عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-05-2022, 07:41 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,971
إفتراضي

والخطأ في كلام العراد هو تفسير قوله تعالى وإنك لعلى خلق عظيم" بأنه مدح للرسول (ص) والحقيقة أن الخلق العظيم فسره الله بأنه الصراط المستقيم قاصدا بذلك الدين وليس الرسول بقوله تعالى:
"وإنك لعلى صراط مستقيم"

ثم قال:
"من هنا فإن للمحافظة على هذه السنن أثرا تربويا عظيما يتمثل في أن التزام المسلم بها وتطبيقه لها في واقع حياته يدل على أمرين هما :
* التصديق بما ورد في سيرة وهدي الرسول (ص) عن طريق التقليد والإتباع الصادق لهدي التربية النبوية في كافة الأعمال وجميع التصرفات والسلوكيات وهذا بدوره كفيل بتربية أفراد المجتمع المسلم على السمع والطاعة ، والامتثال لأوامر الله تعالى وهدي الرسول ض، لاسيما وأن في الناس نزعة فطرية لتقليد ومحاكاة من يحبون ، وليس هناك أحب عند المسلم من رسول الله ض
* اتخاذ القدوة الحسنة من المعلم الأول والمربي الأعظم ض كشخصية فذة متكاملة متوازنة وتتضح هذه القدوة في الاهتمام بكل ما له علاقة بالجانب الجسمي وما يحتاج إليه من النظافة العامة حينما يتفقد المسلم أظافره فيقلمها ، وفمه فينظفه ، وأسنانه فيسوكها ، وشاربه فيقصه ، وشعره فيرجله ويسرحه ، ولحيته فيعفيها ، وإبطيه فينتفهما إلخ وهذا بدوره ينفي الزعم الباطل الذي يقول : إن الإسلام لا يهتم بالناحية الجسمية ، بل ويؤكد قضية التوازن في اهتمامات التربية الإسلامية ورعايتها لمختلف الجوانب الجسمية والروحية والعقلية ، فلا يستغرب بعد ذلك أن يعرف المسلم لأول وهلة حين يرى سمته ووقاره ، وهيئته الخارجية ، وشكله العام الذي يميزه عن غيره من الناس ، ويجعله فريدا في شكله وهيئته ؛ لأن هذه السنن في مجموعها جعلت له شخصية مميزة ، ومظهرا خاصا ، وأنموذجا فريدا يقتدي فيه بإمام الطاهرين وقدوة الناس أجمعين (ص)- "
وكلام العراد هنا صحيح عن أن الإسلام يهتم بكل شىء في الإنسان نفسا وجسدا
وحدثنا الرجل عن التربية الجسمية فقال :
" سنن الفطرة والتربية الجسمية :
…غني عن القول إن التربية الإسلامية تعنى بجسم الإنسان عناية كبيرة ومستمرة ؛ لاسيما وأن الجسم بمثابة الوعاء الذي يحوي الذات الإنسانية بدليل أنه محل ثلاث من الضروريات الخمس التي دعت الشريعة إلى احترامها و الحفاظ عليها ؛ فالجسم محل ( النفس ، والعقل ، والنسل ) وتتمثل عناية التربية الإسلامية بالجسم وسلامة تربيته في كثير من الجوانب التي يأتي من أبرزها الحث على التزام المسلم بسنن الفطرة التي " يطلب من المسلم التمسك بها؛ لتجعل مظهره إسلاميا كريما ، ورائحته حسنة مقبولة ، وهيئته وقورة حسنة مقبولة ، وليتميز عن غيره من أهل الكتاب الذين لا يغتسلون من جنابة ، ولا يأبهون بالنظافة الحقيقية -وإن حافظوا على مظهرهم الاجتماعي -، فضلا عما فيها من فوائد صحية واجتماعية ، وفوق ذلك كله التمسك بهدي رسول الله (ص)- " ( عبد الحليم عويس ، 1989م ، ص ص 11 – 12 )
والمعنى أن هذه السنن ذات علاقة وثيقة بالجانب الجسمي للإنسان ، وتأتي المحافظة عليها دليل على العناية الكاملة بأعضاء الجسم من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين ، وهو ما أشار إليه أحد الكتاب بقوله :
" هذه السنن تمتد مواطنها من أعلى هامة الإنسان إلى قدميه ، ففي أعلى الرأس تكون سنة ترجيل الشعر وتنظيفه وتطييبه ، وفي الأنف تكون سنة الاستنشاق ، وفي الفم تكون سنة السواك وسنة المضمضة ، وفي الإبطين تكون سنة نزع ( نتف ) الشعر ، وفي وسط الإنسان تكون سنة حلق العانة وسنة الختان وسنة الاستنجاء ، وفي الكفين تكون سنة غسل البراجم ، وسنة قص الأظافر ، وفي القدمين تكون سنة قص الأظافر منها أيضا " ( أحمد الشرباصي ، د ت ، ص 130 ) ، ويضاف إلى ذلك سنة قص الشارب وسنة إعفاء اللحية في الوجه
…وهنا يمكن الخلوص إلى أن عناية المسلم بسنن الفطرة ومحافظته عليها ؛ إنما هي عناية بسلامة جسمه ، ومحافظة على صحته ، وحرص على حيويته ونشاطه "
ونلاحظ أن الرجل كرر بعض الأخطاء السابقة بالكلام عن كون الختان من السنن وهو معصية لله واستجابة لقول الشيطان:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"

وحدثنا عما سمكاه التربية الجمالية فقال :
"= سنن الفطرة والتربية الجمالية :
تدعو التربية الإسلامية دائما ، وتحث على الاهتمام بالمظهر الشخصي والناحية الجمالية ، ليكون المسلم جميلا في مظهره ، متناسقا في هندامه ، بعيدا عن الدروشة والقذارة والإهمال والعشوائية قال تعالى : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } فالله سبحانه كما جاء في الحديث الذي رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله (ص)- قال : " إن الله جميل يحب الجمال " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 265 ، ص 54 )
وليس هذا فحسب ؛ بل إن في ذلك إشباعا لحاسة الجمال في نفس المسلم ، فيتولد في أعماقه إيمان شديد بعظمة الخالق سبحانه الذي خلق فأحسن الخلق ، وصور فأحسن التصوير ؛ فكان من الملائم أن يحافظ الإنسان على ذلك الحسن والجمال ، وأن يحرص على عدم تشويهه أو إفساده أو العبث به "
وتفسير أخذ الزينة بالجمال الجسدى ليس صحيحا فالأخذ بالزينة عند كل مسجد يعنى طاعة الله في كل موضع للطاعة
وحدثنا عن مظاهر عناية الإسلام بالجمال فقال :
"كما أن من عناية الإسلام بالمظهر الحسن والهيئة الجميلة ؛ أمره للمسلم وحثه إياه للالتزام بسنن الفطرة وخصالها التي تربي المسلم تربية جمالية تتمثل في :……
( 1 ) طهارة الجسم الحسية : ويقصد بها تطهير وتنظيف البدن بالوضوء ، والغسل في كل أسبوع مرة أو عندما تدعو الحاجة إلى ذلك ، وهي مما يحبه الله سبحانه وتعالى مصداقا لقوله تعالى : { والله يحب المطهرين } كما أنها من الأمور التي أمر بها نبينا محمد (ص)- وحث عليها في سنته القولية والفعلية
( 2 ) الطهارة المعنوية : ويقصد بها تطهير النفوس البشرية بجميع جوانبها المختلفة من كل ما لا يليق بها من الخصال والصفات والطباع وبذلك يغرس في النفوس طهارة وسلامة الضمير من كل ما يشينه عبادة وطاعة وامتثالا لأوامر الله سبحانه ، وإقتداء بهدي رسوله (ص)- الذي هو قدوة تحتذى في هذا الشأن ، وهو ما يشير إليه ابن الجوزي بقوله : " وقد كان النبي (ص)- أنظف الناس وأطيب الناس" ( أبو الفرج بن الجوزي ، د ت ، ص 90 )
والمعنى أنه متى ما تحققت للمسلم تلك الطهارة بنوعيها ؛ انعكس أثرها على المظهر الخارجي للإنسان المسلم الطاهر النظيف ، ومن ثم على المجتمع المسلم الذي جرت العادة أن يوصف أفراده بأنهم أصحاب النفوس الزكية ، والوجوه الحسنة ، والأيدي المتوضئة ، والسمت الصالح وهنا إشارة إلى أن هذه التربية الجمالية تؤدي بدورها إلى تطهير النية والعمل والسلوك ، فنظافة المظهر مدعاة لنظافة الجوهر ، ونظافة الشكل مدعاة لنظافة الضمير ، ونظافة الفرد مدعاة لنظافة المجتمع وبذلك يتحقق بعد تربوي إسلامي عظيم يتمثل في طهارة المجتمع المسلم طهارة معنوية من الفواحش والمعاصي والذنوب والآثام والانحرافات السلوكية والأخلاقية ونحوها؛ فترتفع النفس المسلمة بتلك الطهارة من رجس الفوضى ، وحمأة الرذيلة ، وأوحال الوحشية إلى مستوى رفيع من سمو الأخلاق وحسن السلوك وجمال الطباع ومن ثم يتم تطهير الحياة الاجتماعية عامة حتى تصبح التربية شاملة للروح والعقل والجسم
وليس هذا فحسب ؛ بل إن في هذه السنن والخصال مدعاة لتأليف القلوب ، ومدا لجسور المحبة والمودة ، وتوطيدا للصلة بين الإنسان المسلم وزوجه ، فتكون حياتهما مبنية على الرحمة والمودة ، وقائمة على السكن والراحة والقبول وليس أجمل ولا أروع من أن يكون كلا الزوجين مناسبا للآخر ، وملائما له ، مقبولا عنده في شكله وهيئته ؛ لأن ذلك مدعاة للائتلاف والرضا، وسبب مباشر لقناعة كل منهما بالآخر وهذا بدوره سيؤدي ( بإذن الله تعالى ) إلى استمرارية سعادتهما الزوجية "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس