عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-12-2009, 08:51 PM   #29
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وقال حسن نصر الله في نفس اليوم: نحن بحاجة إلى إطفائي مخلص لإطفاء الحرائق في المنطقة".
لكن إيران عادت للتصعيد في يوم الجمعة 26 ذي القعدة(13نوفمبر) فقال مصدر عسكري إيراني ، إن إيران أرسلت أسطولا بحريا رابعا إلى خليج عدن، بدعوى حماية السفن التجارية الإيرانية من القرصنة.؟؟ فيما يبدو أنه رد على الحصار البحري السعودي على الحوثيين.
بل قد صرح مسؤولون إيرانيون بنقل الصراع إلى خليج عدن وباب المندب عوضاً عن مضيق هرمز.
ولعل من الضروري الانتباه إلى أن ظهور صواريخ الكاتيوشا الروسية ميدانيا وإطلاقها على الأراضي السعودية أمس، بدا كأنه يشكل ردا سريعا ومباشرا على تصريح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي لوّح بالعقوبات على طهران في موقف مفاجئ ومؤيد للموقف الأميركي ويظهر أن موسكو بدأت تقرن تهديداتها الكلامية لطهران بالأفعال. وأعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو الاثنين أن محطة بوشهر النووية التي تبنيها روسيا في جنوب إيران لن تبدأ العمل بحلول نهاية 2009 كما كان مرتقبا حتى الآن.
وقال النائب الإيراني حشمة الله فلاحت بيشه العضو في لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الايراني مشيرا إلى اجتماع بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في سنغافورة يوم الأحد الماضي "تآمرا في السابق أيضا ضد إيران ومثالا على ذلك التأخير في تنفيذ محطة بوشهر للطاقة النووية التي كان من المفترض أن تكتمل بحلول 2009 لكننا.. رأينا الروس يبلغون عن تأخير جديد".
وأضاف "للأسف.. كان الروس يستغلون إيران دوما كقطعة شطرنج في تعاملاتهم مع القوى الأخرى"..
ونقلت صحيفة "طهران تايمز" الصادرة بالانجليزية عن علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني قوله تعليقا على إعلان يوم الاثنين الخاص ببوشهر "التصريحات المتسرعة من قبل الروس لا تبدو عادية".
فالكاتيوشا تحذير إيراني للغرب من أن العقوبات الاقتصادية المتوعد بها يمكن أن تصل آثارها لباب المندب عبر الكاتيوشا لتخنق الاقتصاد الغربي!
إنها معركة عض أصابع متبادلة ومتصاعدة.
وبعد هذا العرض التسلسلي للأحداث نعود لجبهة القتال السعودية اليمنية ضد الحوثيين لنلاحظ أن الحرب قد طالت بينهم وبين حكومتهم وذلك لثلاثة أسباب : ضعف الجيش اليمني- خلافات ومكابدات وصراعات خفية بين أكبر قائدين فيه (نجل الرئيس اليمني أحمد علي عبد الله صالح الذي يقود الحرس الجمهوري وبين قائد الجيش في المنطقة الشمالية علي محسن الأحمر) – عدم الحرص على الحسم لاستثمار المشكلة كمسمار جحا في الحصول على الدعم السياسي الأمريكي والمالي السعودي.
مع ملاحظة تقديم الرئيس اليمني لدعم مادي ومعنوي للحوثيين في بداياتهم لضرب حزب الحق وتجمع الإصلاح وكان يقدم لهم مبلغا شهريا قدره 400 ألف ريال، يصرف من خزانة رئاسة الجمهورية.ثم إيقافه للحروب السابقة معهم عند قرب القضاء عليهم !!
احتج الحوثيون في عدوانهم على السعودية بسماحها للجيش اليمني بضربهم من الخلف عبر الأراضي السعودية وكانوا يتوقعون بحسب السياسة السعودية المعتادة في البعد عن الدخول في الصراعات والنزاعات أن توقف دخول الجيش اليمني عبر أراضيها وتعي رسالة التهديد الإيرانية لكن السعودية فاجأتهم برد عنيف لم يتوقعوه(وسط صمت دولي) على طريقة عنترة المشهورة: " كنت أعمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطيرُ لها قلب الشجاع فأثنّي عليه فأقتله" ". ودخلت بسلاحها الجوي الضارب لتدمر مراكزهم مع استخدام سلاح الترغيب(المال) مع القبائل لتقوم بالدور الأرضي الذي تراخى فيه الجيش اليمني.
وقد بدت آثار هذه السياسة في مناشدات الحوثيين والإيرانيين للسعودية بالتوقف كما سبق تفصيله.
إن إيران أرادت أن تكحل عين الحوثيين بدعمهم ومؤازرتهم، فأعمتهم بالزج بهم في معركة تفوق قدرتهم، واستخدامهم كوقود بل كسكة حديد لانطلاق قطار الثورة الإيرانية المدمر في المنطقة العربية.
إن تسلل « متمردي» اليمن للحدود السعودية يثبت «غبائهم» السياسي، ويبين أنهم ورقة «طيعة» في يد إيران (وقد أحرقتها وأحرقتهم). فقد أخطئوا بظنهم أن تسللهم لحدود السعودية «سيخلط الأوراق» لصالحهم، وبتوهمهم – مستوحين ""تجارب أخري»– أن التضاريس الجبلية للمنطقة ستحميهم وَتُمَكِنًهُم من خوض «حرب عصابات» طويلة. وفات عليهم أن طبيعة التوقيت والظروف مختلفة، ولا تسير في صالحهم. فقد أَلَّبُوا محيطهم عليهم حيث كشفوا عن حقيقة نواياهم الإجرامية وضررهم للجميع، وزجوا بأنفسهم ليقعوا بين «فكي كماشة»، وباتوا معزولين على جميع المستويات في بيئة «كارهة وطارده» لهم (خاصة في المناطق الحدودية السعودية). وفاتهم أيضاً أن «بغيهم» جاء على من يعرفونهم ويعرفون منطقة عملياتهم جيدا، وقادرين على التعامل معهم فيها «بآليات محلية مناسبة»، وأن التجارب التي استوحوها أصبحت «كتاب مكشوف» يُسْتَفَادُ من دروسها وأخطاءها في محاربتهم. والسعودية ليست من «البساطة» بحيث يتم استدراجها لأجندتهم الساذجة.
والسعودية إذ تستفيد من ضرب الحوثيين في تأمين حدودها الجنوبية فهي في نفس الوقت تردع شيعة الداخل من عملاء إيران كما تردع إيران عن إثارة المشكلات في الحج والتي قد لا تقتصر إيران في إثارتها على الحجاج الإيرانيين لما يتوقع من تشديد الرقابة عليهم فهي قد تحرك باقي عملائها من شيعة العرب والعالم وقد بدت بوادر ذلك بتصريح رئيس بعثة الحج العراقية لوكالة مهر الإيرانية أن : التعاون السعودي معنا لم يكن بالمستوى المطلوب).
الحدود السعودية مع اليمن يبلغ طولها (1326) كلم وفي شهر رجب (يوليو) الماضي منحت السعودية الشركة الأوروبية لعلوم الدفاع والفضاء 'اي.ايه.دي.اس' صفقة قيمتها 2.3 مليار دولار لبناء سور مزود بمواقع تحكم وكاميرات وأجهزة استشعار مصحوبة بمراقبة ساحلية وجوية.
وقد وصف المدير التنفيذي للشركة لويس غالوا النظام الذي ستشيده شركته بأنه من أكثر الأنظمة شمولية وتعقيدا, مضيفا أنه يغطي احتياجات الاتصالات والأمن في مناطق وعرة تشمل الجبال والصحارى والبحار وأن تنفيذه سيستغرق خمس سنين.
الشيعة الزيدية في اليمن يمثلون أقليه وبحسب تقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية، لا تزيد نسبتهم عن 30 في المائة من إجمالي سكان اليمن، الذي يبلغ 20 مليون تقريباً.
وهذا مايؤكده الحوثيون في موقعهم على الإنترنت حيث كتبوا: اليمن في غالبيتها أو بالأصح ثلثيها كانوا حتى ثمانينات القرن الماضي زيدية، والآن انكمش الزيدية بفعل التبشير السني السلفي والإخواني، وصار أبناء الزيدية أقلية - صاروا ثلث السكان".
والعقيدة السنية زاد انتشارها في اليمن بخاصَّة بعد حرب تحرير الكويت، والتي عاد في ظلالها مئات الآلاف من اليمنيين إلى مناطقهم، وفيهم الدعاة وطلاب العلم من خِرِّيجي الجامعات والمعاهد الشرعية، وحِلَق التحفيظ السعودية، والذين تربَّوا على مناهجها، ونهلوا من معين التربية والتعليم الصافي فيها بالإضافة لجهود دعاة اليمن ومعاهدها العلمية من قبل.

جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس