عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-11-2022, 08:31 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي نظرات فى الخطبة البليغة

نظرات فى الخطبة البليغة
الخطيب أحمد بن زين الدين الإحسائى وهو مؤسس أحد المذاهب الشيعية التى خلطها بالسنة والصوفية وهو مذهب تبرأ منه الشيعة وهو يسمى المذهب الأوحدى وقد استهل الخطبة بالتالى:
"الحمد لله الملك المنان القديم الاحسان الذي لا من شيء كان ولا من شيء كون الأكوان عظيم السلطان كان كنزا مخفيا في مسرات غيوب قدسه لا يعلم كيف هو في سر ولا علانية إلا بما دل على نفسه .
فلما أراد ان تعرفه العباد إستعبدهم بخالص التوحيد فظهر لهم بذواتهم ، واحتجب عنهم بجهالتهم ، فعرفوه بما دلت ذواتهم عليه ، ووحدوه بما خلقهم عليه .
فخلق ثانيا بإجابتهم وإنكارهم حقائقهم ، وأوضح بها لهم طرائقهم ، فعملوا بأعمالهم كما جعلوا له ، وعطفوا بإختيارهم على ما يسروا لما خلقوا له ، فكان منهم الشقي والسعيد فجروا في إختيارهم وأعمالهم على ما يريد ، فكان منهم ما علم منهم ، وهو على كل شيء شهيد."
وكما قرأتم فالكلام غامض ككلام معظم الصوفية حتى أن حديث كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف استدل به وهو يعارض كتاب الله فى سبب الخلق وهو ابتلاء الناس أيهم احسن عملا كما قال تعالى :
" الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
فلو كان الله يحب أن يعرفه الخلق لكان عنده نقص تعالى عن ذلك علوا كبيرا
والخطأ الثانى ظهور الله فى ذوات الخلق وهو ما يسمى بالحلول والاتحاد وهو ما يخالف أنه ليس مثل خلقه
والخطأ الثالث أنه خلق الخلق مرتين حيث خلق حقائق المخلوقات ثانيا كما قال بعد أن خلقهم وهو كلام لا يقوله عاقل
ثم قال :
"وأشهد انه الله الذي خلق ما خلق ، وجعل ما جعل ، عن أمر.. مبرم وقضاء محكم ، وعلم متقن ، يسر العباد للذي أراد ، فابتدأهم بفضله ، وقسم بينهم بعدله ، فأعطى كل ذي حق حقه ، وساق الى كل مخلوق رزقه ، فبذلك سعد سعيدهم وشقى شقيهم ، ولذلك خلقهم ، فتمت كلمته وبلغت حجته ، وما ربك بظلام للعبيد ..."
الخطأ أن الناس سعد سعيدهم وشقى شقيهم بالرزق مع أن السعادة والشقاوة تكون بالعمل الصالح والعمل السوء كمما قال تعالى :

ثم قال :
"وأشهد أن محمدا عبده المقرب ورسوله المنتجب أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، فصدع بالحق المبين وعبد الله مخلصا حتى أتاه اليقين فصلى الله عليه وآله الطاهرين السائرين على منواله المقتفين لأقواله وأفعاله..."
والخطأ أن محمد(ص) وحده هو عبده المقرب ورسوله المنتجب وهو ما يخالف أن المسلمين منهم طائفة المقربين وهو السابقون إلى الجهاد كما قال :
والسابقون السابقون أولئك المقربون"

ونصح الحضور بتقوى الله متحدثا عما حدث للسابقين فقال :
"عباد الله..اوصيكم ونفسي الخاطئة أولا بتقوى الله قاصم الجبارين ومدرك الهاربين ... وبادروا الى الطاعة قبل فوات الاستطاعة ، ولا تركنوا الى الدنيا فان نعيمها حائل وظلها زائل ...
وإعتبروا بمن كان قبلكم ، رحلوا منها بالرغم منهم ، لم ينالوا منها المنى ، ولم تنقض حوائجهم . ثم انزلوا في حفر البلى بين الأحجار والثرى ، وتركوا ما جمعوا لم يتنعموا ولم ينتفعوا .. [ كم تركوا من جنات وعيون الله وزروع ومقام كريم الله ونعمة كانوا فيها فاكهين الله كذلك وأورثناها قوما آخرين ] .
وذلك لانهم تركوا أوامر الله وضيعوا حدود الله ورغبوا في الدنيا فنزع الله نعيمها منهم وأخذهم أخذ عزيز مقتد .. [ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ] .
عباد الله إحذروا أخذ الله واتقوا عذاب الله ..واحذروا الساعة فانها أمامكم ..ان الله تعالى يقول : [يا ايها الناس إتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم الله يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد]."
الخطأ أن الرجل علم موعد الساعة بقوله" واحذروا الساعة فانها أمامكم" فموعد الساعة لا يعلمه سوى الله وحده كما قال:
" إلى ربك منتهاها"
وتحدث عن القيامة وما يحدث فيها فقال :
"واعلموا ان هذا اليوم من أيام الله قد أعده للفصل من العصاة وهو الذي قال فيه :[ إن لدينا أنكالا وجحيما الله وطعاما ذا غصة وعذابا أليما الله يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا ].
وهو يوم الطامة الكبرى [ يوم يتذكر الانسان ما سعى الله وبرزت الجحيم لمن يرى ] .
وهو يوم الصاخة [ يوم يفر المرء من أخيه الله وامه وأبيه الله وصاحبته وبنيه الله لكل إمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه الله وجوه يومئذ مسفرة الله ضاحكة مستبشرة الله ووجوه يومئذ عليها غبرة الله ترهقها قترة ] ."
وعاد فكرر نصيحته بالتقوى فقال :
"عباد الله ..
إتقوا الله حق تقاته ..ولا تموتن إلا وانتم مسلمون .. واعلموا انكم لم تخلقوا عبثا ، ولم تتركوا سدى ، ولا تعيشون أبدا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وفتشوا عن ضمائركم ، وأعدوا زادا لهذا السفر الطويل ..وتأهبوا للرحيل ..وأعدوا جوابا لسؤال الجبار إذا كشف الاستار ، وتفقدوا قلوبكم وأصلحوها عن الحسد والبغضاء والدجل والحقد ."
ثم نصح فقال :
"وأصلحوا السنتكم عن الغيبة والنميمة والهمز واللمز والنبز بالألقاب المذمومة وتحابوا في الله يحببكم الله . وتواصلوا في الله يصلكم الله .[ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان الله واستعينوا بالصبر والصلاة الله واتقوا الله الذي إليه تحشرون ].. ."
وكررة نفس النصيحة بالتقوى فقال :
واتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون .. جعلنا الله وإياكم ممن أدركته الرحمة وحفظ عليهم أعمالهم بالعصمة انه هو الغفور الرحيم "
ثم تحدث عن كون الصلاة عن النبى(ص) هى أفضل عمل فقال:
"ألا وان افضل ما امرتم به وندبتم إليه وحثثتم عليه ما قال الله تعالى في كتابه هداية لكم وتعليما : [ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ] .."
وهو كلام يخالف كتاب الله فأفضل العمل الجهاد كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

ثم ذكر صلوات على النبى (ص)والأئمة وغيرهم بكلام لم ينزل الله به سلطانا فقال :
"اللهم صل على محل مشية الله ومن قلبه وسع شؤون الله .. سر المعبود ومنبع الكرم والجود ومجمع الحقيقة الأولية وأصل الشجرة الكلية وخلاصة وساطة البرزخية وصاحب المحبة الحقيقية الطلسم المطمس والسر الأقدس والخاتم المخمس. المجتبى المؤيد والقصر المشيد والمرتضى المسدد والرسول المحمود المحمد أبي القاسم محمد ."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس