عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-12-2016, 12:14 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,989
إفتراضي حوار فى رؤية الله

رؤية الله :
قال المعلم :موضوعنا اليوم رؤية الله .
قال الفتى :قالت بعض الفرق إن رؤية الله ليست محالة وأن المسلمين يرون الله فى الأخرة رؤيا العين وزعم البعض أنه يُرى فى صورة يخلقها للناس .
قال المعلم رؤية الله فى كل الحالات مستحيلة .
قال الفتى ما الأدلة على هذا ؟
قال المعلم هناك أدلة كثيرة منها قوله تعالى بسورة الشورى "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء "فهنا ورد أن تكليم الله للبشر هو أحد الصورتين الوحى وهو ما يسمى الكلام من وراء حجاب وإرسال رسول بالوحى وهكذا لا توجد رؤية مع كلام مما يدل على امتناعها وقوله بنفس السورة "ليس كمثله شىء "فإذا كان الله يشاهد ويرى كل خلقه فإنهم لا يرونه وإلا أشبهوه فى شىء وهذا هو المحال وقوله بسورة الأنبياء "كما بدأنا أول خلق نعيده "فإذا كنا سنبعث بنفس العيون التى لا تقدر على تحمل ضوء الشمس فكيف بخالق الشمس مع الأخذ فى الاعتبار أنه ليس له ضوء أى نور بمعناه المعروف ؟وقوله بسورة الأعراف "قال رب أرنى انظر إليك قال لن ترانى "فهنا أخبر الله موسى (ص)باستحالة رؤيته بقوله "لن ترانى "ولن تفيد النفى المستمر وإذا كان الله عاقب رجال بنى إسرائيل عندما طلبوا الرؤية بالموت صعقا بدليل قوله بسورة البقرة "وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون " وقد عاقب الله موسى (ص)بنفس العقوبة بدليل قوله بسورة الأعراف "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا "فهذا دليل على استحالة الرؤية لأن الله اعتبر طالبها مذنبا وعاقبه بالصعق وهو الموت المؤقت ومن الأدلة أيضا أن الله ليس بجسم حتى يمكن رؤيته ومن المعلوم أن المرئى لابد أن يكون مجسما أى له شكل ملون وإذا كان الله خارج المكان فذلك يعنى استحالة رؤيته ولأن الله ليس بجسم فلا تجوز رؤيته ومعنى رؤية الله هو حلوله فى المكان وهو الجنة كما يزعمون وإذا حل الله فى مكان فقد أصبح هو والكون شىء واحد وهذا هو الكفر عينه فى فكر أصحاب الرؤية ولو تأملنا أخبار الرؤية لوجدنا أن الرب يكون كالقمر ليلة البدر وهذا معناه أن يكون الرب قرص منير صغير الحجم يطلع كما يطلع القمر وهذا القول جنون وكفر أولا لأنه يجسم الإله وثانيا لأنه يجعله يحل فى المكان .
قال الفتى وما قولك فى احتجاجهم ببعض الآيات القرآنية على الرؤية ؟
قال المعلم :يحتجون بقوله تعالى بسورة القيامة "وجوه يومئذ إلى ربها ناظرة "وهذا الاحتجاج لا معنى له للتالى :
-أن الله قال وجوه ولم يقل أبصار أو عيون ومما هو معروف أن الوجوه لا ترى سواء كان المراد بها ما تحمل الرقبة أو النفوس .
-أن لو فسرنا كلمة ربها بأنها الذات الإلهية لوجب علينا أن نفسر قوله تعالى بسورة البقرة "فأينما تولوا فثم وجه الله "بأن الوجه يعنى ذات الله وهذا جنون لأننا عندما ننظر نرى آيات الله فى الكون وليس ذات الله ،إذا فالمراد بربها هو آيات ربها والدليل على أن الوجوه ليس مراد به العيون هو قوله تعالى بسورة المطففين "على الأرائك ينظرون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم "فهنا الوجوه فيها نضرة النعيم أى أثر النعيم أى فرحة النعيم بدليل قوله بسورة عبس "وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة "وأما احتجاجهم بقوله بسورة المطففين "إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "فساقط لعدم ذكر الرؤية وأما الحجب فيعنى الإبعاد عن الرحمة الممثلة فى الجنة بدليل أنهم بعد الإبعاد يدخلون النار بدليل قوله بعد الآية مباشرة "ثم إنهم لصالوا الجحيم ".
قال الفتى وماذا عندك أيضا فى أمر الرؤية ؟
قال المعلم اعلم أيها الفتى أن موسى (ص)وصف طلاب الرؤية بأنهم سفهاء وجعل أمر الرؤية فتنة واختبار يسقط فيه من يضل فيطلبها وينجح فيه من يهتدى فلا يطلبها .
قال الفتى إذا فطالب الرؤية سفيه .
قال المعلم سفيه بمعنى كافر
قال الفتى وأين جاء قول موسى (ص)؟
قال المعلم جاء فى قوله بسورة الأعراف "واختار موسى سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم وإياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هى إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء " وقد بين الله لنا أن الكفار فى عهد الرسول (ص)طلبوا رؤية الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء على لسان الكفار "أو تأتى بالله والملائكة قبيلا ".
قال الفتى لو فرضنا حدوث الرؤية فما معنى حدوثها ؟
قال المعلم يعنى أن الله جسم ويحل بالمكان وله لون وحجم والله كاذب فى الوحى وهذا كله ينفى صحة الألوهية عن الله لأنه يثبت تشابهه مع الخلق .
قال الفتى فما قولك فى زعم القوم أن الرؤية محرمة فى الدنيا وليست فى الأخرة .
قال المعلم لو كان الأمر كما يزعمون ما نفيت فى إطار حديث الله عن طرق كلام الله للبشر وما نفيت بلن التى تفيد النفى المستمر فى حديث الله لموسى (ص)ولو كان الأمر كما يدعون لكان الزنا المحرم فى الدنيا مباح فى الأخرة وفى تلك الحال سيسمح الله لنا بأن يضاجع كل منا حليلة صاحبه والمحرمات فى الدنيا محرمات فى الأخرة بدليل قوله بسورة الواقعة "لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما " أى لا يعرفون فى الجنة اللغو أى الإثم أى لا يرتكبون فى الجنة الذنب .
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس