عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-12-2007, 04:04 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="13 70"]
فالرومانتيكية في الأدب العربي بعد الحربين دعوة إلى التحرر من القيود الفنية ، فالقصيدة العربية تحررت من عمود الشعر العربي القديم ، ومن القافية الواحدة ، بل تحررت من الأوزان القديمة وشكليتها ، وظهرت أنماط مختلفة من الشعر لا تعتمد على وزن ولا قافية مطلقا . بينما نجد الشعراء الذين تأثروا بالتيار الرومانسي في فترة ما بين الحربين كخليل مطران ، وجبران وغيرهما من شعراء تلك الفترة لم يخرجوا على التقاليد الفنية الموروثة ، ولم يغيروا في شكل القصيدة ، ولم يتخلوا عن أوزان الشعر وقوافيه . وقد مثل الرومانتيكية العربية في مرحلتها الثانية شعراء العراق المعاصرون كالسياب ، نازك وبلند الحيدري ، ويوسف عز الدين وعبد الوهاب البياتى وغيرهم . وأدونيس ، وخليل حاوي وأنسى الحاج والماغوط ويوسف الخال في سوريا ولبنان . وتوفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم ـ إلى حد ما ـ في فلسطين . وصلاح عبد الصبور و أحمد عبد المعطى حجازي وغيرهم في مصر . ثم اتسعت دائرتها وتشعبت لتشمل جمعا غفيرا من جيل الشعراء الشباب في الوطن العربي . ورغم أن الرومانتيكية العربية كانت في بادئ نشأتها انعكاسا للرومانتيكية الغربية ، فإنها لم تصل في جميع مراحلها إلى ما وصلت إليه الرومانسية الغربية من إلحاد وأعمل سيئة غير أخلاقية أضفت عليها طابع التشاؤم ، وألقت بأدبائها إلى بؤرة الجريمة ، وأوصلت بعضهم إلى هاوية الجنون ، إضافة إلى البحث عن كل غريب مجهول " جانحين بأدبهم إلى الغموض والرهبة ، وصوروا الأحلام المفزعة وحالات الرعب ووخز الضمير " . (21)

وبقيت الرومانتيكية العربية محصورة في حدود مقاومة الأدب التقليدي ، والدعوة إلى الرجوع للذات ، ووصف تجارب الأديب الفردية والإنسانية في حدود ما يشعر به أو يصل إلى تفكيره .

وقد شارك الشعراء الخليجيون عامة والسعوديون على وجه الخصوص ذوو النزعة الرومانتيكية إخوانهم من الشعراء العرب الرومانتيكيين في كل اتجاهاتهم الفنية بدءا بمضمون القصيدة وموضوعها وانتهاء بالتحرر من الأنماط الشكلية ، فوجدت بذرة الرومانتيكية في أرض الخليج تربة صالحة لنموها وترعرعها ، حيث اتسعت دائرة المثقفين ، وبرزت ملامح الطبقات الاجتماعية ، وكانت النقلة الحضارية والثقافية مفاجئة لمن أطلع عليها . وحول هذه النقلة الحضارية والثقافية يحدثنا أحد الباحثين قائلا : " تطورت النقلة الثقافية خاصة في شمال الخليج ، ثم اتسعت لتشمل أقطار أخرى كالسعودية ، وقد تجلى ذلك في انتشار الجمعيات الأدبية والأندية الثقافية والمعاهد والجامعات وأتيح للكثيرين أن يتلقوا علومهم بالخارج ، واتصلوا برواد النهضة الثقافية في الأقطار العربية الأخرى ، ومن ثم كان الاتصال بالتيارات الثقافية في الوطن العربي " (22) . هذا إلى جانب حياة القلق النفسي التي عاشها بعض الشعراء ، وشعورهم بتخلخل البنية الاجتماعية وانكماش قيمها ، ومعاناتهم النفسية وانطوائهم الذاتي ، وتأثرهم بالمدارس الأدبية العربية ، وبشعراء سوريا ولبنان وفلسطين والعراق الذين سبقوهم في التأثر بالاتجاه الرومانتيكي الغربي ، وإعجاب بأدبائه ، وما تركته الصوفية السلبية المتمكنة في الشرق من رواسب في نفوس هؤلاء الشعراء . كل ذلك كان بمثابة المؤشرات التي ساعدت على بروز ملامح التيار الرومانتيكي في منطقة الخليج بأسرها
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس