19-من أسفارِ الحزن
تجيئين من كل صَوْب
تقافزُ روحك عَبْر التلالِ البعيدة
تجوبين هذا المدى المتباعِدِ …
ما بين عقلى وقلبى
وتنتشرينَ على طولِ هذا الطريق …
الذى فى الفؤادِ …
وتلْتهبينَ بشوقِ المسافاتِ …
أغنيةً فى الزمانِ فريدهْ
تجيئين من كل صَوْب …
وما غير هذى الدموع التى تملأ القلب …
ما غيْر هذا الوجوم الذى يحتوينى
فألمح فى الأفق شُهْباً عديدَةْ
تجيئين … أيتها المستريحةُ من زمنٍ …
فى ديارٍ دَرَسْنَ …
وفى أمنْياتى الشريدَةْ
تجيئينَ …
يا شوق سِرْب الحمامِ … بقلبى
ويا شوق أيامىَ المستريحةِ …
للكلماتِ الجديدَةْ
تجيئينَ …
ألمح فى مقلتيكِ من الحزنِ …
ما يملأ الروحَ وَهْجاً …
وينثرنى فى فضاءِ اللغاتِ العنيدَةْ.
لعينيك هذا الحديث الطويلُ …
لوجهكِ … هذى الظلال العهيدةَ
لروحىَ … هذا السلامُ …
وتلك السكينَةُ … والهمسات السعيدَةْ
تجيئين سنبلةً فى الحقول التى …
أشعلت روحها للآلى …
هَدَّهُم سَيْرهمْ فىالفيافى المديدَةْ
ومن أنتِ ؟
هل أنتِ وَجْهُ القصيدَةْ ؟
ومن أنتِ … ؟
هل أنتِ هذا الأسى
يتوزعنى … فى المساءِ المداهِم …
بالذكريات البديدَةْ ؟
وهل أنتِ هذى الطلولُ …
التى أوحشت فى الضلوع … ؟
وهل أنتِ هذى الظباءُ = الحروفُ … ؟
وهلْ أنتِ هذى الأناشيد فى الروحِ … ؟
لا تستريحُ …
ولا ترتوى من دمائى الشهيدَة ؟
ومن أنتِ … ؟
هل أنت لحنٌ لأمتى المستكينَةِ … ؟
فى قلبِ كل المدائِنْ
أراكِ على اللافتاتِ … تلوحينَ …
طيراً وحيداً
أراك على واجهات المحلاتِ …
ضَوْءاً شهيداً
أراكِ على الليل شجواً
يحرَّك فى القلبِ كل الدفائِنْ
وينثرنى فى انعطافاتِ كل الشوارعِ …
حيث تلوحينَ طِفْلاً يتيماً …
فَتلطمه الريحُ … والأمهاتُ الخوائِنْ
أراك على كل شىءٍ
أراك بكل الأماكنْ
سريرةَ حُزْنٍ ،
ولفظةَ قلبٍ يعاندها البوحُ …
حتى تسافرِ فيها النوارسُ …
تمخر فيها عبابَ البحارِ السفائنْ
* * *
أراكِ على كل شىءٍ ،
كعصفورةِ الحزنِ تسكن قلبى الغريب
وترحل فى همساتِ المدى
أحسُّك يا نبضَةَّ فى دمائى
تجوبين هذا الفضاءَ …
أحسك أنشودَةً …
فى خيالات روحىَ … ممزوجَةَّ بالضياءِ ؟
فمن أنتِ … ؟
هلْ أنتِ دربي
وهل أنت سِلْمى … ؟
وهل أنتِ حَرْبى … ؟
وهل أنت شكل الحروفِ
تَجىءُ إلى دفتر العشبِ…
من كل صَوْبِ
وهلْ أنتِ صَوْتُ الحداءِ بركبى ؟
وهلْ أنتِ هذى السكينَةُ …
فى القَلْبِ …
أن انتصارَ الحقائق قادِمْ
وأن الجماهيرَ يوماً …
سترفُضُ هذا الضياع المداهِمْ