عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-02-2008, 05:10 AM   #25
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]

رسائل


أسامة الدناصوري .. متعة المراوغة
كارم يحيي
لعلها كانت مصادفة جمعتنا في معرض القاهرة للكتاب قبل سنوات وسنوات. كان قادما مع اصدقاء سكندريين، يومها بدا صامتا صخري الوجه بما يليق بشاعر اختار لديوانه الأول المنشور عنوان 'حراشف الجهم'.. وأيضا بلقب عائلته.. المرة الثانية والأخيرة.. ويقينا كانت ضربة قدر بالنسبة لي، التقينا في مقهي بوسط البلد قبل رحيله بنحو شهر واحد.. لم يكن في هذا الليل جهما كما بدا في نهاره السابق. كان متأنقا ومتدفقا إلي حد كاريكاتيري، ومع ذلك، كان متكلفا علي نحو لم ألحظة في لقائنا الأول. ولا أعرف لماذا سألته فجأة عن الشعر والنثر.. وتحديدا الرواية.
ولعل السؤال لايزال يحلق متخذا مع غياب المسئول (الكاتب) ابعادا أعمق وارحب بعد رحيله: لماذا اختار النثر اخر ما كاتب ودفع للنشر، وهو الشاعر المخلص لشعره؟.. لماذا اختار النثر كتابة أيامة الأخيرة، واعيا بحرج اللحظات وهو يؤرخ باليوم والساعة كل دفقة خطها في النص.
ليلة مقهي وسط البلد لا أظنني استمعت سنة إلي اجابة تسكت فضولي الذي تزايد بعد وفاته، وطلب الصراخ فكتبت، فقط تجاذبنا حديثا نصف موصول ونصف مقطوع حول قراء الشعر وقراء الرواية الآن (دلالات ارقام ومتوسطات توزيع).. وعن اتجاه المبدعين الجدد الي النثر بدلا من النظم، وقدرة الرواية بخاصة علي الاحاطة بالتطورات المجتمعية والتعبير عن المدينة وتحولات اناسها، أو لنقل باختصار قدري بالغ الاخلال انه قلة حظ الشعر والشعراء، وعلي نحو يفوق ما قاله عن زوجته الفاضلة نموذج الوفاء التي لا تعلم حجمه كشاعر، وبالنسبة لمن هو بعيد مثلي فثمة حيرة ازاء اولئك الذين ينزلون من علياء ابراج الشعر الرفيعة الدقيقة الي سهول النثر المنفسحة المترامية، فيسكنون ملاعب الراوية، وان ظلت افئدتهم تحلق هناك في الأعالي مبتهلة لقدس الاقداس.. القصيدة'.
ثمة اكثر من دهشة لمثلي القادم من بعيد الي هذا الكاتب وهذا الكتابة عندما قرل. 'كلبي الهرم.. كلبي الحبيب'.. واذا انتزعت نفسي من التأثر بغيابه الدرامي ومشهد الوداع الحميم للكتابة (كتابته) * وهو امر صعب بمقتضي سطوة الزمن المعاش * سألت * لماذا هي رواية؟ انها ظنون تراود قاريء مثلي نلحظ في النص مايقترب من المذكرات الذاتية المباشرة والذكريات المستدعاة وباسماء الشخوص والوقائع الحياتية المقتحمة للنص. وكل ذلك مع اثبات توثيقي بخاتم تاريخ كتابة مقاطع النص (بين الساعة الواحدة والنصف يوم الخميس 20/4/2006 الي الخميس 7/12/2006).
وفي هذا وذاك مايميل بالنص الي نوع من الكشف المتصل ايضا عن حال الكاتب لحظة الكتابة.
ومتحررا من حساسية ازاء راحل لم يبلغ اربعينية غيابة بعد وفي حضور اصدقائه خلصائه واقاربه المكلومين أسال سؤالا قد يبدو لمحترفي الادب معادا وساذجا، هل هو موت الشاعر او موت الشعر؟.. واكرر السؤال لماذا هي رواية؟.. هل بقوة صرخة صراع بين موت او ارادة حياة.. صرخة رغب في ان تسمعج عند جمهور اكبر حين انقرض جمهور الشعر والشعراء.
أم أنها متعة المراوغة.. تماما مثلما يري قاريء في مسألة الجنس التي تضيء عنوان الرواية كلبي الهرم.. كلبي الحبيب.. وتتخللها (هذا المرض الذي زحف منذ الطفولة الي الجهاز البولي/ التناسلي حتي الكلي.. وهذا الاعداد بالفحولة.. وبما يتخلل كل هذه الثنائية من مراوغة باطنية بين مطارحة البوح عن عضو الذكورة وبين الخجل مما درج اقرانه علي البوح به من مفضوح الممارسة) وتماما مثلما راوغ ناشرون افاضل بخاصة علي صفحات الصحف.. فاحتفوا بهذا الكاتب ابن هذا الجيل في لحظة رحيله.. هكذا وحسب.
لو نتواعد في اي من اللقاءين مسبقا او لاحقا، وإن كان في الاخير * وقبل وفاته باقل من شهر واحد * امل لقاء.. لكنني الان اخشي علي اصدقائه الادباء الخلصاء من غواية حسد مرضه وموته، لعل احدا يهتم.. هكذا وحسب.



--------------------------------------------------------------------------------

عودة إلي جائزة نوبل لنجيب محفوظ
حسن جغام
من حين لآخر نلاحظ اثارة جدال جديد حول 'جائزة نوبل للآداب' اما بسبب رفض الجائزة، كما فعل 'سارتر وبرناردشو' فكان لرفضهما مادة لموضوع اثارة ضجة هائلة، كان صداها الاعلامي والدعائي أكثر نفعا للأديبيين من قيمتها المادية حسب رأي البعض.
أو بسبب من يستحقها ومن لايستحقها، حين تعطي لجهة يحوم حولها الريب، أو يثار هذا الجدل بسبب الظروف الغامضة والتأويلات المتباينة حول من كان سببا في منح الجائزة كما هو الحال في جائزة نوبل لنجيب محفوظ المثيرة للجدل أيضا، منذ أن منحت اليه الي يومنا هذا.
وآخر ما جاء من روايات حول هذه المسألة، هو ما أوردته مجلة العربي في عدد 575 علي لسان السيد 'دنيس جونسون ديفز' بما يلي:
'تعد قصة نجيب محفوظ مع جائزة نوبل قصة مثيرة للاهتمام، فخلال احدي زياراتي للقاهرة أثناء سنوات اقامتي في فرنسا أو أسبانيا تلقيت اتصالا هاتفيا من صديق لي مفاده أن زوجة السفير الفرنسي لدي تونس وهي سيدة سويدية موجودة في القاهرة وترغب في مقابلتي والتقينا في مكان يعد اختياره بعيد الاحتمال وهو فندق كليوباترا وهناك ابلغتني أن لجنة الجائزة تبحث امكانية فوز كاتب عربي لها، وكانت معها قائمة بأسماء المرشحين المحتملين، ومن بينهم أدونيس، ويوسف ادريس، والطيب صالح، ونجيب محفوظ، وسألتني أولا عما اذا كنت أشعر أن هناك أي كاتب آخر من العالم العربي يستحق النظر في امكانية فوزه بالجائزة...'
ودون أن ندخل في نقاش المقال الذي عنوانه 'عبقرية استشراق المستقبل' اذ لايهمنا منه سوي ما يتعلق بموضوع الجائزة وهو الفقرة التي اوردناها كلها، وما يهمنا فيها بالذات ما أعلنه 'جونسون ديفز' عن 'السيدة السويدية' التي ذهبت الي القاهرة تبحث عمن يستحق جائزة نوبل من الكتاب العرب.. ونلاحظ ان السيد جونسون يضع هذه السيدة في اشارة عابرة لعلاقتها بجائزة نوبل لمحفوظ دون أن يوضح أو يؤكد دورها في منحها له.
وهذه الاشارة في اعتقادنا تضيف بلبلة الي ما سبق من كتابات مرتجلة حول هذا الموضوع.
وإن أول ما يلفت الانتباه في رواية السيد 'جونسون' انه لم يذكر اسم هذه 'السيدة السويدية' ولم يذكر دورها في 'لجنة الجائزة' والذي يبعث علي الترتيب أكثر من هذه الاسئلة هو ما يلي:
ما الذي يجعل 'لجنة الجائزة' تترك المؤسسات الثقافية، ونحن نعلم ان الأكاديمية السويدية لها تبادل علمي مع عدد من الجامعات العالمية والعربية، وكذلك لا نشك في أن لها أدوات عمل أكثر جدوي في اتخاذ قرارات مثل هذه.. المفروض أن تكون هذه الاساليب هي المرجع والمرجعية للبحث عن كاتب عربي أو غير عربي يستحق جائزتها.. أو هل تترك كل ذلك ونلتجيء الي هذه 'السيدة السويدية' النكرة تجوب القاهرة وتسأل عمن يستحق الجائزة؟!
انطلاقا من هذه الاستفسارات التي دفعتني اليها ما ساورني من ضعف هذه الرواية، اضافة الي ما قرأناه قبل سنوات وظل يتردد من حين لآخر مثل ما قيل عن كاتب انجليزي هو الذي رشح نجيب محفوظ للجائزة، وكذلك الادعاء الذي يقول: ان اسرائيل هي التي كانت وراء منح نجيب محفوظ للجائزة لانه بارك اتفاقية 'كامب دافيد'.. وروايات أخري لا يتسع لها المقام تدعي مثل هذا القول أو ما يشبهه.
هذه الروايات جميعها بما في ذلك الرواية الاخيرة أعني رواية السيد جونسون يمكن في نظري أن تحدث بلبلة تعمل علي تشويش الاذهان، وتساعد علي ابعاد الحقيقة وبالتالي تزيد في زيف التاريخ.
والحال اني اعتقدت بصدور كتابي 'طه حسين.. قضايا ومواقف' سنة 2000 ثم القول الفصل في هذه المسألة بما قدمته من وثائق ضمن الفصل المتعلق بهذا الموضوع وكان عنوانه 'الجندي المجهول' الذي كان وراء جائزة نوبل للعرب.
وقد نشرت جريدة 'الاهرام' خلاصة هذا الفصل في أكثر من مقال في ابانه.. وكتب الاستاذ سامح كريم في 'مجلة العربي' عددا.... حول ما جاء في كتابي المذكور حول حقيقة منح جائزة نوبل لنجيب محفوظ.. واذا كان كتابي الصادر في تونس لم يوزع كما يجب فمجلة 'العربي' وجريدة 'الاهرام' لايشك أحد في انتشارها الواسع، وهذا ما دفعني الي القول باني اعتقدت انه ثم القول الفصل في هذه المسألة.
اما خلاصة الفصل المتعلق بجائزة نوبل الوارد في كتابي 'طه حسين.. قضايا ومواقف' هو ان احد أبناء مصر الذي غادرها منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي هو الذي ناضل باصرار وايمان من اجل ان يرشح كاتبا عربيا لجائزة نوبل، وأول من رشح طه حسين سنة 1967 فعملت رياح السياسة ضده، فأعاد الكرة مرة ثانية مرشحا نجيب محفوظ ليعلن للغرب انه ليس هناك طه حسين فقط يستحق جائزة نوبل.. فكان له ما عزم عليه ولكن ليس ببساطة اختصار هذه الفقرة الاخيرة.. وكان هذا الذي سميته 'الجندي المجهول' الذي كان وراء جائزة نوبل للعرب، هو الدكتور عطية عامر رئيس قسم اللغة العربية بجامعة استكهولم وصاحب عشرات الكتب في النقد والتحقيق والادب المقارن باللغة العربية والسويدية والفرنسية.





العدد الحالي
الأعداد السابقة




























--------------------------------------------------------------------------------
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس