عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-04-2010, 04:05 PM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة وليد صابر شرشير مشاهدة مشاركة
نبضُ الوتر ِ

يا هل تُرى يأتي المطرْ ؟!
فالجدب حلَّ ولا ثمرْ
والقبر هلَّ على البشرْ
ما من مفرّْ
هاج الخطرْ
***
بداية القصيدة جاءت من هذه المقاطع ذات الطابع المباشر والذي قد يكون سطحيًا إلا أنه يتدرج في طرح مجموعة من القضايا والتحولات النفسية والحركية التي تأخذ منحى تصاعديًا مع تصاعد الحدث وقيمته.وهذه البداية تمهيدية لتخاطب جميع المستويات الثقافية والفكرية وتبدأ بعدها عملية التحول في الحدوث.
يا نبضة المعنى
فهيجي في عروق العالمينْ
يا نبضة المعنى أتت بعد هاج الخطر ، وهذا الفصل بينهما قد يكون اضطرار القافية ويضعِف نسبيًا من قيمة التعبيرات إلا أن هذه الطريقة في الفصل بينهما قد تأتي متعمدة لتعبر عن انفصال معنوي بين المخاطِب والمخاطَب بما يستدعي هذا الأمر على وجه السرعة مستخدمًا حرف الفاء المفيد للتعقيب بعد الترتيب.
ذي نبضة الحسنى
تسيل من الدم المغزول ِ
في حصن الحنينْ
صورة جميلة تتكون من هذه المدخلات المادي والمعنوي منها
فالنبض يتدفق من الدم والدم يكون مغزولاً وهذا التعبير له كأنه ثوب إلا أن تتابع الصور تسيل ،فتكهرب ،تشتعل ، وهذا يعبر عن حركة متوالية تفيد توترًا ما ،ووجود نبض يسيل من الدم يعطي الانطباع بأن هناك ما يسيل من الدماء كسائل إضافي لتكون العزة جارية في الدماء ،لكن لا أرى علاقة بين الدم المغزول وحصن الحنين إلا إذا كان الحنين حنينًا دمويًا للتضحية والفداء.
فتكهرب الأرضينَ
تشتعل الكواكب بالغضبْ
النبض دبّ ْ
لا يضطربْ
والقدس عاد إلى العربْ
وتأتي هذه القافية متسقة بشدة مع الموقف من خلال الباء الساكنة والباء حرف انفجاري ومجيئه على هذه الشاكلة يدل على أن انفجارًا مكتومًا في طريقه إلى الحدوث وهنا يتسق الجانب الصوتي مع الحالة والموقف النفسييين.
***
هى زهرتي
يأتي انصباب العام ِ
مشروخ الوميضْ
والبحر خارج قريتي
همَّ انتفاضاً..واقتربْ
والقدس عاد إلى العربْ
كان التحول من السرد إلى خطاب المتلقي بدلاً من خطاب النفس أو المونولوج ليتلاقى الهم الشخصي للشاعر مع هم المجتمع كله، وتأتي هذه الصور في شكل متداخل أو غير مترابط من أجل إثبات أن هناك حادثًا ما يجمع كل هذه المتفرقات وهي العودة عودة القدس إلى العرب.
***
يا قطرة الظمآن ِ
والعشب الحطبْ
يا بدعة الألق الدفين مع العجبْ
تتسربينَ من الغيوم ِ
والف غيم ٍمنسربْ
والكل خرّ ْ
والكل مرّ ْ
والنبض يسري بالعصبْ
والقدس جاء إلى العربْ
كان جيدًا أن تأتي الصورة على هذا القدر من الانسيابية والتي توضح مدى تعمق القدس في النفس ، فهي هذا السائل الذي لا غنى عنه للمجتمع ، فهي تارة زهرة ، وأخرى ماء لتتكامل عناصر البيئة الطبيعية وتكون القدس هي كل شيء من عناصر البيئة يحيط به.
***
يا حصن زيتون المنابت بالقرى
وموانيء البحر الدفين المنسحبْ
هلّ المطرْ
واهتزّ قلعٌ تحت وابله الرطبْ
واهتزّ نبتٌ وارتقى نحو العجبْ
والقدس عاد إلى العربْ
كان هذا المقطع من المقاطع التي أراها عادية لم يُضف فيها شيء جديد للنص ،باسثناء حصن زيتون إذ أنك قمت بإلغاء الروابط أي العلاقة بين الزيتون والحصن ،والتي تجعل الزيتون هذا الرمز للسلام محميًا .كذلك كان الفعل اهتز ، هل له دلالة على حدوث حالة غير عادية وهنا أرى أن تثبيت القافية الساكنة لم يتناسب مع حالة الحركة في داخل النص حركة الاهتزار والمطر ..
***
النبض دمدمة العروق ِ
وباحة الألوان ِ
أوسحب الدم ِ
كان جميلاً هذا التعبير ويكمن جماله في التعبير دمدمة العروق والذي عبر عن حالة الاهتزاز والحركة وأجمل من ذلك كله سحب الدم إذ تكون الدماء آتية من السماء مما يعطي هذه الصورة رعبًا استثنائيًا للحالة.
فيها البروق محولاتٌ
ذبذباتٍ تضطربْ
فيها اللغاتُ
كانت عمليات التوصيف للبروق بالمحولات للذبذبات وقعقعة
الرعود (كما فهمت من الدلالة المخفية) كأنها لغة .ويعطي ذلك هذه الحالة عنفًا متواليًا غير أن الإصرار على قافية الباء الساكنة ربما يضعف القوة التي كانت ستتحقق لو أننا استخدمنا قافية متحركة .رغم انفجارية حرف الباء إلا أن حالة التفجير تقتضي أصواتًا متداخلة متنوعة وقوافي مختلفة لتعبر عن هذا الوضع.
وزعقة ٌ
فيها انتفارٌ..هبة ٌ
فيها على رأس الشتاء بشائرُ
فالكلُّ فرّ ْ
والقطر درّ ْ
والنبض سال من الفلكْ
كان هذا التعبير مكررًا طالما ذكرت قبله سحائب الدم
وربما تأتي إعادته مرة أخرى للتنبيه على هذه الحالة
الانقلابية خاصة في وجود حرف الراء حرف تكراري
يناسب هذا المجال (مع التسليم بأن علاقة الأصوات
بالدلالات غالبًا -في الأساس- اعتباطية)
ويجاذب النبض الشجاع وقد سلكْ
دوامة ٌ
حوّامة ٌ
أرضٌ بدمدمة العروق مواطنُ
وبها الثريّا والرؤى
الثريا صارت هذا المنال الذي تحقق على الأرض وهي
فكرة جيدة خاصة في تعانقها مع المواطن مدمدم العروق
وهذا يعطي للواقع المتشكل من الفضاء والأرض شكلاً
ابتكاريًا يتناسب مع التجدد الذي حدث للأرض والواقع.
والجدب يقتله المطرْ
ها قد سَكَبْ
والقدس عاد إلى العربْ
والمطر حينما يكون قاتلاً فقد انعكست دلالته في هذا النص،إذ أن المطر قد يقتل الكائنات لكن هذا المطر -بالمعنى المعجمي- تم تحويل دلالته المعجمية ليكون الصديق القوي وليس الغيث الصديق الوديع ، وكأن معاني المعجم وخصائص الأشياء قد تحولت كلها لتصب في دائرة عنوانها " من أجل القدس يتغير الكون كله".

***


وليد صابر شرشير/مصر/برج البرلس
(أهدي هذه القصيدة للأستاذ الشاعر/السيد عبد الرازق..)
عمل رائع أحييك عليه وأرجو لك التوفيق في كل ما تكتب ولا تغب عنا أعادك الله إلينا بكل الخير..وفقك الله.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 27-04-2010 الساعة 03:22 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس