عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-10-2021, 08:14 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,003
إفتراضي

هذه الرواية تناقض قاعدتى الأجر السابقتين فالثواب لا يزيد بسبب زمن أو مكان
ونجد الخطأ فى الرواية الأولى وهى تفضيل العمل فى الأيام على الجهاد وهو ما يخالف قوله تعالى فى تفضيل الجهاد على أى عمل يعمله القاعدون بقوله تعالى :
"فضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" ثم قال :
3- كذلك يجتمع فيها من أمهات العبادة ما لا يجتمع في غيرها كالحج ، والعمرة ، والصيام ، والصدقة ، والصلاة .
أيها الأخوة أن أدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد فيجب علينا استشعار هذه النعمة واغتنام الفرصة فنخصها بمزيد عناية وتجاهد نفسنا بالطاعة
وقد كان هذا هو حال السلف ....
فقد روى الدارمي أن سعيد بن جبير وهو راوي حديث ابن عباس المتقدم كان إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه وكان يقول لا تطفئوا سرجكم فيها
مضى امسك الماضي عليك معدلا *** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة *** فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد *** لعل غدا يأتي وأنت فقيد
أيها الأخوة على سبيل التذكير هذه بعض الأعمال الصالحة التي يشرع التقرب بها إلى الله تعالى وليعلم أنه من الفطنة والفقه أن يختار المسلم من الأعمال أحبها إلى الله تعالى فيتقرب بها فالعمل في العشر محبوب أيا كان نوعه .
فكيف إذا اجتمع مع كونه محبوبا للزمان كونه محبوبا لذاته وأصله فذلك خير على خير."
قطعا الاستدلال بسعيد بن جبير لا ينفع فهل فعل الرسول (ص) ذلك ؟
هناك رواية مناقضة وهى اجتهاد النبى(ص) فى رمضان اجتهادا لا اجتهادا مثله وهى ما رواه مسلم:
"كانَ رَسولُ اللهِ (ص) يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ."
ونصح القحطانى الإنسان فقال:
"فأول أمر وأهمه أن نعلم ان لفعل الصالحات ..
- لابد من ترك السيئات وذلك بالتوبة والإقلاع والله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
- غير برنامجك – غير مجالسك – السهرات أتركها آلة معصية أبعدها
- رفقه سوء تخل عنهم مجلس تضييع وقت أبعد عنه .
- طاعة تفرط فيها أفعلها وألزم نفسك بها
ومن ذلك أداء فرائض الله افترضها ففي الحديث (( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .. ))
- التوحيد الإخلاص لله تعالى – المحافظة على الصلاة وأداءها على وقتها مما يحبه الله تعالى
- الحج والعمرة
- بر بوالديك يا عبد الله فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب العمل إلى الله تعالى (( الصلاة على وقتها قيل : ثم أي قال بر الوالدين قيل: ثم أي قال : الجهاد في سبيل الله .. ))"
الرواية فى فضل الصلاة على كل العمل تناقض أن العمل فى العشر الأوائل فى الرواية الأولى التى استشهد بها لا يفضله أحد إلا الجهاد المحدد ثم قال :
ومن برهما صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما تذكر أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وأبناءهم تذكر قراباتك فصلهم فالله يحب ذلك ففي الحديث (( إنه سئل عن أي الأعمال أحب إلى الله فقال : الإيمان بالله قلت : ثم مه يا رسول الله قال : صلة الرحم قلت : ثم مه قال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. ))"
الرجل هنا يناقض الحديث قبله فأحب العمل هنا الإيمان بالله وفى الرواية السابقة الصلاة وهو كلام لا يمكن أن يقوله النبى(ص) مناقضا القرآن
ثم قال :
- القرآن التجارة التي لن تبور اختمه في هذه العشر وهو عمل مبارك محبوب عند الله ففي حديث عقبة بن عامر ان رسول الله قرأ قوله تعالى { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } فقال : وأنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه – يعني القرآن )
مع القراءة تدبر ما تقرأ وحرك به قلبك فإن لين القلب صفة يحبها الله والقرآن يلين القلوب ففي الحديث (( أن لله آنية في الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها )) .
ومن آثار هذا اللين يكون التأثر والبكاء من خشية الرحمن وانها لقطرات يحبها الله ففي حديث أبي إمامة الباهلي (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قال في القطرتين ، قطرة دموع من خشية الله .. "
الرواية تناقض سابقتيها فيما يحب الله ثم قال :
ومن ذلك نافلة الصلاة مطلقا ففي حديث ثوبان عند مسلم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة أو بأحب الأعمال إلى الله فقال : (( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وخط عنك بها خطيئة .."
والخطأ أن السجود يرفع درجة وهو يخالف أن أجر أى عمل صالح غير مالى هو 10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ الأخر هو حط خطيئة واحدة عن المصاب ويخالف أن الحسنة الواحدة تزيل كل السيئات وليس واحدة مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات ".
ثم قال :
وخاصة قيام الليل ففي الحديث ( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ذكر منهم الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن يقوم من الليل فيقول الله يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد )) .."
والرواية خاطئة فالله يحب المسلمين وليس من فعل أفعالا محددة من الصالحات ثم قال:
"وفي الحديث (( إن الله وتر يحب الوتر ))"
الخطأأن الله يحب الوتر ومن المغهوم ان يكره الزوج وهو ما لا يقوله مسلم لأنه ذكر أرقام زوجية فى القرآن مثل" ليال عشر" " أربعين ليلة" " ثلاثين ليلة"
ثم طلب الذكر الكلامى فقال :
"عباد الله ، أذكروا الله ، ذكرا كثيرا .. أفضل الذكر لا إله إلا الله وأحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر
وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
والتكبير والتحميد والتهليل مما شرع في هذه العشرة ."
وهذا الذكر وهو ترديد ألفاظ ليس مطلوب وإنما الذكر قراءة القرآن وطاعته وكعادة القوم يمدح النبى(ص) بما لم يقله الله فقال :
"أيها المسلمون أحب عباد الله إلى الله هو سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم لما حباه الله من الكمالات البشرية خاصة فيما يتعلق بجانب الأخلاق حتى أثنى عليه ربه { وإنك لعلى خلق عظيم} .
فلنا فيه أسوة ها هو يسأل عن أحب عباد الله إلى الله فيقول : (( أحسنهم خلقا )) .
فالله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها .
يحب الحلم والأناة ، لحديث أشج عبد القيس
يحب الرفق لحديث عائشة ( الله رفيق يحب الرفق )
يحب الحياء ( وأن الله حيي ستير يحب الحياء والستر )
عباد الله الصدقة، وإغاثة الملهوف ، وإطعام الجائع ، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى ...
فدونك هذا الحديث العظيم فعن ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أى الأعمال أحب إلى الله فقال : (( أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه دينا أو أتطرد عنه جوعا )) ."
تناقض الرواية فى أحب الأعمال ما ذكره من حب الصلاة وبر الوالدين وما شابه فى الصفحات السابقة من الكتاب:
ثم قال :
أيها الأحبة ما ذكرته هنا ليس المقصود منه الحصر فكل الأعمال الصالحة في هذه الأيام يحبها الله ولكنى خصصت ما ورد فيه النص بأنه محبوب عند الله وهو مشروع في كل وقت
والمقصود تحصيل أكبر ثمرة مرجوة من الأعمال الصالحة في هذه العشر
وإلا فهناك الدعاء وهو عبادة عظيمة وهناك الصيام خاصة يوم عرفه ..
وهناك الحج والعمرة – وهناك المشي إلى المسجد والمكث فيه وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة ..
جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون ....."
قطعا المطلوب فى كل وقت هو طاعة الله وليس فى أوقات معينة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس