الموضوع: المعلقات العشر
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-05-2007, 02:02 AM   #64
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

متى ننقل إلى قـوم رحـانـا يكونوا في اللقاء لها طحينـا
ويروى متى تنقل، أي متى ننقل مكيدتنا إلى قوم: أي قوم حاربنا كانوا كالطحين للرحى ويريد بالرحي الحرب.

يكون ثفالها شرقي نجـد ولهوتها قضاعة أجمعينا
ويروى شرقي سلمى، والثفال كساء أو جلد أو ثوب يجعل تحت الرحى، يسقط عليه الدقيق، شرقي نجد، ما ولي المشرق منه وقضاعة حي عظيم.
وإن الضغن بعد الضغن يفشو عليك ويخرج الداء الدفينـا
ويروى: ويبدو، الضغن: الحقد الشديد الذي يكون ملازما للقلب فلا يفطر إلا بالدلائل، يقول: إن كتمت الحقد لا بد أنه يبدو عليك.
ورثنا المجد قد علمت معد نطاعن دونه حتى يبينـا
ويروى حتى بيانا بفتح الباء أي حتى ينقطع عنهم، ويصير إلينا، معد قبيلة والضمير عائد على المجد، حتى يبينا بالنون والياء ويروى بالفتح والضم معا: أي حتى يظهر مجدنا وآثارنا الحسنة، ويروى حتى يلينا: أي ينقاد لنا.
ونحن إذا عماد الحي خـرت على الأحفاض نمنع من يلينا
ويروى عن الأحفاض واحدها حفض، وهي هنا الإبل التي تحمل متاع البيت والعماد جمع عمد وهي الأساطين، وأصل الأحفاض: متاع البيت فقط. فمن روى عن الأحفاض أراد عن الإبلن ومن روى على الأحفاض أراد المتاع.
ندافع عنهم الأعداء قدما ونحمل عنهم ما حملونا
ندافع عنهم: فلا يصيبونهم وقدما بمعنى قديما، ونحمل عنهم أي الحمالة وهي الدنة، ما يحملوننا، وهم مهما جنوا، نحمل عنهم الديات فيه.
نطاعن ما تراخى الناس عنـا ونضرب بالسيوف إذا غشينا
ويروى القوم أي نطاعن إذا ولى الناس، تراخى: تباعد أي إذا بعدوا أعملنا الرماح، وإذا قربوا أعملنا السيوف، غشينا من غشي يغشى إذا دخل في الحرب.
بسمر من قنا الخطي لدن ذوابل أو ببيض يعتلينا
الذوابل: العطاش يعتلين أي الرؤوس.
نشق بها رؤوس القوم شقا ونخليها الرقاب فتختلينا
أي نجعل بالسيوف الرقاب خلى بالقصر وهو الحشيش، ونخليها أي نطعمها فشبه الرقاب بالخلى، ويروى وتختلينا بترك الفاعل.
تخال جماجم الأبطال فيها وسوقا بالأماعز يرتمينا
تخال: تحسب، الجماجم جمع جمجمة وهي قحف الرأس، وسوقا جمع وسق وهي الحمل ستون صاعا يقال أسواق وتبدل من الواو همزة لانضمامها، فيقال أسؤق أدؤر والأصل سووق إلا أن الواو إذا انضمت ما قبلها لم تكسر ولم تضم لأن ذلك ثقيل فيها فوجب أن تسكن ولا يجتمع ساكنان فحذفت إحدى الواوين فعلى قياس سيبويه أن المحذوفة هي الثانية لأنها الزائدة فهي أولى بالحذف وعلى قياس الأخفش سعيد بن مسعدة أن المحذوفة الأولى لأن الثانية علامة فلا يجوز حذفها عنده والأماعز جمع أمعز وهو المكان الغليظ الكثير الحصا.
تجز رؤوسهم في غير بر فما يدرون ماذا يتقونا؟
نجز ونحز بالجيم والحاء؛ ومعناه نفتل. في غير بر: أي لا يتقرب بدمائهم إلى الله تعالى كما نفعل في النسك، ويروى في غير نسك، ويروى نجز بالجيم أي نحن نجز نواصيهم إذا أسرناهم ونمن عليهم، ويروى في غير بر أي نفع في بحر من الدماء، وقوله بماذا يتقونا أي نبادرهم من كل ناحية.
كأن سيوفنا فينا وفيهـم مخاريق بأيدي لاعبينا
مخاريق جمع مخراق ومخرق، شبهت بالسيوف وليس به، وهو شيء يتلاعب به الصبيان وغيرهم معمول من غير الحديد.
كأن ثيابنا منا ومـنـهـم خضبن بأرجوان أو طلينا
أي صبغن والأرجوان صبغ أحمر يشبه الدم، ومعنى البيت أنا قتلناهم وطار على ثيابنا من دماهم.
فلم نسمع لوقع السيف إلا تغمغم أو تنهد أو أنينـا
التغمغم: الصوت الخفي، الأنين جمع أنة وهو ضرب من فروع الألم يحصل عند المريض والتنهد: تنفس الصعداء، ولا يكون إلا مع الأسف.
إذا ما عي بالاستئناف حـي من الهول المشبه أن يكونا
عي من العيي والأصل فيه عيي فأدغمت الياء في الياء والإسناف التقدم في الحرب ومنه إبل مسنفات، والحي القبيلة والهول الفزع، والمشبه الذي يشتبه عليهم فلا يعملون كيف يتوجهون إليه.
نصبنا مثل رهوة ذات حد محافظة وكنا السابقينـا
أي أقمنا كتيبة، والرهوة أعلى الجبل وأراد كبيرة مثل الجبل عزها ويقال الرهوة اسم جبل، والحد: السلاح، محافظة أي نحافظ على حسبنا ويروى وكنا المسنفينا أي السابقين المتقدمين.
بفتيان يرون القتـل مـجـدا وشيب في الحروب مجربينا
المجد ما اتسع من المفاخر، وشيب جمع أشيب، وإنما يقال شيب لأنهم قد جربوا في الحروب مرة بعد مرة، والمجرب: الممتحن، والتجربة: الامتحان، وكان يجب أن يضم الشين إلا أنهم أبدلوا من الضمة الكسرة لمجاورتها إليها.
[يدهون الرؤوس كما تدهدى حزاورة بأبطحها الكرينا]
حديا الناس كلهم جـمـيعـا مقارعة بنيهم عن بنـينـا
أي إنا حدياك على هذا الأمر، أي أخاطرك عليه، وأحدوك عليه أي إني أسوقك والمقارعة من القرع أي تقارعهم عن بنيهم، وعن بنينا، وحديا تصغير حدوى. وحديا سبب قولهم: تحديت: قصدت أي أقصد الناس مقارعة أي أقارعهم على الشرف، أو نقارعهم بالرماح. [وقيل حديا معناه نحن أشرف الناس ويقال إنا حدياك في الأمر أي فوقك والحدو العلية، وقيل معناه نحن أشرف الناس ويقال معناه أحدو الناس أسوقهم وأدعوهم إلى المقارعة لا أهاب أحدا فاستثني وحديا منصوب على المدح أو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي نحن حديا الناس].
فأما يوم خشيتنا عليهم فنصبح غارة متلببينا
أي خشيتنا على بنينا، وغارة مثل الإغارة والمتلببون مثل المتحرمون.
وأما يوم لا تخشى عليهم فتصبح في مجالسنا ثبينا
ثبين جمع ثبة فأصله من ثاب بعضهم إلى بعض إذا اجتمعوا والعصب أيضا الجماعات المتفرقة الواحدة عصبة، ويروى فتصبح خيلنا عصبا ثبينا.
برأس من بني جشم بن بكر ندق به السهولة والحزونا
يريد بذلك الحي العظيم، والسهولة جمع سهل، وهي الأرض السهلة اللينة، والحزون جمع حزن، وهو المكان الغليظ من الأرض.
بأي مشيئة عمرو بن هند نكون لقيلكم فهيا قطينا
[عمرو منصوب على الإتباع لقوله ابن هند، مشيئته أي بأي قول، والقيل الملك. والقطين الخدم والأتباع، ويروى لخلفكم. قال ابن السكيت الخليف الرديء من كل شيء، وإنما يريدها ها هنا العبيد والإماء، والقطين: المتجاورون، وقال غيره قطين اسم للجمع كما يقال عبيد].
بأي مشيئة عمرو بن هند تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
[بأي مشيئة عمرو بن هند ترى أنا نكون الأرذلينا]؟
تهددنا وتـوعـدنـا رويدا متى كنا لأمك مقتوينـا
[مقتوي بفتح الميم كأنه ينسب إلى مقتى وهو مفعل من القتو، والقتو خدمة الملوك فقط مقتوى والجمع مقتوون ويقال مقتوى وفي الرفع مقتوون وفي النصب مقتوين].
فإن قناتنا يا عمرو أعـيت على الأعداء قبلك أن تلينا
القناة هنا الأصل والقوة، وقناة مثل ضربة، ويريد أن من نازعنا وغالبنا خاب وخسر، ويروى فتيات جمع فتاة مثل فتى وفتيان في الكثرة وفي القلة فتية ويقال فتى من الفتاة وفتى بين الفتاء.
إذا عض الثقاف بها اشمأزت وولتهم عشوزنة زبـونـا
الثقاف: الحشبة التي يقوم بها الرماح، اشمأزت اشتدت وانقبضت وامتنعت دولتهم، أي تلك الثقاف، والعشوزنة الناقة السيئة الخلق.
عشوزنة إذا انقلبت أرنت تدق قفا المثقف والجبينا
أرنت: صوتت، المثقف الذي يقوم الرماح.
فهل حدثت في جشم بن بكر بنقص في خطوب الأولينا
ويروى بضم الحاء وكسر الدال أي حدثوك وهو الأفصح يخاطب عمرو بن هند والأولين يعني به القرون الماضية.
ورثنا مجد علقمة بن سيف أباح لنا حصون المجد دينا
ويروى حصون الحرب دينا. علقمة هو علقمة بن تغلب، يقال علقمة هذا هو الذي أنزل بني تغلب الجزيرة [حاربهم أربعين عاما].
ورثت مهلهلا والخير فيه زهير نعم ذخر الذاخرينا
يعني به مهلهل بن ربيعة جد عمرو بن كلثوم لأمه وزهير جده من قبل أبيه.
وعتابا وكلثوما جمـيعـا بهم نلنا تراث الأكرمينا
كلثوم أبو عمرو الشاعر وعتاب جده ويروى (تراث الأجمعينا).
وذا البرة الذي حدثت عنـه به نحمى ونحمي الملجئينا
ذو البرة اسم رجل من بني تغلب بن ربيعة كان يسمى برة القنفدلف بذلك لكثرة ما كان على أنفه من الشعر والبرة الحلقة تكون في أنف البعير.
ومنا قبله الساعي كليب فأي المجد إلا قد ولينا
الساعي الذي يسعى في حالات الصلح، وكليب هذا كليب بن وائل بن ربيعة أخي مهلهل قتله جساس بن مرة أخو همام، وأي منصوب بولينا هذه أكثر الروايات أي صار إلينا فصرنا ولاة عليه.

متى نعقد قرينتنـا بـحـبـل نجذ الوصل أو نقص القرينا
القرينة المقرونة بحبل بغيرها نجذ نقطع، ويروى بالتاء تجذ بمعنى القرينة، والنقص والوقص دق العنق، وكذلك في تجذ الرفع على الابتداء وهو هنا عماد النصب على الصرف بإضمار أن، والتقدير فيه أن تجذ الحبل، والجزم عطفا على الجزاء [ويروى ويحذ بالياء والحاء] ويروى: تعقد بالدال والأصل أن القرينة هي الناقة، والجمل يكون فيهما خشونة يربط أحدهما إلى الآخر حتى يلين.
ونوجد نحن أمنعهم ذمارا وأوفاهم إذا عقدوا اليمينا
[ذمارا ويمينا منصوبان على التفسير، ونوجد خبر نحن، والجملة في موضع نصب ويقال وفى أوفى أفصح وقد جاء القرآن باللغتين] ويروى وأولادهم، والذمار والذمر ما يحق على الرجل أن يحميه من حريم وغيره، يقال هم يتذامرون أي يزجر بعضهم بعضا، ونصب أمنعهم على خبر ما لم يسم فاعله، ويروى أمنعهم بالرفع على أنه خبر نحن والدمار نصب على التفسير.
ونحن غداة أوفد في خزازى رفدنا فوق رفد الرافدينـا
ويروى خزاز بغير الألف قال ابن السكيت خزازى ويقال خزار أي موضع قال واجتمعت معد على كليب بن وائل في يوم خزازى أي أوقدوا النيران للأضياف.
ونحن الحابسون بذي أراطى تسف الجلة الخور الدرينا
وأراطي اسم موضع كانوا حبسوا فيه إبلهم، وأقاموا فيه وتسف بضم التاء وفتح السين وبالعكس، معناه تأكل، الجلة الإبل السمان، الخور الغزيرات الألبان، وهي جمع واحدها خوراء، والمستعمل في كلام العرب خوارة والدرين: الحشيش اليابس وقيل ما يبس ثم نبت ثم جف أيضا.
ونحن الحاكمون إذا أطعنـا ونحن العازمون إذا عصينا
أي إذا أطاعنا الناس أقمنا عليهم الحكم بالعدل، وإن عصونا عزمنا على تقويمهم مما هم عليه مصرون. ويروى ونحن العاصمون إذا أطعنا ويروى إذا طعنا وقيل العازمون نعزم على قتال من عصانا ونثيب من أطاعنا.
ونحن التاركون لما سخطنا ونحن الآخذون عارضينا
يصف عزتهم، وإن أحدا لا يقدر أن يجبرهم على شيء مما يكرهون لعزتنا وارتفاع شأننا.
وكنا الأيمنين إذا التقينـا وكان الأيسرين بنو أبينا
يصف حربا كانت بينهم يريد بني تغلب ويقال إن بني تغلب كانوا الأيمنين وبني بكر كانوا الأيسرين، وقيل أراد بالأيمنين الشدة وبالأيسرين الضعف. قال ابن السكيت وكنا في يوم خزارى في الميمنة، وكان بنو عمنا في الميسرة. قال أبو العباس ثعلب: أصحاب الميمنة أصحاب التقدم، وأصحاب المشأمة التأخر يقال اجعلني في يمينك أي من المتقدمين ولا تجعلني في شمالك أي من المتأخرين.
فصالوا صولة فيمن يلهم وصلنا صولة فيمن يلينا
الصولة الشدة وقال يليهم على لفظ من، ولو كان على المعنى لقال: يلونهم.
فآبوا بالنهاب وبالسبـايا وأبنا بالملوك مصفدينا
ويروى مع السبايا، آبوا رجعوا يعني بكر بن وائل، والنهاب جمع نهب، والسبايا: النساء اللواتي سبين الواحدة سبية، الملوك ملوك الأعادي، مصفدينا أسرى، وهي منصوبة على الحال.
إليكم يا بني بكر إليكم ألما تعرفوا منا اليقينا
إليكم قوله إليكم اسم للفعل فإذا قال القائل إليك عني أي ابعد، وإلى في الأصل لانتهاء الغاية، أي تباعدوا إلى أقصى ما يكون البعد، ولا يجوز أن يتعدى إليكم عند البصريين. فلا يقال إليك زيدا لأن معناه تباعد.
وقيل أن قوله إليكم يا بني بكر: معناه انتهوا أو كفوا عما أنتم عليه، ومعنى ألما:
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس