عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-06-2022, 08:06 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,979
إفتراضي قراءة في كتاب المباحث المختصرة في حوض النبي (ص)

قراءة في كتاب المباحث المختصرة في حوض النبي (ص)
المؤلف هو عيسى بن عبدالرحمن العتيبي وفى المقدمة أخبرنا العتيبى أن الحوض من الغيبيات وأن دوره في البحث هو جمع المادة فقط فقال :
"المقدمة:
أما بعد :
فإن الله تبارك وتعالى أثنى في كتابه العزيز على عباده المتقين في آيات كثيرة ، ومن صفات عباد الله المتقين ما أخبر به سبحانه في سورة البقرة ، من إيمانهم بالغيب ، فقال سبحانه { الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } " والأمور الغيبية تشمل كل ما غاب عنك ، وأخبر به الرب –جل وعلا – أو رسوله (ص)، كالإخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته ، والإخبار عن الأمم السابقة ، والأمور اللاحقة ، وعن يوم القيامة وأحواله ، وكل ما يحصل فيه .
ومن الأمور الغيبية في الحياة الآخرة التي أخبر بها الصادق المصدوق (ص)الحوض ، والنهر الذي يمده ، فإن الإيمان به مما يجب على كل مكلف"
وليس لي في هذه المباحث إلا أن جمعت كلام العلماء "
وقد استهل المؤلف كتابه بتعريف الحوض لغويا وشرعيا فقال :
"المبحث الأول :
تعريف الحوض في اللغة والشرع
الحوض في اللغة : مجتمع الماء ، ويجمع على أحواض ، وحياض
وفي الشرع : مورد عظيم ترده أمة محمد (ص)ممن اتبع هدي النبي (ص)، ولم يبدل أو يتغير"
وفى المبحث الثانى ذكر ما سماه أدلة وجود الحوض وكلها روايات فقال :
"المبحث الثاني :
الأدلة على إثبات الحوض
الأدلة على إثبات الحوض كثيرة جدا منها :
1 – حديث جندب قال : سمعت النبي (ص)يقول : " أنا فرطكم على الحوض " متفق عليه.
2 – حديث أنس قال : قال رسول الله (ص): " ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني .. " متفق عليه .
وقد نقل أبو العباس القرطبي ، إجماع السلف ، وأهل السنة من الخلف على إثبات الحوض.
قال القاضي عياض : " وحديث الحوض صحيح ، والإيمان به واجب ، والتصديق به من الإيمان ، وهو على وجهه عند أهل السنة والجماعة ، لا يتأول ولا يحال عن ظاهره ، خلافا لمن لم يقل به من المبتدعة النافين له ، والمحرفين له بالتأويل عن ظاهره " .
والأحاديث الواردة في الحوض قد بلغت حد التواتر المعنوي ، قال القاضي عياض : " وهو حديث ثابت متواتر النقل رواه جماعة من الصحابة " .
قال الحافظ ابن كثير في فصل " ذكر ما ورد في الحوض المحمدي سقانا الله منه يوم القيامة ، من الأحاديث المشهورة المتعددة الطرق المأثورة الكثيرة المتضافرة ، وإن رغمت أنوف كثير من المبتدعة المكابرة القائلين بجحوده ، المنكرين لوجوده ، وأخلق بهم أن يحال بينهم وبين وروده ، كما قال بعض السلف : من كذب بكرامة لم ينلها ، ولو اطلع المنكر للحوض على ما سنورده من الأحاديث قبل مقالته لم يقلها".
ثم سرد أحاديث الحوض من رواية أكثر من ثلاثين صحابيا.
قال الحافظ ابن حجر : " وبلغني أن بعض المتأخرين وصلها إلى رواية ثمانين صحابيا " .
مما تواتر حديث من كذب ……ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ……ومسح خفين وهذي بعض
وذكر الحافظ أن الخوارج وبعض المعتزلة ينكرونه ، وكذلك عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده وقد دخل عليه أنس وهم يتذاكرون الحوض ، فقالوا له : ما تقول في الحوض ؟ فقال : " ولقد أدركت عجائز بالمدينة ما يصلين صلاة إلا سألن الله تعالى أن يوردهن حوض محمد (ص)" فأنس تعجب ممن ينكر الحوض ، لأنه أمر كان يؤمن
به العامة والخاصة ، حتى العجائز يسألن الله تعالى أن سقيهن منه ."
ومن العجيب أن يكون هناك شىء اسمه الحوض وردت فيه كل هذه الروايات ولم يرد ذكره في كتاب الله ولو مرة واحدة
وتحدث عن وجود الحوض فقال :
"المبحث الثالث :
وجود الحوض
جاء في حديث عقبة بن عامر أن رسول الله (ص)خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر ، فقال : " إني فرط لكم ، وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن ... " ، متفق عليه .
قال النووي : " هذا تصريح بأن الحوض حوض حقيقي على ظاهره ، كما ثبت ، وأنه مخلوق موجود اليوم " ."
والحديث ظاهر البطلان فكيف ينظر القائل لشىء وهو في الدنيا لشىء لا يكون إلا في يوم القيامة الذى لم يحدث بعد ؟
الحوض أساسا حسب الحديث يكون في أرض القيامة وأرض القيامة غير موجودة حاليا لأن هذا يحدث كما قال تعالى" يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماء"
المبحث الرابع :
وفى المبحث الرابع ذكر صفات الحوض فقال :
"صفة الحوض
جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي (ص)قال : " حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبدا " متفق عليه
وجاء من حديث أبي ذر وثوبان رضي الله عنهما أن النبي (ص)قال في صفته " وأحلى من العسل " رواه مسلم.
وجاء من حديث أبي ذر أن النبي (ص)قال في صفة آنيته: " والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها"، رواه مسلم .
ولما ذكر النووي اختلاف الروايات في عدد آنية الحوض ، قال : " الصواب المختار أن هذا العدد للآنية على ظاهره ، وأنها أكثر عددا من نجوم السماء ، ولا مانع عقلي ولا شرعي يمنع من ذلك ، بل ورد الشرع به مؤكدا ، كما قال (ص): " والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء ".
وأما بالنسبة لمساحة الحوض فقد اختلفت فيه الروايات وسأذكر جزءا منها ثم كلام العلماء رحمهم الله في الإجابة عنها .
1 – جاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو أن النبي (ص)قال : " حوضي مسيرة شهر " .
2 – وجاء من حديث حارثة بن وهب أنه سمع النبي (ص)قال : " كما بين المدينة وصنعاء " متفق عليه.
3 – وجاء من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي (ص)قال : " إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح " متفق عليه.
4 – وجاء من حديث أنس ؛ أن النبي (ص)قال : " إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن " متفق عليه.
5 – وجاء من حديث عقبة بن عامر أن النبي (ص)قال : " وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة " رواه مسلم.
6 – وجاء من حديث ثوبان أن النبي (ص)قال : " حوضي من عدن إلى عمان البلقاء " رواه الترمذي.
7 – وجاء من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي (ص)قال : " إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس " رواه ابن ماجه
وأجاب العلماء عن هذا الاختلاف فيما يلي :
قال القرطبي : " ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف وليس كذلك ، وإنما تحدث النبي (ص)بحديث الحوض مرات عديدة ، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة مخاطبا لكل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها ، فيقول لأهل الشام : " ما بين جرباء وأذرح " ، ويقول لأهل اليمن : " من صنعاء إلى عدن " ، وهكذا تارة أخرى يقدر بالزمان والزوايا ، فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات ، فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها" .
وقال القاضي عياض : " وهذا كله من اختلاف التقدير ، ليس في حديث واحد فيحسب اختلافا واضطرابا من الرواة ، وإنما جاء في أحاديث مختلفة عن غير واحد من الصحابة سمعوه في مواطن مختلفة ، ضرب النبي (ص)في كل واحد منها ميلا لبعد أقطار الحوض ، وسعته وكبره ، بما تسنح له من العبارة وقرب للأفهام لبعد ما بين البلاد النائية البعيدة بعضها عن بعض ، لا على تقدير المحقق لما بينهما بلا إعلام ببعد المسافة ، وسعة القطر ، وعظم الحوض ، فبهذا تجتمع هذه الألفاظ من جهة المعنى ، والله أعلم " .
انتهى الجواب عن الإشكال الوارد .
وقد ذكر العلامة محمد بن صالح العثيمين في صفة الحوض فقال : " هذا إذا يقتضي أن يكون مدورا ، لأنه لا يكون بهذه المساحة من كل جانب إلا إذا كان مدورا " . وذكر أبو العباس القرطبي أنه يكون معتدل التربيع."
وهذه التناقضات ليس لها سوى معنى واحد هو أن كل الأحاديث في الحوض كاذبة وضعها الكفار لوجود أكثر من خمس أنواع من التناقض فيها وهى :
1-عدد الآنية أى الكيران فمرة كعدد نجوم السماء ومرة أكثر
2- مساحة الحوض فمرة المساحة فترة زمنية مسيرة شهر ومرة مسافات مكانية مثل من صنعاء لعدن
3- تناقض المسافات المكانية فمرة أيلة وصنعاء ومرة أيلة إلى الجحفة ومرة من عدن إلى عمان البلقاء ومرة الكعبة وبيت المقدس ومرة.... وهى مسافات مختلفة الأبعاد بأميال كثيرة
4- الطعم فمرة طعمه كاللبن ومرة كالعسل
5- في الذى يمد الحوض فمرة نهر الكوثر ومرة ميزابان من الجنة ...
وتحدث عن استمداد الحوض لمائه فقال :
"المبحث الخامس :
الماء الذي يمد الحوض
يستمد الحوض مائه من الكوثر ، فقد جاء من حديث عبدالله بن مسعود أن النبي (ص)قال : " ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض " رواه الإمام أحمد في مسنده.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس