بصراحة ما ينبغي لأحد أن يتحامل على تراثنا كله ويدافع عن العلمانية والمعاصرة في اطار (الحداثة) و قد رأيناها في اطار قصور (المنهجية العلمية الوضعية) تقوم بتفكيك كل شيء من الكون والطبيعة والدين والتاريخ، حتى لقد تجاوز الفكر الغربي هذا، (الحداثة)، إلى (ما بعد الحداثة)، وقام بتفكيك الذات الانسانية نفسها بعد تفكيك مسلماتها، فبرزت هذه الفوضى الحضارية المرعبة. وحين بدأت المدارس الغربية -نفسها- بنقد فكر حداثتها الاجتماعي والانساني مع بيان قدرته الفائقة على التفكيك وعجزه البالغ عن التركيب لم يتغير موقف العلمانيين أصحاب مشروع الحداثة، وقد كان عليهم أن يدركوا أن الفكر الغربي، قد دخل مرحلة (تأزيم الحلول) وأنه في حاجة الى البعد الغائب ألا وهو الغيب، و بطريقة نقية صافية لن نجدها الا في القرآن.
في المقابل، إن الغرب ليس فاسدا كله، فلا ينبغي أن ندافع عن التراث كله ومن دون تمييز في مقابل التهجم على كل ما هو فكري،غربي، حداثي، هل الفساد ينتج حضارة ؟ لا ينبغي أن نقدس التراث لدرجة أن نمارس الحياة فيه فهذا المشروع كله ناجم عن عقلية التقليد والاستنساخ التاريخي، وعقلية التقليد هذه مهما بلغت سمّاها علماؤنا منذ القرن الثاني الهجري (بعقلية العوام)، وعقلية العوام ليس من طبيعتها أن تقبل المراجعات أو النقد، وهو أساس كل عمل تراكمي هادف، فضلا عن أن تَبْنِي مشروع نهضة أو تؤسس حضارة، بل من شأن هذه الثقافة وهذا الثرات الذي نختاره أن تؤدي بنا إلى (مجتمع القطيع).. الخلاصة المرعبة أن البعض يهاجم العلمانية ليس لانه يعرف نظاما إسلاميا كاملا وله نتائج حقيقية ملموسة. ولكن لانه يفترض أن التاريخ يجب أن يعيد نفسه. والى اللقاء .
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
آخر تعديل بواسطة سيدي حرازم يطرونس ، 14-05-2009 الساعة 11:37 AM.
|