عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-09-2021, 07:41 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي قراءة في كتاب حقيقة شركات التأمين

قراءة في كتاب حقيقة شركات التأمين
المؤلف سليمان بن إبراهيم بن ثنيان وفى المقدمة بي، من معظم الناس يجهلون حقيقة شركات التأمين ومعظمهم عندما يأمن يكون جاهلا بما هو مقدما عليه إلا من خلال الدعاية التى تقوم بها الشركات وفى هذا قال:
"قلة من الناس هم أولئك الذين يعرفون شركات التأمين على حقيقتها، ويطلعون على خباياها وأسرارها ويرجع الباحثون ذلك إلى أمور عدة أهمها: الدعاية التي تظهر شركات التأمين على غير حقيقتها؛ حيث تظهرها للناس حسب ما يحبون ويرغبون ويتمنون أن تكون عليه، وتخفي عنهم حقيقتها وواقع أمرها الذي لو عرفه الناس لربما نفروا منها، ولما استجابوا لها، كما يقول باحث التأمين الألماني ديترميز هذا أمر، وهناك أمر آخر أعجب منه وأغرب، أمر أدهش كبار الباحثين وحيرهم، وهو: أن مجمل الناس لا يهتمون بمعرفة التأمين على حقيقته، ولا معرفة الشركات القائمة عليه رغم ارتباط الناس به وبشركاته، ورغم ما يدفعون من أموال طائلة إلى صناديق هذه الشركات "
وظاهرة جهل عملاء شركات الـتأمين سواء بالشركات أو بماهية بنود العقود يصفها القوم بالعجيبة وهى ليست عجيبة لأن الشركات تعتمد فيها على مبدأ تطميع الناس في المكاسب المنتظرة وهو مبدأ نفسى بشرى تجده خلف نجاح كل عمليات النصب وأكل أموال الناس بالباطل سريعا وقد كرر ثنيان ذلك فقال:
"هذه الظاهرة العجيبة لم يجد لها كثير من الباحثين حلا أو تفسيرا معقولا ولكن المتمعنين في حقيقة التأمين يردون ذلك إلى ما يحتويه التأمين من تعقيدات ـ مقصودة في الغالب ـ وإلى ما يكتنف شركاته من عدم الوضوح في المنهج والسلوك في أعمالها وتعاملها كما يردون ذلك أيضا إلى عدم اقتناع الناس بالتأمين أصلا أو بوجود حاجة إليه؛ حيث ثبت بالاستطلاع الإحصائي الدقيق أنه لا يقدم كثير من الناس على التأمين بدافع الحاجة والاقتناع، وإنما يقدمون عليه بدافع الدعاية الواسعة إليه وبدافع التقليد، كما يقول هنز ديترمير"
ورغم ما أجراه القوم من استطلاعات للرأى حول الموضوع إلا أن النتيجة جعلت ذلك هو تقليد الغير بنسبة كبيرة ولكنه في الحقيقة كما قلت الطمع الإنسانى للنفس أو للأقارب وفى هذا قال :
وقد أجريت استطلاعا عاما في مدن ألمانية مثل: فرانكفورت، وكلونيا، وميونيخ، وشتوت قارت حول ما يدفع الناس إلى التأمين فوجدت أن ما يقرب من 58% ممن وجه إليهم السؤال لا جواب لديهم سوى قولهم: كذا أو مثل الناس، أو نحو ذلك"
وقام ثنيان بشرح حقيقة الشركان فبين أول شروطها فقال:
"وتتضح لنا حقيقة شركات التأمين، وطبيعة تفكيرها، وتعاملها من خلال الأمور الهامة الآتية:
أولا: شروط شركات التأمين:
ليس لشركة في العالم ماضية وحاضرة ما لشركات التأمين من شروط عامة وخاصة، ظاهرة وخفية وإن أخص ما تختص به هذه الشروط الصفة التعسفية، مما اضطر كل دولة في العالم أن تفرض رقابة خاصة على شركات التأمين لديها لتخفف شروطها على المواطنين
وشروط شركات التأمين متنوعة: فمنها ما يخص القسط، ومنها ما يخص مبلغ التأمين، ومنها ما يخص الخطر المؤمن ضده، ومنها ما يخص التعويض عن الحادث، ومنها العام الذي تشترك فيه جميع شركات التأمين، ومنها الخاص بشركة معينة، ومنها الظاهر الذي يعلمه أكثر الناس، ومنها الخفي الذي لا تعلمه إلا الخاصة من أصحاب الخبرة والممارسة ـ كما يقول صاحب كتاب: (الأمن الخادع) برند كرشنر ـ وإن من أبرز الشروط الخاصة بالتأمين ما يسمى بشرط الحلول ومقتضاه: أن تحل شركة التأمين محل المؤمن له في مطالبة الغير بما تسبب من أضرار بممتلكات المؤمن له لحسابها الخاص، وأن يسقط حق المؤمن له في مطالبة المتسبب، وبهذا قد تأخذ شركة التأمين من المتسبب أكثر مما تدفعه تعويضا للمؤمن له، وذلك حينما يكون التلف أكبر من مبلغ التأمين، بل إنها قد تأخذ العوض كاملا من المتسبب وتحرم المؤمن له من أي تعويض كما أنه ليس للمؤمن له حق في أخذ ما يزيد على مقدار تعويض الضرر الذي لحق به ومنها سقوط حق المطالبة بمبلغ التأمين في الظروف غير العادية كالحروب، والزلازل،والاضطرابات العامة وشروط شركات التأمين كلها شروط إذعان، أي أنه على المؤمن له قبولها دون مناقشة، كما أن هذه الشروط تحمي شركات التأمين؛ حيث تحكم القبضة على المؤمن لهم في الانتظام في دفع القسط، في الوقت الذي تضع فيه العراقيل دون حصولهم على مبلغ التأمين، كما يقول خبير التأمين هنز ديترمير"
