عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-12-2009, 08:53 PM   #2
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي

مجندة تتهم زميلتها بالكذب!
وتجرأت مع المجندة بيرد وسألتها السؤال المحير : عن حقيقة الجثث التي تلقى من المروحيات الامريكية بالمناطق النائية في العراق ولماذا لاتعاد الجثث الى امريكا؟
اجابت بارتباك : ان مثل هذه القصص تسربت الى معسكرات الجنود وتسببت في انهيار حالتهم النفسية بسبب رعب هذه القصص ، ولكنني اؤكد انها مجرد شائعات وهكذا يؤكد لنا قادتنا الضباط.
في هذه الاثناء كانت زميلة بيرد المجندة مارتا تجلس على مدفعها بالقرب منا ترقب الحوار ، ثارت فجأة في هستريا وهي تؤكد لبيرد انها كاذبة وانها تعلم حقيقة ان زملاءها من الجنود الذين تضيع معالم وجوههم بفعل النيران التي تأتي على الجثث ولاتستطيع قوات النجدة الامريكية انقاذ جثثهم من التفحم يتم التخلص منها في مجاهل العراق بطرق غامضة، واعتبارهم مفقودين خشية من اعادتهم لذويهم في امريكا الذين لن يستطيعوا القاء نظرة الوداع الاخيرة على وجوههم لأنهم اصبحوا جثث بلا ملامح وحتى الترميم لايفلح معهم.
قالت المجندة بيرد في ارتباك ان زميلتها مارتا في حالة نفسية سيئة بسبب فقدها صديق بالجيش تفحمت معالمه وبالفعل لم يتم ارسال جثته الى اسرته ولانعرف بالضبط اين تم دفنه بالعراق ! وقالت ان مارتا صغيرة عمرها 20 عاما ونحن نشفق لحالها بعد فقد صديقها، ونحن حقيقة في حيرة خاصة الفتيات وانا مثلهم . فنحن نحب الحياة ، وكمقاتلين نحن ننتمي لأقوى جيش بالعالم وننفذ الاوامر بانضباط ونستطيع قهر أي قوة عسكرية في أي معركة ولكننا هنا في العراق لاندري بالضبط ماهو المطلوب منا ، فقد انجزنا مهمة تحرير شعب العراق وانقاذ العالم كله من وحشية صدام حسين ومفروض ان نكافأ ونعود الى بلادنا لننعم بالحياة فنحن هنا وسط مدنيين ، نحارب اشباح لانعرفها ونقتل مدنيين ابرياء منهم اطفالا . نحن هنا حقيقة لانفعل شيئا سوى الحفاظ على حياتنا فقط من اشباح مجهولين لايعلنون عن انفسهم ولانعرف من هم .
قالت المجندة مارتا في هستريا : نحن لانعرف بالضبط مايريده بوش ورامسفيلد منا في العراق. اننا هنا لانفعل شيئا سوى فقدان اعزاء من زملائنا كل يوم ، تحصد ارواحهم اشباح لانراها . حتى جثث زملائنا لاننعم بتوديعها بعد تفحمها وضياع ملامحها. وتكون مكافأتهم القاءهم بالانهار ليلا والتخلص منهم . قالت مارتا : هل تعرف اقصى امنية لي الان ؟ هي ان اعود الى وطني بسرعة لاعيش بين اسرتي واقصى امنية ان قتلت بالعراق ان اقتل بالرصاص فقط ولاتتفحم جثتي حتى يمكن ان اعود الى وطني وتراني امي لآخر مرة . ان هذه امنيتنا الغالية هنا _ جميعنا نتمنى ان نعود احياء او جثثا ولانلقى المصير المرعب بالتخلص من جثثنا ليلا.
ليسوا زملاءنا
على باب جامعة بغداد تقف دبابة امريكية للحراسة وعليها احدى المجندات وقد دخلت في صداقة مع شقيقة سائق سيارتي التي سألتها بالنيابة عن : كيف وامريكا بلد الحضارة وحقوق الانسان تسمحون بالتخلص من جثث زملائكم بالجيش والقائهم بالانهار والصحارى المهجورة ؟ اجابتها المجندة في غطرسة واحباط : هؤلاء ليسوا زملاءنا. انهم متطوعون مرتزقة انضموا الينا بعقود وروط خاصة على امل الحصول على الجنسيةالامريكية ومن ضمن الشروط التي وقعوا عليها هي عدم احقية اسرهم الذين يقيمون بطرق غير مشروعة في امريكا في المطالبة بجثثهم وارسالهم لذويهم في حالة تعذر ذلك ولكن ربما تنعم اسرهم بالقوز بالحلم الذي مات من اجله ابنهم وهوالحصول على الجنسية الامريكية.
ومن بين اجابة المجندة الامريكية ان هؤلاء في رأيها لايستحقون العودة كجثث الى الوطن لأنهم في آخر الامر مرتزقة بلا قضية يقاتلون من اجلها مثلما تؤمن هي وزملاؤها من افراد الجيش الامريكي ، فهم درجة ثانية من الناس وليست لهم اية حقوق ويستحقون ان تلقى جثثهم في الصحاري. وهي تراهم نقطة ضعف كبيرة في الجيش الامريكي وافعالهم وهروب بعضهم سبب مباشر في انهيار الحالة النفسية للجيش الامريكي في العراق !
ماهو أكثر المواقع الامريكية سرية في العراق؟
في قصر المؤتمرات ببغداد مقر المركز الاعلامي الامريكي اجاب ضابط الاتصال تحت الحاحي على السؤال مؤكدا عدم ذكر اسمه قائلا : ان قرار التخلص من الجنود المشوهين وكذلك الجنود المرتزقة بهذه الطريقة الوحشية هو قرار داخلي كما يقال صادر عن القيادة العامة لقوات التحالف بمقرها بقطر ولاتعلم عنه الادارة الامريكية شيئا ولكنني اؤكد بيقين انه قرار اجمعت عليه الادارة الامريكية بكاملها . وذلك بحجة عدم انهيار شعبية الرئيس بوش في هذه المرحلة الحرجة من حملة الانتخابات لفترة رئاسة ثانية يحلم بها وحتى لايثور الرأي العام الامريكي في حالة ارسال جميع الجثث الى ذويهم ويتبينون ضخامة الخسائر في العراق وحتى لاتضيع احلام مؤيدي الرئيس بوش في فترة رئاسة ثانية وكذلك تضيع منهم كعكة العراق التي لم يهنأوا بالتهامها بعد بسبب تفجيرات خطوط النفط. اكد الضابط الامريكي ان مايجري لجثث الجنود الامريكان جريمة انسانية لايشفع لها أي مبرر وهو القرار الذي يتخفون وراءه بعدم ارسال الجثث المتفحمة الى اهاليهم في امريكا لأن النيران اتت على ملامحهم ولن تفيد معهم مراسم الوداع الاخير.

اكد الضابط الامريكي : ولكن اذا كان اخفاء الجثث من اجل اخفاء الحقائق يجعلهم يفلتون ، فإن ارسال الجرحى الى المستشفيات بأمريكا يوميا يفضحهم فنحن نرسل يوميا الىامريكا اكثر من 50 جريحا اغلبهم نجوا من الموت ولكنهم فقدوا اطرافهم واصبحوا بقايا بشر، ومنذ حرب فيتنام هذه اول اعداد ضخمة من الجرحى في الجيش الامريكي يسقطون يوميا في حرب لانعلم بالضبط ماهو المطلوب لإنهائها خاصة بعد تحقيق الهدف والقضاء على نظام صدام حسين ولايوجد الان مبرر لسقوط هذا العدد الهائل من ابناء الجيش يوميا والتخلص من الجثث بطرق غامضة . لقد تحول موقع سلاح الخدمات الطبية بمقر قيادة التحالف ببغداد الى اكبر موقع تحيطه السرية حتى لاتتسرب للقوات اعداد القتلى والجرحى وحتى لايعلم احد اين ينتهي المطاف بالاعداد الحقيقية للجثث
.
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس