عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-01-2007, 04:35 PM   #1
خاتون
مشرفة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 489
إفتراضي علموني كيف أقول: صباح الخير يا بلدي

كنت أشعر بالوحدة منذ سنين،
وما شعرت باليتم إلا بعد أن جلس الشهيد إلى أمه واستدعى إخوته إلى مجالستها والأنس بوصلها...
ولأني حلمت أن تكون لي أم رءوم، فقد لجأت إليها علني أرتشف منها الحب والدفء والحنين.
وكلما حاولت أن أجلس إليها لتحيطني بحنانها، كلما أعلنت صمتي وذلي وانكساري أمام جبروت حبها.
ربما كنت صامتة لأني كنت أومن أني لا أستحق حبها.

واليوم خطر ببالي أني ربما أكون مخطئة في حقها...
فقد تكون متسامحة وربما تكون مشتاقة لاحتضان أبنائها لأنها لا تعرف الجفاء.
قررت أن أقرع بابكم ملتمسة ملجأ دافئا أقول فيه كلمة: أمي,
ثم أسمعها تناجيني مرة وتسامحني مرة وتخاف علي مرات ومرات.
كم جميل أن تشعر أن هناك من يتابع خطواتك، و يخاف عليك من عثراتك ويؤويك إليه في أزماتك...
فلطالما حزمت أمتعتي ورحلت دون أن أشعر أني هجرت أحدا أو حتى نسيت أن أسلم على أحد..
وكنت أجدني أدير وجهي نحو المودعين لأهاليهم علني أجد من يلوح لي بمنديل،
فلا أجد إلا أمهات هنا وهناك تودع أو تبكي، فأرفع يدي واسلم على من أعرف ومن لا أعرف
وأذرف دمعات كأني أودع حبيبا، ثم أكفكفها حتى لا أبكي على بكائي فيصير نحيبي مهولا..

كم يصعب أن أقول صباح الخير يا بلدي لأني أخاف أن لا أنطقها بصدق،
فتشعر هي بخواء صدري أوتجيبَني بحب فأخجل من عطفها ومن نفسي البائسة..

سأقف اليوم ... وأنظر إليها طويلا... لكني لن أقول ما لا اشعر به حتى لا تفضحني جوارحي،
ولكني لن أبرح حتى أتعلم كيف أقولها، حينئذ سيصبح للصباح لون، وللتحية لحن.


أيها الشهيد، ويا أيها المارون على عتبات بلادكم، مدوا أيديكم وصافحوني...
علموني الحب كما تعلمتم، وأخبروها أني افتقدتها ...
أخبروها أني أريد أن أستشعر حنانها وأرتشف عرق يديها..
ثم أخبروها أني لم أتعلم كيف أحييها ولا كيف أستسمحها...




خاتون: من تلون مساءاتها بريح الوطن

آخر تعديل بواسطة خاتون ، 18-07-2007 الساعة 08:10 PM.
خاتون غير متصل   الرد مع إقتباس