عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-11-2007, 12:56 AM   #1
كونزيت
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 3,955
إفتراضي صفحة من مذكراتي

دخلت إلى الصالة ورأيتها لو حدها تجلس القرفصاء و تنظر إلى الحائط المقابل . ألقيت عليها السلام فردت علي ومضيت في طريقي .

في اليوم التالي مررت من نفس المكان وكانت هناك أيضاً لوحدها وفي نفس المكان . سلمت عليها ومددت يدي مصافحة فمدت يدها بتكاسل و استرخاء . وضعت يدي في يدها وصافحتها : كيف حالك يا هناء !!!( وقد سمعت إحدى الأخوات تناديها بهناء) فردت : الحمد لله . ومضيت وفي نفسي شيء . سألت عنها إحداهن : من هذه ؟ . أجابت هذه طالبة الماجستير الكفيفة , جاءت منذ يومين .

التساؤلات ذاتها التي قد تدور في أذهانكم دارت في ذهني . (كيف ) تذهب إلى الجامعة ؟ كيف تقضي يومها لوحدها؟ كيف تذاكر ؟ كيف تركب الحافلة ؟ كيف تنتقي ملابسها ؟ كيف تهتم بكيها وتنظيفها ؟ لم يكن معها أحد إلا الله تعالى ؟
مرت الأيام . أصبحت من أعز صديقاتي . نجلس معاً فتنطلق في حديثها بكل عفوية ومرح . حكت لي كل شيء ,عن الطفولة و الأحلام وعن عائلتها , حتى حفظتهم فرداً فرداً . كنت أقرأ لها الجريدة أحياناً فتقول لي : ليتك تقرأين لي الكتب التي أدرسها فالقارئة التي استأجرتها لم تكن كما أريد . سمعت جملتها العابرة وصمت , فوقتي لا يسمح وهي لم تكن تطلب بقدر ماكانت تتذمر .
مرت الأيام بسرعة وإذا بها تفاجئني بخبر خطبتها لإنسان عادي ليس لديه أي إعاقة . في داخلي قلت (سبحان الله ) . فرحت لأجلها كثيراً وشاركتها بعض الإستعدادت لعقد القِران . كنت أفرح إذا تحدثت عن خطيبها بحب , وأحزن حين ألمس في كلماتها الشعور بالنقص .
ثم جاء اليوم الذي قررت فيه أن تتزوج وتترك شهادة الماجستير معلقة على حائط الأحلام التي لم تكتمل , بالرغم من أنها أنهت العام الدراسي بنجاح باهر .

-هناء .... أحقاً لن تكملي دراستك !!!

-ردت بهدوء : أنا لست مثلك .... في كل مكان أحتاج إلى من يخدمني ويرافقني , وأنا بحاجة إلى طفل ليرعاني .
ودعتها وسافرت ..................... انقطعت بيننا كل الصلات . بحثت لها عن رقم ولم أجد .


حفظك الله يا هناء أينما كنتِ .
__________________
كونزيت غير متصل   الرد مع إقتباس