عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-05-2011, 07:19 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحلقة الثالثة (أذيعت في 15/4/2011)

سؤال: ماذا يعني مصطلح الإرهاب؟

جواب: كل شعب ينظر الى هذا المفهوم بطريقة مختلفة. وهو أحدث اختراع للغرب، أنا لا أنفي أنه يوجد هناك مظاهر للإرهاب، لكن وبمعرفتي بطرق عمل المخابرات الغربية، أنه من السذاجة أن تبقى مجموعات لفترات طويلة، فالحديث عن أن مجموعة ما تستطيع أن تعمل عملها بغفلة عن العالم، دون أن تخترقها مخابرات معينة وتوجهها حسب أجندةٍ ما، هو حديث مثير للسخرية. وهذا ينسحب على أحداث 11 سبتمبر 2001.

هذا يذكرني بفلم (أيام الكوندرا الثلاثة) للمخرج (بولاك) تنبأ بأحداث العراق قبل حدوثها بخمس وعشرين عاما. عندما تشاهد هذا الفلم تستطيع رؤية ما يجري في العالم بوضوح.

في عام 1969، تم عمل إرهابي في نابولي، وخرجت الصحف لتقول: أن مجموعة فوضوية وراء الحادث، وبعد أربعين عاماً تبين أن وراء ذلك الحادث المخابرات الأمريكية والصهيونية بتعاون مع المخابرات الإيطالية... هذا النمط من الأعمال يرشدنا للاستدلال عمن قام بأحداث 11 سبتمبر 2001.

سؤال: لماذا برأيك لم تقم الأمم المتحدة بتعريف محدد للإرهاب؟

جواب: لأنهم لو وضعوا مثل ذلك التعريف، لقادتهم الخطوات الى اكتشاف أن وراء كل عمل إرهابي دائرة مخابرات معروفة!

سؤال: في كتابك (زيرو) قمت بتكذيب أحداث 11 سبتمبر. كيف تفسر ذلك؟

جواب: أنا أعتبر أن أحداث 11 سبتمبر، كانت انقلاب عالمي عملاق، في كتابنا الأول (زيرو) وضعنا تساؤلات تركناها بلا إجابة... من هم التسعة عشر الذين قاموا بالعملية، ولمن يتبعون، وماذا قالوا؟ وكيف يحدث في كل استجواب تناقض مع الذي قبله؟ وفي الكتاب الثاني الذي سأنشره قريباً وبعد عشر سنوات من الحدث العظيم، سأثبت أن وراء تلك الأحداث المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والباكستانية، فالشواهد موجودة لدينا..

لو كان العالم يقوده أناس شرفاء وليس (قردة) لكان بوش وديك شيني ومن معهم يقبعون في المعتقلات!

سؤال: ولكن لماذا فعلوا ذلك؟

جواب: كل الشواهد كانت تدل على أن أمريكا ستضعف بشكل دراماتيكي، فكان لا بُد من تجميع العالم حولها لمكافحة خصم خطير، وقد نجحوا في ذلك، جمعوا معظم العالم وغزوا أفغانستان ومن ثم العراق، فإن كانت سنتين ما بعد الأحداث تعتبر انتصاراً لأمريكا، فإن الأزمة عادت في 2004 أشد مما كانت عليه في 2001، حيث كانت نُذُر الانهيار.

سؤال: هل تقصد الأزمة المالية؟

جواب: نعم... خلال السبع سنوات ما بين 2004 و2011، بطباعة الدولارات وشفط رساميل العالم، فأمن لهم ذلك دخول ما لا يقل عن ألف مليار (تريليون) دولار سنوياً، من خلال بيع الدين العام للحكومة الأمريكية، ومن خلال استثمارات شبيهة بذلك.

سؤال: بعد تلك الأزمة المالية، كيف ستتصرف الولايات المتحدة؟

جواب: أنا لا أعرف، ولا الأمريكان يعرفون. انظر: في عام 2006 وحدها اشترت الصين 47% من دين أمريكا، وفي عام 2008 اشترت نصف ما تبقى من الدين، وفي عام 2009 اشترت 5% من قيمة إجمالي الدين. ولنفرض أن الصين لم تشتر الدين، فكيف للولايات المتحدة أن تسدد دينها؟

سؤال: هل تعني أن أهداف أحداث 11 سبتمبر اقتصادية بحتة؟

جواب: كلا، بل إيجاد مبرر لقيادة العالم في مواجهة خطر ما. وهو الإرهاب الإسلامي.

سؤال: ماذا تقصد بالإرهاب الإسلامي؟

جواب: إن ما يسمى بالقاعدة، هي صنيعة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية... فبعد زوال الخطر الشيوعي، لم يعد هناك حاجة لإبقاء الأحلاف العسكرية والتجمعات وحتى القواعد العسكرية، فكان لا بُد من خلق عدوٍ مهد له مفكرون أمثال (صاموئيل هانتنغتون) لتحضير لما يليه من أحداث.

سؤال: لقد قرأت كل مقالاتك، وتعزو كل ما يحدث هو تمهيد للمواجهة مع الصين، كيف ذلك؟

جواب: نعم، فيزيائياً، وصل العالم لذروة اختراعاته وبنفس الوقت، نحن نعرف ماذا يوجد من خامات، وكيف هي آخذة بالنضوب. وعليه فإن المليار الذهبي (أي المليار نسمة من البشر الذين ينعموا بأفضل حياة)، لن يقبلوا التنازل عن حياتهم الباذخة، فسيحاولون الاصطدام بمن ينافسهم... والصين هي المنافس الآخذ بالظهور.

سؤال: هل يعتقد الغرب بإمكانية انتصاره على الصين؟

جواب: هم يعتقدون ذلك، ليس بالاحتلال العسكري، بل بإجبار الصين أن تعمل معهم، وفعلاً نجحوا بذلك بأن أجبروا الصين أن تلعب معهم، ولكنها وهي تلعب معهم كانت تلعب لحسابها وليس لحسابهم.

سؤال: هل تعني أن الصين انتصرت؟

جواب: نعم انتصرت، ولكنها لا تريد أن تبين ذلك، فحضارة الصين والروس والهنود عميقة ومتوغلة في القدم، وهم يأخذون وقتهم في التفكير، ليس بطريقة سريعة وصاخبة كالغرب. ولكن الصين منتبهة لكل مفاجأة ممكن أن تحدث.

سؤال: ماذا يمكن للعرب الذين يبلغ تعدادهم 350 مليون أن يفعلوا إزاء ما يحدث من تغيرات في العالم؟

جواب: يجب في البداية حل قضية الأمة العربية، نرى اليوم أحداث في تونس ومصر واليمن وليبيا ومختلف البلدان العربية، ويوجد من يَعتقد أن تلك الأحداث مُدبرة، لكني لا أعتقد ذلك، أنا أرى بأن الشعوب العربية ورغم عدم امتلاكها المعلومات السرية، لكنها بحسها وتنشقها للهواء، قد شعرت بأن موازين القوى آخذةٌ بالتغير، وقد استيقظوا من سباتهم لينتفضوا وينفضوا عن أنفسهم حالة الخنوع.

الأمة العربية، بإمكانها أن تلعب دوراً كبيراً في استتباب الأمن بالعالم، إذا كان قرارها بيدها. لقد ساهمت الأمة العربية بإنجازات هائلة في السابق أنحني لها احتراماً وإكباراً، لقد كانت في وقت منارة للعالم، في الوقت الذي كان العالم فيه يخيم عليه الظلام. ليس هناك تصادم للحضارات، بل هناك تكاتف في تلك الحضارات المتنوعة للرقي بالعالم.

يختم المذيع الحلقة بالقول: آمل أن يفكر قادة العالم مثلك.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس