عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-11-2022, 08:31 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي

"ونسأل الله الكريم الذي يجيب السائلين ان يعين بالنصر والتوفيق والسلامة من أصبحنا تحت دولته وأن يعينه على طاعته وأن يلين قلبه بالرحمة لرعيته .. انه على كل شيء قدير .. وان يدفع عنه وعن اعوانه شر أهل زمانه انه هو القريب المجيب . ونسأل الله الكريم من فضله العميم.."
ثم حمد الله بكلام غامض ليس موجودا فى الوحى فقال :
"الحمد لله الحي القيوم الباقي الديموم ، الذي غيره لا يدوم ، القادر على إعدام الموجود وإيجاد المعدوم ، الذي فتق العمق الأكبر ، وبرأ فيه ما شاء وقدر، وأجرى من ينابيع فوارة النور من مصادر الظهور .
وفجر وأودق من سحاب العماء وشجر المزن بين الارض والسماء نطفا مقدرة لحياة كل معلوم ، فمآل حكم الاطلاق فوق حلم الارفاق فوق طعم الاذواق ، فوق ضم الاشواق ، فوق رأس الموهوم ، فكان رسم الآثار ، تحت إسم الانوار ، تحت ضم الاسرار،تحت حكم الاقدار، تحت قيومية الاظهار ، من عطاء الكنز المكتوم . فأدار الأفلاك بمقدسين من الاملاك عن مرسوم الصكاك ،وزينها بالشمس والقمر والنجوم وقدر الأقوات ،وفتق رتق السموات ،وفتق الارض بالنبات ، وأرساها بالجبال الراسيات ، وجعل على متنها البحار الزاخرات ، وحمل ثقلها على كواهل النجوم .
وأشهد انه الله الذي لا إله إلا هو الذي ملأ الدهر قدسه ، والذي يغشى الأبد نوره ، والذي أفاض الوجود وجوده ، فاظهر الغيب شهوده ، وانتظمت ذرات الوجود حدوده . القائم الذي لا يعيى والذاكر الذي لا ينسى والدائم الذي لا يفنى ،والسرمدي الذي لا يتناهى ، والعجيب الذي لا يغايا ، ولي التدبير ومقدر التقدير لا إله إلا هو إليه المصير وكل شيء عنده يجري الى أجل مسمى معلوم .
وأشهد أن محمدا (ص) عبده ورسوله جعله كلمته التامة ورحمته الواسعة العامة فصدع ما أمر بتبليغه وأسس قواعد الدين ببيان الحق المبين وعبد الله مخلصا على بصيرة هو ومن إتبعه من المؤمنين حتى أتاه اليقين فصلى الله عليه وآله الطاهرين التابعين لسيرته الحافظين لسريرته الى يوم الدين ."
وهذا الكلام عن تشييد محمد(ص) لقواعد الدين يناقض ما سبق أن قاله عن تشييد على للديبن والكل يخالف أن الله هو من شرع الدين كما قال :
" شرع لكم من الدين"

وعاد الأحسائى لنفس النصيحة وهى التقوى فقال :
"عباد الله ..اوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله والخوف من مقام الله فان الله وعد الخائفين مقامه بالجنة قال سبحانه :[ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ]
فاستنجزوا وعد الله بالخوف من مقامه ونهي أنفسكم عن هواها فانها أمارة بالسوء وارغبوا فيما عرض لكم به من مبذول فضله بالقيام بأوامره ونواهيه ولا تغتروا بالدنيا فان خيرها حائل ونعيمها زائل ..
واعتبروا بمن كان قبلكم ممن كان أطول منكم أعمارا وأعمر ديارا وأشد قوة وآثارا كيف لعبت بهم حين خرجوا من انس القصور وأسكنتهم موحشات القبور ، فقوظوا من غير إستعداد ، بلا سلامة ولا زاد فكأنما كانوا على ميعاد ، وتركوا ما جمعوا وراء ظهورهم يتهنأ فيه من لم يحبوا فكان المهنا لغيرهم والوزر على ظهورهم ألا ساء ما يزرون .
فيسالون عما جمعوا وخلفوا من أين اكتسبوا وفيما أنفقوا ؟ ولما إدخروا ولم جمعوا ما لم يأكلوا ؟ فيعوزهم الجواب وقد أسلمتهم الأخلاء والأحباب وتنطق عليهم جوارحهم بما فعلوا وعلى تبعات ما عملوا حصلوا."
والخطأ هو سؤال الناس عن أعمالهم ومنها ذنوبهم وهو ما يخالف أن الله ر يسأل أحد عن ذنبه كما قال :
"فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان"
ثم تحدث عن أحوال الناس فى الحشر فقال :
"فليت شعري ما حالهم حيث قدموا على ربهم ، فكم من متمن منهم الرجوع ، وكم ساكب منهم الدموع ، وكم نادم حيث لا يجدي الندم ، وكم من قادم من أعماله على العدم ..حتى إذا نفخ في الصور ، وبعث من في القبور { هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون }.
هذا وقد وقفتم على أخبارهم وسكنتم في ديارهم ..وتدثرتم بدثارهم ونكحتم نسائهم وملكتم أموالهم وعملتم أعمالهم [ وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال ] ، [ فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا ] كأنكم لا تعلمون ولا بأخبارهم تسمعون ..وأنتم ساهون لاهون وعن ريب المنون غافلون ..
فهل أنزل الله عليكم كتابا فيه النجاة ؟ أم أتتكم براءة في الزبر من الله ؟ أم لا تعلمون بما يراد بكم ؟ أم تهاونتم بوعيد ربكم ؟ [ إن عذاب ربك لواقع الله ما له من دافع ] ..اي وربي انه لحق وما انتم بمعجزين ."
ثم طالب الحضور بالتوبة فقال :
"فبادروا -رحمكم الله- الى التوبة قبل أن يغلق الباب ..وسارعوا الى التدارك قبل أن يضرب الحجاب.. وأكثروا من العمل قبل حضور الاجل ..وأكثروا من ذكر الموت وإستعدوا لحلوله ..فانه لا يأتي إلا بغتة ..حيث لا إقالة لمستقيل ولا رجعة .
واعلموا انه يأتي بسعادة الأبد او شقاء لا تنفد ..وأنتم على إحدى الحالتين قادمون ولحياض المنايا واردون ..فاختاروا لانفسكم إحدى الدارين وسترونها رأي العين ..اما دار نعيم مقيم أو دار عذاب اليم ..جعلنا الله وإياكم من المقسطين التائبين ."
وهذا الكلام عن كون العمل سبب السعادة والشقاء يخالف ما قاله عنهم فى الخطبة ألأولى
ثم طالب الناس بالدعاء فقال :
"ألا وإن هذا اليوم يوم حرمته عظيمة وبركته مأمولة والمغفرة فيه مرجوة وأبواب السماء فيه للاجابة للداعين مفتوحة فاكثروا ذكر الله وتعرضوا لثوابه وادعوه يستجب لكم واستغفروه يغفر لكم فانه جواد كريم غفور رحيم ."
وختم الخطبتين بكلام الله فقال :
"إن أحسن الموعظة وأبلغ القصص كلام الله....
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
[ بسم الله الرحمن الرحيم الله والعصر الله ان الانسان لفي خسر الله الا ألذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ]. .واستغفر الله لي ولكم ..انه هو الغفور الرحيم ... وصلى الله على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس