا منهم شهادة بينهم أى تنفيذ حكم الله عليهم إذا حضر أحدهم الموت والمراد إذا جاءت أحدهم الوفاة حين الوصية والمراد وقت الوصية وهى فرض مال لبعض الناس بعد الوفاة حضور اثنان ذوا عدل والمراد رجلان صاحبا قسط أى إسلام أى من المسلمين أو أخران من غيرهم والمراد رجلان من غير المسلمين وهذا فى حالة ضربهم فى الأرض أى سفرهم فى البلاد فإذا أصابتهم مصيبة الموت والمراد فإذا حدثت للموصى الوفاة فالواجب هو حبس الشهود بعد الصلاة والمراد استبقاء الشهود بعد صلاتهم إحدى الصلوات وبعد هذا يقسمان بالله والمراد يحلفان بالله فيقولان والله إن إرتبتم أى إن شككتم فى قولنا لا نشترى به ثمنا والمراد لا نأخذ بقولنا متاعا فانيا ولو كان ذا قربى أى صاحب قرابة لنا ولا نكتم شهادة الله والمراد ولا نخفى حكم الله الذى قاله الموصى إنا إذا من المجرمين، وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى"
شراء الثمن القليل يصد عن سبيل الله :
وضح الله أن الناس اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا والمراد تركوا طاعة أحكام الله وهو الإيمان مقابل أخذ متاع فانى وهو الكفر فى قوله بسورة البقرة "إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان"فكانت النتيجة أن صدوا عن سبيله أى أن أبعدوا أنفسهم وغيرهم عن دين الله بعملهم هذا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله"
شراء الله النفس والأموال:
وضح اللهأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم والمراد إن الله قبل من المصدقين بحكمه حياة ذواتهم وأملاكهم مقابل أن يدخلهم الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"
شارى يوسف (ص):
وضح الله أن الذى اشترى أى دفع المال لأخذ يوسف (ص)كانت بلده هى مصر ولما أحضره لبيته قال لامرأته وهى زوجته :أكرمى مثواه أى أحسنى مقامه والمراد أحسنى تربيته عسى أن ينفعنا أى يفيدنا فى أعمالنا أو نتخذه ولدا أى نتبناه ابنا لنا وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف:
"وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه"
ما عند الله خير من الثمن القليل :
طلب الله من المؤمنين ألا يشتروا بعهد الله ثمنا قليلا والمراد ألا يأخذوا فى مقابل ترك طاعة آيات الله متاعا قصيرا هو متاع الدنيا مصداق لقوله بسورة البقرة "ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا "وبين لهم إنما عند الله خير لهم والمراد أن الدار الأخرة أحسن للذين يتقون هذا إن كانوا يعلمون أى يعرفون فيطيعون حكم الله الذى يعرفون وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون"
شراء لهو الحديث :
وضح الله أن من الناس وهم الخلق من يشترى لهو الحديث والمراد من يفترى باطل القول وهو الكذب والسبب ليضل عن سبيل الله بغير علم والمراد ليبعد الناس عن دين الله مصداق لقوله بسورة الأنعام"فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم"أى "بغير هدى من الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
"ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم"
بئس شراء السحرة :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " وهو ما فسره بقوله بسورة المائدة "لبئس ما قدمت لهم أنفسهم "فما شروا به أنفسهم هو ما قدمت أنفسهم لهم والمعنى وقد ساء الذى باعوا به ذواتهم لو كانوا يعرفون الحق ، فهنا بين الله أن السحر الذى شرى به السحرة أنفسهم هو شىء سيىء لأن عقابه النار لو كانوا يعرفون الحق
شراء يوسف (ص) بثمن بخس:
وضح الله أن السيارة الذين أسروا يوسف(ص)شروه بثمن بخس والمراد باعوه فى السوق بسعر قليل هو دراهم معدودة أى قليلة العدد والسبب فى ذلك البيع أنهم كانوا فيه من الزاهدين أى غير الراغبين والمراد أنهم كانوا غير راغبين فيه ثم إنهم لم يحضروه بتعب ولا دفعوا فيه شىء ومن ثم اعتبروا هذا الثمن كافيا له وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس