عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-12-2009, 05:43 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


كم من وجوه وملامح كانت تثيرني ,,
كم من قتامات تعيق دروب التبصر,,
أي لأي أعشى في مدارات التأمل ,,
أي لأي أضحى يقصم ظهر ال تعتمل الحياة وجوها ممدة بالخراب,,
ربما كانت نهاياتنا بأمراسأشباه البشر,,
جميل في هذه الشطرة وما سبقها الوضوح النسبي وانخفاض منسوب الإغراق والغموض في التشبيه أو التعبير .كل هذه الصور هي بمكانة رسم الخلفية الحزينة الليلية لهذه الوحوش أشباه البشر ،والأمراس هي الأحبال .كانت الاستفهامات معبرة عن الحزن واليأس خاصة في السطر قبل الأخير لتعتمل الحياة وجوها ممدة بالخراب ،الخراب في هذا السطر والألم في أول المقاطع كأنهما مساحة ينحصر الإنسان بينهما لتأتي أمراس أشباه البشر لتشدها ، هذا ما فهمته\أوّلته. وكان التعبير جيدًا للغاية ،وزاد من تميزه أنه يعبر عن حالة من الهدوء تشبه الفكرة بعد السكرة . فكأنما الحزن آلم من يتحدث المبدع على لسانه حتى جعله يستخدم ألفاظًا مغرقة حتى إذا اتضحت الرؤية لديه بدأ يرسل الحِكم تِباعًا .
وهذا ما يوضح المبدع بشكل شبه صريح :

ربما تواترت أحجيات السآمة ,,
وتعطل وجه الياسمين ,,
وفك الليل أزراره على طواعية وصبب,,
كأن الحزن والبؤس ممثلاً في تعطل أوجه الياسمين والسآمة سبب ذلك لأن الليل يفك أزراره ليعيش في حرية وهنا الليل بمعنى الرعب ،وليس الحزن .
ورحل الظلام غير مألوف المقام ,,
وعجت أطيار قلبي :
رباه ,,
رباه هذا الغشيم طاول جريرته,, فأحثى الوهن يترصد أبناء دمي ,,
هناك بعض دمي ,وكل دمي هناك,,
واااأقصاه ,,تشمرت سواعد الدعي تجر التعاسة ,,
والأقصى محراب الله في أرض الأنبياء تدوسه أرجل الخزي,,
كان ليلي يذكرني هناك وأنا أنادي:
هنا أراني مستغربًا وجود الظلام ، فهو يفك أزراره ليأخذ حريته ولكن رحيله ونداء الطير من بعده ،كلها أشياء تحتاج إلى ترتيب زمني منطقي أو إشارة إلى ذلك .
التعبير هناك بعض دمي وكل دمي هناك أتى للاستدراك ، ليكون الاستدراك محدثًا أثرًا كبيرًا لدى المستمع ، كي يشعر بشدة الأسى إذ أن الدماء كله هناك وليس بعضه فقط.
والمباشرة هنا أتت في غير موضعها أقصد التعبيرات المباشرة كانت شبه تقريرية وهذا يجعل النص يفقد وهجيه ،والسخرية الأليمة في سواعد الدعيّ تجر التعاسة كانت معبرة بقوة عن هذه البلوى والتي يكون الداعي فيها أول الكاذبين والهاربين .

وإني عرفتك ياتباريح الخوف ال تقطن بين مدارج العروبة,,
تبز كل أنياطالألم في بني جلدتها,,
وترمي بأقصانا إلى مدن النسيان,,
كانت النهاية عادية لا ينتظر بعد كل هذه التداعيات أن تكون نهيًا حزينًا عن المجيء لليل ويأتي تعبير الأقصى إلى مدن النسيان عبقريًا معبرًا عن شدة واتساع النسيان لاسيما من المدن والدول الأقرب إليه .
لي عودة أخرى فيما بعد أتركك في أمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس