عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-06-2022, 08:51 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة فى كتاب أقوال علماء السنة في قصيدة البردة

قراءة فى كتاب أقوال علماء السنة في قصيدة البردة
الكتاب فيما يبد هو جمع لمجموعة من المقالات قيلت في قصيدة البردة للبوصيرى وهى قصيدة أخذت شهرة واسعة في عالمنا بسبب تبنى الصوفية لها وهى للأسف قصيدة مليئة بالكفر
وقد استهل جامع المقالات بفتوى لمحند بن عبد الوهاب فقال :
الفتوى الاولى1 ـ
كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في قصيدة البردة
قال : الإمام محمد بن عبدالوهاب : " في تفسير سورة الفاتحة "
وأما الملك فيأتي الكلام عليه وذلك أن قوله: ( مالك يوم الدين ) وفي القراءة الأخرى ( ملك يوم الدين ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك ( وما أدراك ما يوم الدين {ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله "
فمن عرف تفسير هذه الآية وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن مع قوله (ص): (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا )) [ أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753 والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6/ 248-250) رقم : 3644 3646 3647 من حديث أبي هريرة
من قول صاحب البردة:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي اذا الكريم تحلي بأسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يازلة القدم
فليتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ومن فتن بها من العباد وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا )) لا والله لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق وأن فرعون صادق وأن محمدا صادق على الحق وأن أبا جهل صادق على الحق لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان
فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا ليس عن التكفير والقتال بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: ( فلا تدعوا مع الله أحدا )وعند قوله: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ) وقوله: ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء)
فهذا بعض المعاني في قوله : ( مالك يوم الدين ) بإجماع المفسرين كلهم وقد فسرها الله سبحانه في سورة ( إذا السماء انفطرت ) كما قدمت لك"
والكلام صادق النقد ثم نقل قول عبد الرحمن بن حسن فقال :
كلام العلامة المجدد عبدالرحمن بن حسن في البردة
وقد ذكر شيخ الإسلام عن بعض أهل زمانه : أنه جوز الاستغاثة بالرسول (ص)في كل ما يستغاث فيه بالله وصنف في ذلك مصنفا رده شيخ الإسلام ورده موجود بحمد الله
ويقول : إنه يعلم مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله وذكر عنهم أشياء من هذا النمط نعوذ بالله من عمى البصيرة
وقد اشتهر في نظم البوصيري قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم !!
وما بعده في الأبيات التي مضمونها : إخلاص الدعاء واللياذ والرجاء والاعتماد في أضيق الحالات وأعظم الاضطرار لغير الله
فناقضوا الرسول (ص)في ارتكاب ما نهى عنه أعظم مناقشة وشاقوا الله ورسوله أعظم مشاقة
وذلك أن الشيطان أظهر لهم هذا الشرك العظيم في قالب محبة النبي (ص)وتعظيمه وأظهر لهم التوحيد والإخلاص الذي بعثه الله به في قالب تنقصه
وهؤلاء المشركون هم المتنقصون الناقصون أفرطوا فى تعظيمه بمانهاهم عنه أشد النهي وفرطوا في متابعته فلم يعبؤوا بأقواله وأفعاله ولارضوا بحكمه ولاسلموا له وأنما يحصل تعظيم الرسول (ص)بتعظيم أمره ونهيه
وهؤلاء المشركون عكسوا الأمر فخالفوا ما بلغ به الأمة وأخبر به عن نفسه (ص) فعاملوه بما نهاهم عنه : من الشرك بالله والتعلق على غير الله حتى قال قائلهم :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل : يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فانظر إلى هذا الجهل العظيم حيث اعتقد أنه لا نجاة له إلا بعياذه ولياذه بغير الله
وانظر إلى هذا الإطراء العظيم الذي تجاوز الحد في الإطراء الذي نهى عنه (ص)بقوله " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله " رواه مالك وغيره وقد قال تعالى : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب "
فانظر إلى هذه المعارضة العظيمة للكتاب والسنة والمحادة لله ورسوله وهذا الذي يقوله هذا الشاعر هو الذي في نفوس كثير خصوصا ممن يدعي العلم والمعرفة ورأوا قراءة هذه المنظومة ونحوها لذلك وتعظيمها من القربات فإنا لله وإنا إليه راجعون "
والكلام هنا صحيح ثم نقل قول سليمان بن عبد الله فيها فقال :
"قال : العلامة المحدث سليمان بن عبدالله في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد : :
ومن بعض أشعار المادحين لسيد المرسلين (ص)قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك
منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي (ص) وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو
الثاني : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله وذلك هو الشرك في الإلهية
الثالث : سؤاله منه أن يشفع له في قوله :
ولن يضيق رسول الله البيت
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه وهو الجاه والشفاعة عند الله وذلك هو الشرك وأيضا فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره فإن الله تعالى هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداء
الرابع : قوله : فإن لي ذمة إلى آخره
كذب على الله وعلى رسوله (ص) فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك
تناقض عظيم وشرك ظاهر فإنه طلب أولا أن لا يضيق به جاهه ثم طلب هنا أن يأخذ بيده فضلا وإحسانا وإلا فيا هلاكه
..ومنهم من يقول : نحن نعبد الله ورسوله فيجعلون الرسول معبودا
قلت: وقال البوصيري :
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من جوده وجزم بأنه يعلم ما في اللوح المحفوظ وهذا هو الذي حكاه شيخ الإسلام عن ذلك المدرس وكل ذلك كفر صريح ومن العجب أن الشيطان أظهر لهم ذلك في صورة محبته عليه السلام وتعظيمه ومتابعته ...
فكيف بمن يقول فيه ؟ !
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول في همزيته :
هذه علتي وأنت طبيب ليس يخفى عليك في القلب داء
وأشباه هذا من الكفر الصريح "
ومما لا شك فيه أن المقالات الثلاث بعضها مبنى على النقل من بعضها أو أن الثلاثة ناقشوا نفس الأبيات وزاد الأخير بعض الأبيات عن ألأولين
ثم ذكر الجامع مقولة الشوكانى فقال :
"كلام العلامة محمد بن على الشوكاني في البردة :
فانظر رحمك الله تعالى ما وقع من كثير من هذه الأمة من الغلو المنهى عنه المخالف لما في كتاب الله وسنة رسوله (ص)كما يقوله صاحب البردة رحمه الله تعالى :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبدالله ورسوله (ص)وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله (ص)إنا لله وإنا إليه راجعون
وهذا باب واسع قد تلاعب الشيطان بجماعة من أهل الإسلام حتى ترقوا إلى خطاب غير الأنبياء بمثل هذا الخطاب ودخلوا من الشرك في أبواب بكثير من الأسباب
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس