عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-03-2008, 07:33 PM   #12
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

فؤاد- المغرب :
الأستاذ أحمد مطر، من المعروف أنّ النفس البشرية تتأرجح بين حالات التفاؤل واليأس، والحب والكره، والفرح والحزن، والرضى والسخط، إلى آخر هذه الحالات. فلماذا لا يكتب الشاعر نفسه في هذه الحالات ؟ بمعنى آخر لماذا تحصر نفسك في غرض شعري معين ؟
هذا سؤالي، ويريد أستاذي إرسال سؤال لك، وهذا هو سؤاله :
إلى أي مدى بلغ بك الإحباط بعد حكايتك مع قصيدة ( أعد عيني ) مع جريدة القبس ؟ وهل هناك كلام لم يقله أحمد مطر لنا بخصوص هذا الموضوع عندما كتب قصيدة ( الراحلة ) ؟
- نعم.. " المعروف " عن النفس البشرية هذا التأرجح. لكن هل ترك " المنكر " لها، في أوطاننا، حرية التأرجح ؟ بل هل ترك لها أرجوحة من أيّ نوع ؟ بل هل ترك لها أدنى اعتراف ببشريتها على الأقل ؟
ومع ذلك، وبرغم كون نفوسنا ذاتها هي الأراجيح التي تلهو بها مناقل الجمر، من المهد إلى الدولة، فإنّ شعري لم يخلُ من هذه الحالات التي ذكرتها، وإذا بدت مساحة الحزن والغضب أوسع، فلأنها مبسوطة على مقاس خيمة الكدر والأوجاع..وما أوسع هذه الخيمة يا فؤاد !
ليس اليأس ما يحركني، بل الشعور بالمأساة، وهو ما يجعلني أوزع صوتي على الجهات الأربعين، محذّراً ومستنجداً ومستنهضاً الهمّة للانعتاق .
وأن تشعر بالمأساة فذلك دليل على أنّك واعٍ، وأن تتحرك لمواجهتها فذلك دليل على أنّك حي .. فأي فأل أطيب من هذا؟
أم أنّ عليّ أن أطلّ على حريق روما، مستمطراً قيثارتي ألحان الفرحة، حتى يقال أنني " متفائل " ؟!
لقد فعل " نيرون " هذا من قبل، لكنّ التاريخ لم يمنحه سوى قميص مستشفى المجانين !
وبخصوص سؤال أستاذك الفاضل، أود القول بأن امتناع صحيفة عن نشر قصيدتي لا يشكّل إحباطاً بالنسبة لي، لأنني أستطيع نشرها في أي وقت وفي أي مكان، وبالطريقة التي تعجبني. وهذا ما فعلته .
سمّها خيبةً، إذن. ولو علمت عدد الخيبات في حياتي، فلن تعجب إذا وجدت هذه مستقرة، لضآلتها وانعدام مداها، في قعر الصندوق .
الإحباط القاتل حقاً هو أن أفقد إيماني بالناس تماماً، وذلك أمر لم يحدث، فأنا على يقين من أن هذه الأمّة ستنهض ذات يوم، وأنها لابد أن تفرد كفّها لتحتوي وجه هذا الخزي والهوان بصفعة يطير لها صواب الدنيا .
وإذا كانت القبس قد فتحت لي قوس الخيبة، فإنني سأغتنم الفرصة لأكتب بعده اعترافي بسابق فضلها في حمل لافتاتي .. ثمّ أغلق القوس .
أنا، الآن، أكتب في جريدة ( الراية ).. وكفاني منها أنها قد نحرت الرقيب، على أعتاب لافتتي، إكراماً للحريّة .
شكراً لهـا .

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس