عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-08-2016, 01:15 PM   #1
محمد محمد البقاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2010
المشاركات: 203
إفتراضي أنا الإرهابي (قصة قصيرة)

أنا الإرهابي
( قصة قصيرة )

قدم سكرتير إبليس بآلة نسخ بغية استنساخ مسيخ بَلِهٍ يعلِّق على صدره العاري صليبا غير معقوف ورثه عن عشيق جدته؛ راسبوتين، رمى بإيديولوجيته، وداس على ماركسيته ولكنه احتفظ بشعار الاشتراكية ليتخذها حفّاظا لمولود لا يزال جنينا في قِدْر خيانته.
بينما آلته تنسخ وكلب القدّيسة مونيكا ينبح اعتطبت الآلة فاحتيج إلى آلة نسخ أخرى سيقت مستعملة فجاء النسخ بمُسْتَنْسَخ مُشَوَّه يبحث عن مجْدٍ ضائع.
ولغ المسيخ في دماء شعبه فزادته ظمأً، تآمر مع الشيخ يلْتسين وخان شعبَه فشقي لخيانته، اختير من بين من اختير من الزعماء ليكون وكيلا حربيا ينوب عن الإرهابي أوفاما ولكن هذه المرة للولغ في دماء المسلمين ودماء أهل حضارتهم.
سفك دماء الشاميين مهينا المغاربيين منتعلا لحى الخليجيين شاربا نخب الذِّلَّة للمصريين عارضا عضلاته يُخوِّف بها المحمَّديّين متحديا الكراكيز السلطانية، والجِعْلان الأُمَريانية والحباحب الجمهوريانية.
عندما شرع يذبح الأطفال الشاميين بالغ في شرب الويسكي حتى ثمل فطفق يتلذذ بفعاله، انشتغلت يداه بقبض دولاراته وحدّقت عيناه في كشوف حوّالات لأرصدته.
نما من بين الأطفال طفل كبر في صغره حتى مشى في قعوده ودار في أماميته، خرج من تحت الأنقاض نائما في يقظته مستيقظا في نومه ليحيا حياة ثانية يستنكر بها عجز الأمهات أن يلدن مثل خالد.
نظر إلى المواليد فغضب لغياب جينات الرجولة فيهم، تأمل عمامة العز بن عبد السلام وابن تيمية ومصطفى صبري وسعيد النورسي فرماه ما تحت عمائمهم بحق حار وجرأة محرقة.. وحين تأمل عمائم العلماء فينا تأسف لفراغ ما تحتها وتورُّم ما بينها.
شكا عقم الأمهات ولكنه لم يُمِت أمله، انزوى عند عزٍّ تليدٍ وطلب منه سكينا فتناول اليأس من قفاه كما لو كان ذلك الهر الأسود لعبدة الشيطان وذبحه منكّسا وشرع ينادي بأعلى صوته ويقول:
أنا الطفل المسلم، اسمعوني، أصغوا إلي، أنا المفتول بخيوط العز التي حبكتها أنامل ذهبية، أنا حفيد أبو عبيدة بن الجراح، ما حفيد عشيقة راسبوتين إلا سافل في الصغار قد وقع، وهو الوكيل للسفّاح الأَقْفَع، فإلى متى تتركوننا نُقْتل بأيْد أحفاد هرقل؟ أما فيكم رجل رشيد؟
لماذا لا ترفعوا أصواتكم برفض تدخلهم في بلداننا ولو أن يتم استدعاؤهم من طرف الجِعْلان السلطانية؟
إذا قتلنا بعضنا البعض، وظلمنا بعضنا البعض فلا يمكن أن يكونوا عدولا لإنصافنا لأنهم ظلمة وأعظم الظلم فيهم كفرهم بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلن نقبل بتدخلهم تحت أي مبرّر، ولن نقبل بذريعة أي جُعَلٍ سلطانيٍّ يُجيز تدخُّلَهم.
أما فهمتم إلى الآن أن الأمم المتحدة وكر للعنصرية يمارَس بها الاستعمار والاستغلال..؟
أنا الطفل، أجل أنا الطفل، فهل أنا أعقل منكم؟
أنا الطفل أجل أنا الطفل فهل أنا إرهابي؟
أنا الطفل المشرَّد، أنا الطفل المهجَّر، أنا الطفل المكْلوم، أنا الطفل اليتيم، أنا طفلكم الذي يحثُّكم على استئناف ما تعطّل فيكم وقد شُرِّع لكم، أنا طفلكم وإن لم أكن من صلبكم، أنا ابنكم، أنا ماحي العار عنكم، أنا الماء الطهور أعفو به المهانة عن وجوهكم، أنا ضحية قعودكم عن نصرتي، أنا الغضبان عنكم، أنا ضحية قعوسكم عن إنصافي، أنا الإرهابي، أجل أنا الإرهابي...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 21 يوليو 2016م
محمد محمد البقاش غير متصل   الرد مع إقتباس