مما سبق تكون عقود التأمين هى عقود أكل لأموال الناس بالباطل فمن لا يملك يأخذ مال من يملك ولا يرجعه له وهو ما نهى الله عنه بقوله:
" لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل"
وتحدث ثنيان عن أهداف تلك الشركات فقال:
ثانيا: أهداف شركات التأمين:
لا تهتم شركات التأمين بشيء يضاهي اهتمامها بالربح؛ لذا نجد تركيزها الشديد عند التخطيط ووضع نظامها الأساس ينصب على الأخذ بكل وسيلة تجلب الربح وتجنب الخسارة؛ بغض النظر عما قد تسببه هذه الوسائل من إحراجات، أو معارضة للدين أو الخلق أو السلوك الحسن ويشاهد ذلك جليا فيما تنطوي عليه شروطها من تعسف واستغلال، وخاصة في التأمينات التي تفرضها بعض الدول على مواطنيها كما يشاهد ذلك جليا أيضا في استثماراتها الربوية لما تجمعه من أقساط دون المساهمة في أي مشروع خيري كل هذه مؤشرات إلى أنه ليس لها هدف في التعاون وخدمة الناس، وإن ألح بعض دعاتها في إقناع الناس بذلك، وإنما هدفها المحقق المعلوم هو الربح والثراء السريع على حساب المؤمن لهم، كما يقول أنتون أندرياس في كتابه (فخ التأمين)"
مما سبق نجد أن الشركات لا تلتزم بعقودها فهى لا تقول أن أموال التأمين يتم بها التجارة والاستثمار في الشركات الأخرى والمجالات الأخرى في عقود التأمين وهى ما يعنى بطلان العقد لعدم التزام الشركات ببنوده فالدافع لا يدفع من أجل أن تتاجر أو تصنع أو غير هذا وإنما يدخر المبلغ كى يجده هو أو ورثته في النهاية ومن ثم ينتفى شرط التراضى وهو قوله تعالى:
" عن تراض منكم"
وقال ثنيان عن عقود التأمين:
ثالثا: عقود التأمين بين الظن والحقيقة:
يعتقد كثير من الناس أن من وقع عقدا مع إحدى شركات التأمين ضد حادث معين فقد أمن شر هذا الحادث، ونسي همه إلى الأبد وهذا خطأ فاحش وفهم قاصر لحقيقة عقود التأمين؛ فعقود التأمين ليست إلا أوراقا عارية تهددها سهام موجهة يندر أن لا تصاب بأحدها هذه السهام المعروفة بنظام شركات التأمين، بشروطها ورجالها المأمورين المدافعين عنها من التابعين، والموالين، والمقررين، والمستشارين، والمحامين، والأطباء، والخبراء، وغيرهم من المختصين في حماية شركات التأمين، وإبطال أي دعوى تقام ضدها نعم! تلك الشركات استمالت واشترت بالمادة ذمم كثير من أولئك الناس الذين يتولون التحقيق في الحوادث، وتقويمها، وبيان وجهة القانون فيها، وما يترتب عليها من مسؤوليات وتعويضات
إنه ليس شيء أيسر على شركات التأمين من إيجاد السبب لإبطال عقد من العقود، والتحلل من التزاماته؛ فالظروف غير العادية ـ حسب نظامها ـ تجعلها في حل من جميع التزاماتها، ...والحاصل أن شركات التأمين تعقد الكثير، ولا تفي إلا بالقليل، كما يقول صاحب كتاب (الأمن الخادع) وكما يقول خبير التأمين الألماني أنتون جوها: إنه طبقا لإحصائيات المكتب الفيدرالي الألماني فقد وقع في عام 1984م مليونا حادث عمل كلها مؤمن ضدها، ولم تعوض شركات التأمين منها إلا 29% فقط "
وهذا ما يعنى أن تلك الشركات تأكل أموال الناس بالباطل
وتحدث ثنيان عن آثار التأمين فقال:
"آثار التأمين في حياة الناس:
قد يعتقد بعض من لا يعرف حقيقة التأمين، وخاصة أولئك الذين يصغون أسماعهم لما تروجه شركات التأمين من دعاية جذابة، ويقرؤون ما تنشره أقلام أتباعها من مؤلفين وصحفيين وغيرهم قد يعتقد أولئك أن التأمين خير لا شر فيه ولكن الأمر عند من يعرف حقيقة التأمين يختلف؛ فإن كانت للتأمين بعض المحاسن، فمساوئه تطغى على كل أثر حسن وسأبين ذلك من خلال بيان إيجابيات التأمين، وسلبياته، والموازنة بين الإيجابيات والسلبيات من واقع الحياة
الآثار الإيجابية في التأمين:
يقول أصحاب التأمين: إن من إيجابياته الأمور الآتية:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس