عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-10-2018, 09:44 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي تفسير سورة الرحمن

سورة الرحمن
سميت بهذا الاسم لذكر الرحمن فيها بقوله "الرحمن علم القرآن".
"بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "المعنى بحكم الرب النافع المفيد النافع عرف الكتاب أبدع الفرد عرفه الكلام،يبين الله للجن والإنس أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو أن الرحمن علم القرآن والمراد أن النافع أنزل الكتاب وهو الوحى مصداق لقوله بسورة الإنسان"إنا نحن نزلنا القرآن تنزيلا"وخلق الإنسان والمراد وأنشأ آدم (ص)فعلمه البيان أى فعرفه الكلام وهو الأسماء مصداق لقوله بسورة البقرة"وعلم آدم الأسماء كلها "والخطاب فى كل السورة للجن والإنس.
"الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا فى الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان"المعنى الشمس والقمر بتقدير والنجم والشجر يطيعان والسماء علاها وشرع العدل ألا تكفروا بالعدل أى أطيعوا الحكم بالعدل أى لا تخالفوا العدل،يبين الله للجن والإنس أن الشمس والقمر بحسبان والمراد يجريان بتقدير معين بحيث لا يلحق أحدهم بالأخر وخلق النجم وهو الكواكب فى السماء والشجر وهو النبات فى الأرض يسجدان أى يطيعان حكم الله وخلق السماء فرفعها أى فعلاها عن الأرض ووضع الميزان أى وشرع قانون الرفع ويطلب الله من الناس ألا يطغوا فى الميزان والمراد ألا يكذبوا بالعدل ويفسر هذا بأن يقيموا الوزن بالقسط والمراد أن يطيعوا العدل بالإخلاص وهو تصديقه وفسره بألا يخسروا الميزان أى ألا يخالفوا الحكم وهو العدل .
"والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى والأرض خلقها للناس فيها فاكهة والنخل ذات الثمار والحب صاحب الورق والريحان فبأى آيات إلهكما تكفران ،يبين الله للجن والإنس أن الأرض وضعها للأنام والمراد خلقها للناس مصداق لقوله بسورة البقرة"هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا "وهذا يعنى عدم صلاحية أى مكان غير الأرض لمعيشة الناس وفيها فاكهة وهى نباتات يختلف البشر فى تصنيفها والنخل ذات الأكمام والمراد صاحبة الطلع وهو ثمار البلح والحب ذو العصف والمراد ومحاصيل الحبوب صاحبة الورق المغلف للحبوب والريحان وهو الزرع صاحب الرائحة ويسألهما الله فبأى آلاء ربكما تكذبان أى فبأى آيات خالقكما تكفران ؟والغرض من السؤال هو إخبار الجن والإنس بواجبهم وهو عدم الكفر بأى شىء من آيات الله ولن نكرر تفسير السؤال مرة أخرى فى السورة .
"خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار فبأى ألاء ربكما تكذبان "المعنى أبدع البشر من طين كالخزف وأبدع الجان من بقايا من نار فبأى آيات إلهكما تكفران ؟يبين الله للناس أنه خلق أى أنشأ الإنسان وهو آدم (ص)من صلصال أى طين وهو يشبه الفخار وهو الخزف أى الطين المشوى مصداق لقوله بسورة ص"إنى خالق بشرا من طين "وخلق الجان والمراد وأنشأ الجان وهو أبو الجن من مارج من نار والمراد من بقايا من وقود والمراد من التراب المتخلف عن النار .
"رب المشرقين ورب المغربين فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى خالق المنيرين وخالق المغيبين فبأى آيات إلهكما تكفران؟ يبين الله للناس أن الله رب المشرقين أى خالق المنيرين ورب المغربين وهم المظلمين وهما نصفى الكرة الأرضية فالنصف الأول يكون مشرقا والنصف الثانى يكون مظلما ثم يتبادلان المواقع ومن ثم فهما مشرقان ومغربان فى نفس الوقت
"مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان وله الجوار المنشئات فى البحر كالأعلام فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى ماء النهرين يتقابلان بينهما حاجز لا يطغيان فبأى آيات إلهكما تكفران؟وله السائرات المبنيات فى الماء كالرايات فبأى آيات إلهكما تكفران ،يبين الله للناس أن مرج البحرين يلتقيان والمراد أن ماء البحرين العذب والمالح يتقابلان بينهما برزخ لا يبغيان والمراد بينهما حاجز لا يجعلهما يختلطان وإنما كل واحد منهما واقف عند مكان التقابل مصداق لقوله بسورة النمل"وجعل بين البحرين حاجزا"،والله له الجوار المنشئات فى البحر كالأعلام والمراد والله يملك السفن السائرات المبنيات فى الماء وهن يشبهن الرايات المهتزة بفعل الهواء .
"كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى كل من فوقها ميت ويظل جزاء إلهك صاحب العظمة أى الكبرياء فبأى آيات إلهكما تكفران،يبين الله لنبيه (ص)أن كل من عليها فان والمراد أن كل نفس فوق الأرض ميتة مصداق لقوله بسورة آل عمران"كل نفس ذائقة الموت "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام والمراد ويظل جزاء الله وهو الجنة والنار موجودا بدليل قوله تعالى فى سورة ص "هذا ما توعدون ليوم الحساب إن هذا لرزقنا ما له من نفاد "والله هو صاحب العظمة أى الكبرياء.
"يسئله من فى السموات والأرض كل يوم هو فى شأن فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى يطالبه من فى السموات والأرض كل وقت هو فى حكم فبأى آيات إلهكما تكفران ؟يبين الله للناس أن من فى السموات والأرض يسألون الله والمراد يدعون الله طالبين منه ما يريدون وهو كل يوم فى شأن والمراد والله كل وقت هو فى إصدار للأوامر وهى الأحكام فى الخلق
"يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان مبين فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى يا أفراد الجن والبشر إن قدرتم أن تخرجوا من أبواب السموات والأرض فاخرجوا لا تخرجون إلا بقوة عظمى فبأى آيات إلهكما تكفران يبعث لكما قطع من نار ونحاس فلا تغلبان فبأى آيات إلهكما تجحدان؟ ،يخاطب الله الناس فيقول:يا معشر أى يا أفراد الجن والإنس:إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض والمراد إن قدرتم أن تخرجوا من طبقات السموات والأرض وهذا يعنى أن يخرجوا من طبقة إلى طبقة أعلى أو أسفل من طبقات السموات السبع أو طبقات الأرض السبع فهم لا يخرجون من الكون ، فانفذوا أى فاخرجوا ،لا تنفذون إلا بسلطان مبين والمراد لا تخرجون إلا باختراع عظيم وهذا يعنى أن يخترعوا آلة عظيمة للسفر وفى حاله النفاذ يرسل عليكم شواظ من نار ونحاس والمراد يبعث عليكم قطع من نار ونحاس تدمركم فلا تنتصران أى فلا تهربان والمراد فلا تقدران على الهرب منى وهذا يعنى أن كل صعود للسماء أو نزول للأرض مقضى عليه فلا أحد ينجو من الهلاك فيهما.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس