عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-02-2008, 05:12 AM   #26
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]21 كانون الثاني/يناير 2007

الكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ سعى جادا للتوفيق والتفاهم بين الشرق والغرب
الأستاذ حمّاد يقول إن أعمال الأديب الفائز بجائزة نوبل تشكل دراسة لتحوّل المجتمع العربي

من لورين مونسن، المحررة في نشرة واشنطن

بداية النص


واشنطن، 21 كانون الثاني/يناير 2007 – كان الكاتب والأديب المصري الراحل نجيب محفوظ أكثر الشخصيات الأدبية انتشارا وتأثيرا في العالم العربي عندما منح جائزة نوبل للأدب في العام 1988، لكن أعماله بدأت فجأة تجتذب اهتمام جماهير غفيرة في الغرب.

وقد اجتذبت محاضرة ألقيت أخيرا عن حياة محفوظ ونتاجه الأدبي جمهورا كبيرا غصّت به القاعة الكبرى للبنك الدولي في واشنطن. وقد جرى تنظيم المحاضرة وما رافقها من نشاط تحت رعاية مؤسسة موزاييك، وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى زيادة المعرفة بالتراث الأدبي العربي وفهمه وتقديره.

وتحدث عريف الحفل الذي أدار المحاضرة روني حماد، وهو من البنك الدولي، عن المضامين الاجتماعية التي شكلت أدب محفوظ وأعماله، وتطرق في حديثه إلى المجتمع العربي فقال "إنه آخذ في التكيف مع قوى العولمة ويحاول التوفيق بين الثقافة الدينية والعلمانية والتنوع والديمقراطية.

وترشح من خلال روايات محفوظ وقصصه القصيرة ومسرحياته وتمثيلياته التي وضعها خلال حياته الأدبية الطويلة قبل وفاته في 30 آب/أغسطس 2006 عن 94 عاما، مطالب التحديث والعصرنة مع ما يرافقها من وزن للتاريخ المصري وللتقاليد المصرية.

وقال المحاضر الرئيسي روجر ألن، أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في جامعة بنسلفانيا، إن محفوظ دمج بين تقاليد العالم العربي وعاداته وبين تلك التي للغرب. ووصف ألن صديقه محفوظ الذي حافظ على صداقته 39 عاما بأنه كان "بيروقراطيا منظما جدا. فقد احتفظ بملف عن كل شخصية كتب عنها لكي يعود إليها في أعماله القديمة" ويقدمها بصورتها الصحيحة في أعماله اللاحقة.

وأضاف ألن أنه لعل ما كان أكثر أهمية هو "أنه (محفوظ) كان ذا حس إنساني عميق نتيجة دراسته الإنسانية. وكان شكاكا لكنه كان مؤمنا مخلصا حاول التوفيق بين المعتقدات الدينية التقليدية وفكر القرن العشرين وواقعيته. وكان فكاهيا عظيما" صاحب ظرف وفكاهة.

وقال ألن، كان محفوظ إلى جانب ذلك كله مهتما اهتماما شديدا بالسياسة "وعبّر في بعض كتبه ورواياته عن آراء سياسية، وأن لم تكن أفضل ما عنده." فقد عمد محفوظ بسبب الرقابة المنتشرة في مصر إلى التعبير عن أفكاره بشكل رمزي، وهو أسلوب انتهجه الكتاب ومنتجو الأفلام السينمائية في كثير من أرجاء العالم الإسلامي.

وكثيرا ما ألهب التاريخ المصري والأحداث الآنيّة خيال الكاتب الشاب محفوظ. فعندما قام فريق بريطاني من علماء الآثار بالكشف عن مقبرة الملك توت عنخ أمون في وادي الملوك بمصر خلال العامين 1922 و1923 أثار الاكتشاف إعجاب العالم بأسره وافتتانه بالحضارة المصرية الفرعونية، بالإضافة إلى ما أثاره من طفرة وطنية في مصر. وقال ألن إن النتيجة كانت أن القصص القصيرة المبكرة لمحفوظ "اشتملت على مواضيع فرعونية ودارت أحداث رواياته الثلاث الأولى في بيئة وفترات فرعونية."

وعثر محفوظ في شبابه على قائمة طويلة من الكتب والروايات الأوروبية الهامة وقرأ معظمها. وقال ألن إن محفوظ "درس بشكل منهجي شامل كل كتاب قرأه ونقبا باحثا عن أساليبه ولغته" ثم قرر بعد ذلك أن يكتب روايات معاصرة"، وعمل بقراره ذاك على "تغيير مجرى الأدب العربي."

في العام 1952 أنهى نجيب محفوظ مجموعة رواياته المعروفة بثلاثية القاهرة (بين القصرين، قصر الشوق، السكّرية) التي عرفته الجماهير الغربية من خلالها أكثر مما عرفته من غيرها من مؤلفاته. وثلاثية محفوظ متوفرة في الغرب بترجمات إنجليزية وفرنسية، وجاءت بعد سلسلة من المؤلفات التي صدرت على مدى ثلاثة أجيال عبّر فيها عن تغير الأوضاع والظروف والتحولات التي حدثت في القاهرة خلال تلك السنوات. ولعل مهارة محفوظ في تصوير المجتمع التقليدي وتحوله التدريجي وتقبله روحا أكثر حداثة وعصرية تعتبر من بين أعظم منجزاته.

ولا تمثل ثلاثية محفوظ إلا النزر اليسير من عطائه الأدبي. إذ يقول البروفيسور ألن إن الكثير من أعماله لم يترجم وليس متوفرا في متناول القراء الغربيين. وتساءل بعض المثقفين ممن يجيدون العربية عما إذا كان محفوظ قد كتب مقلدا الروايات الغربية، لكن الإجماع يرى أن تبنيه الأساليب والأدوات الأدبية الغربية في خدمة رواية مصرية محضة إنما يدل على رغبة في دمج ولحمة العناصر الشرقية والغربية.

وحذر ألن من أن "تشديد التركيز على الثلاثية يشوه نظرتنا إلى نجيب محفوظ. فعطاؤه وإسهامه أهم بكثير. فقد اعتُرف به بعد العام 1967 بأنه الأب المؤسس للرواية العربية. فمحفوظ مثله مثل الكتلة الثلجية. فما يُرى منه حتى الآن ليس سوى جزء ضئيل مما هو موجود فعلا."

ووصف ألن الأديب المصري محفوظ بأنه "كان رجلا امتد متخطيا الحدود بين التقليدية والحداثة."

وقال ألن إن ثلاثية محفوظ الشهيرة تلقى قدرا غير متوازن من الاهتمام بالمقارنة إلى أعماله الأخرى. لكن ذلك لا ينبغي له أن يطمس أو يقلل من حقيقة أن "الثلاثية عمل أدبي رائع، فهي ذروة سلسلة من الروايات التي كتبت بأسلوب اجتماعي أوروبي واقعي. ولا شك في أن نقل ذلك التقليد إلى مضمون اجتماعي عربي ليس إنجازا بسيطا."

أما أعمال محفوظ الأخرى، فهي طبقا لما قاله ألن في محاضرته "فمتأصلة في التقاليد الحضارية العربية، لكن الثلاثية أصبحت جزءا متمما لتلك الثقافة."

وقال ألن في رده على أحد الأسئلة إنه متفق مع القائلين بأن محفوظ "كان معجبا جدا بالحضارة الغربية" وقال إنه وصفها في وقت من الأوقات بأنها الحضارة "الوحيدة القادرة على البقاء لأنها تضم تأثيرات من كثيرات غيرها وتجسدها."

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.
أدوات أرسل هذا المقال لصديق
إطبع المقال
XML Tran******
المقال متوفر باللغة: Français English

شاركنا رأيك بهذا المقال.يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية. إن الآراء المتضمنة في المواقع غير التابعة للحكومية الأميركية والمرتبطة بهذا الموقع لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارجالصفحة الرئيسية | حول يو إس إنفو | أمين الموقع | بيان الخصوصية
شؤون دولية | شؤون إقليمية | مواقع ربط | | منشورات
[/FRAME]

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 22-02-2008 الساعة 12:38 PM.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس