عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-12-2009, 05:43 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وربما يأتي الفعل شمر أو يشمر بدون حرف جر فغالبًا هو فعل لازم.
يسرِّب أم يسرَّب؟ الليل هو الذي يسرّب هذا المعنى هو الذي فهمته وهو أن الحزن يبقى الشيء الوحيد المتسرب إلى النفس .معنى جيد لكن الصياغة بحاجة إلى إعادة مرة أخرى
هنا زلامات الخور,, تقتنص من ضراب ال تتمادى في جراحي,,
إي أمي ,,
صار مثخنا هو الليل بأفاّكات الوهن ,,
صار مدمعا كخاصرة في سفين الجراح,,
أي ليل والوثبة تجر أدراجها في عتل التباريح ,,

غاص في غور العمر جوع ال يأكل من تلابيبه ,,
يجلد في صوت الليل عريه ,,
وأنا على صوت الآهات ألبس علتي ,,
لا أعرف معنى زلامات وهل أل جاءت بشكل غير مقصود ؟ وتقصد بها لا؟ عمومًا الخطاب موجه إلى الأم وهنا حدثت انتقالة في الحديث وكان ذكر كلمة أمي مهمًا لتوضيح هذه الانتقالة وهذا يدل على حالة التخبط والتيه المتلبسة بالمبدع إذ أنه لا يكمل حديثه مع الألم ،ونلاحظ اختفاء هذا التعبير وكأنه تشبع أو محاولة هروب من الألم جعلت الكاتب يتحدث إلى الأم والتي قد تكون هنا بمعنى العروبة أوالإنسانية .
تعبير سفين الجراح عبقري للغاية إذ يدل على كثرتها كأنها بحر تسبح فيه السفن ،لكن مدمعًا كخاصرة في سفين الجراح لا معنى لها ولا تسعفها القرائن لتدل عليها ،وهذا يعني أن المبدع لابد أن يعي جيدًا أنه هو المطالب بالدخول إلى خبايا المتلقي وليس العكس .
والوثبة تجر أدراجها في عتل التباريح
ربما تكون الوثبة تعبيرًا عن النهضة المرتجاه وشعارات من ملأ الدنيا بالشعارات الرنانة ،وتعبير عتل التباريح عبر بشدة عن مدى الألم واليأس .نلاحظ أننا نستخدم ألفاظًا كلها على شاكلة الألم مثل الجراح ،والتباريح واللأي . كل هذه المترادفات يكون من الضروري أن تكون الفروق بينها لها ما يدل عليها حتى لا يُتهم الفرد بالإفلاس الذي يضطره لاستخدام المترادفات هروبًا من التكرار .بمعنى آخر :لو قلنا في نص أكثر من مرة خاف ،خشي ، رهب ،فلابد من أن يكون في كل مرة مبرر لاستخدام هذا اللفظ تحديدًا حتى لا يقول القارئ إن المبدع يهرب من التكرار بشكل غير مباشر.
وأنا على صوت الآهات ألبس علتي ,,
هذا الجزء أعجبني للغاية ، إذ يكون الإنسان لابسًا ثوبين ثوب الآهة وثوب المرض ليكون الموت أوالألم غير المتناهي نهاية مؤسفة لابد منها .
مذ هر بالليل كلابه,,
وأسفر عن صبحي دفيء العمر,,
كنت أشد إزاري وأبحث عني في تسابيح السحر,,
كنت أشغلني والوقت يمضي دبيبا كنمل بالنهار الحارق,,
تمدني الخيبات بأذرعها على فجاج التتابع,,
تمدني أجلاف التعب ,طورا على طور,,
هذا المقطع من أكثر المقاطع وضوحًا ،وهنا يأتي الاسترسال في الحديث معبرًا عن الإفضاء والذي ربما أنسى المبدع َ أنه متألم وكأن هذا تعبير عن شدة تأثير الكلمة كسلاح تارة ودواء تارة أخرى .تعبير أشد إزاري وأبحث عني اتسم بالمفارقة الإنسانية الحزينة والتي تجعل الوجود للإنسان وجودًا شكليًا فحسب حتى إن الثوب أوضح منه بدليل أن يشده ،بينما تبقى النفس لغزًا حائرًا لا يجد له مكانًا .
هذا الجزء :
كنت أشغلني والوقت يمضي دبيبا كنمل بالنهار الحارق,,
ومجيء نون الوقاية في أشغلني تعبر عن انعزال الإنسان عن نفسه حتى كأنها ذات أخرى يشتغل بها أو يُشغل عنها .وكثيرًا ما يلجأ الأدباء لمثل هذا التعبير والذي أرى أنه كُرّر حتى أنه لو نطق قال دعوني ،لكنه بوجه عام استخدم في موضعه .
ولعل هذا المعنى يحمل مضمون الشطر :
عرفت الفجر يشقشق في تثاؤبه ,,
يستوي نهار حارق وفجر مودّع ،فالجامع بينهما هو الألم!! هذا ما فهمته .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس