الموضوع: عجب العجاب !!
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-03-2006, 03:28 PM   #23
السمو
" الأصالة هي عنواننا "
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 10,672
إرسال رسالة عبر MSN إلى السمو
إفتراضي


( 11 )

عندما تقرأ في سيرة السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين ، تعجب أشد العجب
مما كانوا فيه ، كانت قلوبهم معلقة بالله عز وجل ، كانت أعمالهم نوراً يمشي على الأرض
لم تلههم الدنيا بزخرفها عن ماعند الله من خير هو أعظم وأبقى
سوف أرحل وإياكم في رحلة عجيبة لنرى كيف كان حالهم وكيف كانت هي أعمالهم
سأذكر بعض ماكانوا عليه في صلاتهم وكيف كانوا يؤدونها وماهي الصلاة في نظرهم
وربما يطول المقال لكن هو والله متعة لاتحرموا أنفسكم من التلذذ بأحوال أولئك القوم
عل النفوس تتعض وتعود إلى ربها ،، سائلاً المولى لي ولكم التوفيق والإخلاص في العمل
فهذا هو رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت يوصي ( الصلاة الصلاة
وما ملكت أيمانكم ) ثم يخرج بابي هو وأمي ليرى المؤمنين وهم يصلون ..

وهذا عمر رضي الله عنه عندما طعن وهو يصلي بالناس فيحمل إلى بيته .. مغشياً عليه حتى
إذا أسفر الصبح . اجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته . نظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة . فقال بعضهم :
إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة . فصاحوا عند رأسه : الصلاة
يا أمير المؤمنين ، الصلاة . فانتبه من غشيته وقال : الصلاة
ثم قال لا بن عباس : أصلى الناس . قال : نعم . قال عمر : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . ثم دعا بالماء فتوضأ و صلى وإن جرحه لينزف دماً .

وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ينقل لنا صورة حية لصحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وحالهم مع صلاة الجماعة فيقول : ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد رأيت الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف .

وهذا سعيد بن المسيب يقول : ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة .

ولما اشتكى سعيد عينه يوماً قالوا لـه : لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة
لوجدت لذلك خفة . فقال : فكيف أصنع بشهود العشاء والصبح

وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج فقيل لـه : قد رخص لك .
قال : إني أسمع " حي على الصلاة " فإن استطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبواً .

وسمع عامر بن عبدالله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه (أي يحتضر) فقال : خذوا بيدي فقيل : إنك عليل . قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه . فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب
فركع ركعة ثم مات .
وكان سعيد بن عبدالعزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
قال عدي بن حاتم : ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء .

وكان إبراهيم بن ميمون أحد المحدثين يعمل صائغاً يطرق الذهب والفضة .
فكان إذا رفع المطرقة فسمع النداء وضعها ولم يردها .
وقال سعيد : ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد .
وقد جاء عند الترمذي وحسنه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال " من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأو لى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق .
( وقد ذكر لي مرشد طلابي في إحدى المدارس أن أحد الطلاب جائه قلقاً حزيناً
قائلاً له يا أستاذ فاتتني اليوم تكبيرة الإحرام لصلاة الفجر وأول مرة تفوتني منذ
ثلاثون يوماً فهل ستفوتني هاتان البرائتان ؟؟!! تعلق قبله بالصلاة وفهم الحديث
فلله دره واسأل الله أن يصلحه )

روي عن الأعمش أنه كان قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .

ولهذا قال إبراهيم التيمي : إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه .
قال ابن رهب : رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.
أما خشوعهم في الصلاة فحدث ولاحرج
فقد كان سيد الخاشعين ( بأبي هو وأمي ) يصلي لله خاشعاً مخبتاً ،
يبكي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء .

وكان ابن الزبير إذا قام إلى الصلاة كأنه عود .

وكان ابن الزبير يصلي في الحجر ، فيرمى بالحجارة من المنجنيق فما يلتفت .

ووقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد فجعلوا يقولون : يا ابن رسول الله النار
. فما رفع رأسه حتى طفئت . فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها النار الأخرى .
وكان علي ابن الحسين إذا توضأ اصفر وإذا قام إلى الصلاة ارتعد .
فقيل له فقال : تدرون بين يدي من أ قوم ومن أناجي ؟ .
وقالت بنت لجار منصور بن المعتمر : يا أبت أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة ؟
قال : يا بنيته ذاك منصور يقوم الليل .
سرق رداء يعقوب بن إسحاق عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر ورُدّ إليه فلم يشعر لشغله
بعبادة ربه.
كان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير .
قال إسحاق بن إبراهيم كنت أسمع وقع دموع سعيد بن عبدالعزيز على الحصير في الصلاة

هذا هو حالهم وهذه هي أحوالهم مع عمود الدين الصلاة ولولا خشية الإطالة
وأن نصاب بالملل ثم الفتور لرويت المزيد المزيد ..
لكن لعل فيما ذكر عظة للقلوب وذكرى لإخواني هنا
علنا نعطي هذه الصلاة أهمية أكبر وخشوعاً اعظم ،، تقبل الله مني ومنكم صلاتنا

دائم العلو
الجمعة : 24 / 2 / 1427 هـ
__________________
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والأكدار
الشيخ /ابن سعدي
السمو غير متصل   الرد مع إقتباس