عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-06-2022, 08:07 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,979
إفتراضي

وجاء من حديث ثوبان أن النبي (ص)قال في صفة الحوض : " يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة ، أحدهما من ذهب ، والآخر من ورق " رواه مسلم"
وتحدث عن أثر الشرب منه فقال :
"المبحث السادس :
آثار الحوض
جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي (ص)قال : " فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا " متفق عليه.
جاء في حديث أبي أمامة أن النبي (ص)قال في وصف الحوض : " من شرب منه لم يظمأ أبدا ، ولم يسوء وجهه أبدا " رواه ابن أبي عاصم في السنة."
وتحدث عمن يشربون منه ومن لا يشربون فقال :
"المبحث السابع :
صفة من يرد الحوض
" يرد هذا الحوض المؤمنون بالله ورسوله (ص)، المتبعون لشريعته ، وأما من استنكف واستكبر عن ابتاع الشريعة ؛ فإنه يطرد منه " .
قال أبو عبدالله القرطبي : " فكل من ارتد عن دين الله ، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض ، المبعدين عنه ، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين ، وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها ، فهؤلاء كلهم مبدلون ، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور ، والظلم ، وتطميس الحق ، وقتل أهله وإذلالهم ، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع " .
جاء من حديث أنس بن مالك أن النبي (ص)قال : " ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني ، فلأقولن : أي رب ، أصيحابي ، فليقالن لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
وجاء من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي (ص)قال : " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ أناس دوني ، فأقول : يا رب ‍مني ومن أمتي ، فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم"متفق عليه.
وجاء من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي (ص)قال : " إني فرط لكم على الحوض ، فإياي ! لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال ، فأقول : فيم هذا ؟ فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا " رواه مسلم .
وجاء من حديث أبي هريرة أن النبي (ص)قال : " وإني لأصد الناس عنه – أي الحوض- كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه" رواه مسلم .
ومما سبق من الأحاديث يتبين أن الذود عن حوض النبي (ص)على نوعين:
النوع الأول : ذود عام يشمل جميع الناس من غير أمة محمد (ص)، ويدل له حديث أبي هريرة المتقدم ذكره.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر الحكمة من هذا الذود ، فقال : " والحكمة في الذود المذكور أنه (ص)يرشد كل أحد إلى حوض نبيه على ما تقدم (أن لكل نبي حوضا) وأنهم يتباهون بكثرة من يتبعهم فيكون ذلك من جملة إنصافه ورعاية إخوانه من النبيين ، لا أنه يطردهم بخلا عليهم بالماء ، ويحتمل أنه يطرد من لا يستحق الشرب من الحوض ، والعلم عند الله ".
النوع الثاني : ذود خاص ، ويكون على أناس من أمة نبينا محمد (ص)، لأمور قامت بهم من الارتداد عن الدين ، نسأل الله السلامة ، والإحداث فيه ، وغيرها ويدل لها الأحاديث المتقدمة ، وقد سبق ذكر كلام القرطبي ."
وكل هذا تخريف تام يتعارض مع أمان كل المسلمين في القيامة كما قال تعالى :
" وهم من فزع يومئذ آمنون"
وتحدث عن أول من يرد الحوض فقال :
"أول الناس ورودا للحوض :
عن ثوبان أن النبي (ص)قال : " أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين ، الشعث رؤوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد " رواه الترمذي وابن ماجه."
والحديث باطل فهم يصف المهاجرين بأوصاف لا يوصف به إلا الكفار كدناسة وهى نجاسة الثياب وشعثاة الشعور وهو ما يعنى أنهم لا يتوضئون ولا يتطهرون مع أنهم في أحاديث أخرى علامة الأمة التحجيل والغر بسبب الطهارة " غر محجلون"
وتحدث عن مكان الحوض فقال :
"المبحث الثامن :
مكان الحوض
وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : مكان الحوض بالنسبة للميزان :
ذكر أبو عبدالله القرطبي أن الحوض يكون قبل الميزان ، وعلل ذلك بقوله : " والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم –كما تقدم- فيقدم قبل الصراط والميزان ، والله أعلم".
المسألة الثانية : مكان الحوض بالنسبة للصراط :
الظاهر –والله أعلم- أن الحوض يكون قبل الصراط ، لأنه لو كان بعد الصراط لكان الذي يرد عن الحوض إلى النار قد جاوز جهنم خلفه فكيف يعاد إليها ، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط
ذكر هذا القرطبي ، وابن كثير ، وابن أبي العز الحنفي.
وجاء من حديث أبي هريرة أن النبي (ص)قال : " بينما أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال : هلم ، قلت : أين ؟ قال إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " أخرجه البخاري.
قال القرطبي : " فهذا الحديث مع صحته أدل دليل على أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط " ."
وهذا الكلام المتناقض دليل على عدم صحة أى حديث في الحوض وتحدث عن وجود حوض لكل نبى فقال:
"المبحث التاسع :
ما جاء أن لكل نبي حوض
قال الحافظ ابن حجر : " وقد اشتهر اختصاص نبينا (ص)بالحوض" .
والأصل في هذا الباب ما جاء من حديث سمرة أن النبي (ص)قال : " إن لكل نبي حوضا ، وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده ، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة " أخرجه الترمذي.
قال أبو عيسى الترمذي : " هذا حديث غريب ، وقد روى الأشعث بن عبدالملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي (ص)ومرسلا ، ولم يذكر فيه عن سمرة وهو أصح "
…وقد اختلف المحدثون في صحة مراسيل الحسن ، انظر شرح علل الترمذي لابن رجب 1/285-290 ، واختلف في سماع الحسن من سمرة على أربعة أقوال :
…القول الأول : أنه لم يسمع من سمرة ، قال به شعبة بن الحجاج وابن حبان وغيره .
…القول الثاني : أنه لم يسمع من سمرة ، وإنما حديثه عنه من كتاب سمرة ، قال به يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين .
…القول الثالث : أنه لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة ، قال به النسائي .
…القول الرابع : أنه سمع من سمرة ، قال به علي بن المديني ، انظر : تحرير علوم الحديث للجديع 1/155-157.
قال الحافظ ابن حجر : " والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن قال : قال رسول الله (ص)" ...وذكر الحديث".
وقال أيضا : " أخرجه الطبراني من وجه آخر عن سمرة موصولا مرفوعا مثله وفي سنده لين ، وأخرج ابن أبي الدنيا أيضا في حديث أبي سعيد رفعه ..وذكر الحديث ، وقال " وفي إسناده لين".
قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر سند ابن أبي الدنيا المرسل " وهذا مرسل عن الحسن ، وهو حسن ، صححه يحيى بن سعيد القطان وغيره ، وقد أفتى شيخنا المزي بصحته من هذه الطرق .
قال العلامة الألباني " وجملة القول إن الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح ، والله أعلم "
قال الحافظ ابن حجر : " وإن ثبت -أي الحديث- فالمختص بنبينا (ص)الكوثر الذي يصب من مائه في حوضه ، فإنه لم ينقل نظيره لغيره ، ووقع الامتنان عليه به في السورة المذكورة –أي سورة الكوثر-"."
وكل هذا الكلام يدل على عدم صحة الحديث ولو عدنا لكتاب الله لوجدنا الحوض لا وجود له في أى عبارة في القرآن والموجود هو :
ان كل مسلم له عينان أى نهران أى حوضان سواء في الدرجة العليا أو في الدرجة الأقل كما قال تعالى :
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
وقال :
"ومن دونهما جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان مدهامتان فبأى ألاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاحتان"
ومن ثم لا وجود للحوض وإنما الموجود هو عينان أى نهران اى حوضان لكل مسلم وليس للنبى(ص) وحده
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس