عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-12-2009, 11:53 AM   #27
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

عند تصاعد علو المد الصفوي الشيعي الإيراني منذ غزو العراق لم يكن له من مواجه ومكافح إلا تهديدات أمريكية فارغة ونوح عربي متفرق لا يتعدى الكلام إلى الفعال.
وعندما تصاعدت التدخلات والتحرشات الإيرانية وبكل صفاقة في البلاد العربية (بنفسها وعبر عملائها) وكان من آخرها مظاهرات البقيع والقطيف في الشهر الثاني من بداية هذا العام(صفر-فبراير) حتى كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وهي تصريحات لمسئول إيراني بتبعية البحرين لإيران واصفا إياها بأنها كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة. فبدأت منذ سبعة أشهر في شهر 3 (ربيع أول-مارس هذا العام) التحركات العربية العملية بقيادة السعودية عندما دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مجلس وزراء خارجية الدول العربية إلى اتخاذ موقف عربي مشترك تجاه التحدي الإيراني.
وبعد أسبوع من تصريحات الفيصل كانت بداية الردود العربية الفعلية على التعديات الإيرانية من المغرب الذي قطع علاقاته مع إيران لسعيها في تشييع المغاربة وتعديها على سيادة البحرين.
كما كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن تعاون استخباراتي عربي واسع النطاق تم مؤخرًا بين مصر واليمن والسعودية والعديد من الدول العربية أثمر عن كشف العديد من الأنشطة الاستخباراتية الإيرانية التي كانت تستهدف الدول العربية، كما كشفت عن توجيه الأنظمة العربية تحذيرات شديدة لبعض الأنظمة الإفريقية التي ثبت تواطؤها مع إيران.
ثم كانت الضربة الثانية بعد الأولى بشهر أي في شهر 4 (ربيع ثاني-إبريل) بإعلان مصر عن اعتقال خلية لحزب الله في مصر بتهمة التخطيط للقيام بإعمال إرهابية داخل الأراضي المصرية واستغلت الحكومة المصرية القضية في إحراق سمعة حزب الله عند المتعاطفين معه بمصر
ثم كانت الضربة الثالثة في شهر 5 (جماد أول- مايو) بهزيمة قاسية لحزب ولاية الفقيه في انتخابات لبنان بصورة مفاجأة وكبيرة صدمت آمال الشيعة وحلفاؤهم في الحصول على الأغلبية وحكم لبنان واتهموا السعودية بتلك الهزيمة عبر دعمها المادي والمعنوي لحلفائها وسبق للسعودية التمهيد لهذه الهزيمة الانتخابية عبر هجوم إعلامي كاسح على حزب الله إثر عدوانه قبل هذه الانتخابات بسنة على مناطق أهل السنة في بيروت
واستمرت التحرشات الإيرانية بالعرب عبر تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية وتحرشات أخرى زاد أوارها تخلخل الجبهة الداخلية الإيرانية بعد الانتخابات الرئاسية في شهر6 (جماد ثان- يونيو) فكان الحل الإيراني بنقل المشكلة الداخلية إلى ساحات خارجية والهروب إلى الأمام بتفجير الحرب الحوثية السادسة مع الحكومة اليمنية في منتصف شهر 8 (شعبان- أغسطس) في ثلاث محافظات يمنية
وبعدها بأسبوعين كانت محاولة اغتيال الأمير محمد في شهر 9 (بداية رمضان – أواخر أغسطس) على يد القاعدة انطلاقا من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
ولماذا جرت محاولة الاغتيال بعد أسبوعين من بدء حرب الحوثيين والحكومة اليمنية واتهام الحوثيين للسعودية بدعم الحكومة اليمنية بالسلاح؟؟
وهذا الحدث يذكرنا بحدث تاريخي سابق وهو محاولة قتل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن عند الكعبة عام 1353 على يد ثلاثة من شيعة اليمن.
كما سبقه اغتيال أحد شيعة العراق للإمام الملك عبدالعزيز بن محمد بن سعود وهو ساجد في صلاة العصر في الدرعية عام 1218
وكان القيادي السابق بالقاعدة محمد عتيق العوفي الذي سلم نفسه للسلطات الأمنية اليمنية ومنها للسعودية قد قال في 27 من مارس الماضي في حديثه للتليفزيون السعودي مدللاً على علاقة تربط بين إيران والقاعدة في اليمن عبر الحوثيين: "الحوثيين أتوا وتكلموا شخصياً، قالوا تريدون بالملايين إحنا نأتيكم من قبل إيران)
وعبور عناصر القاعدة من اليمن للسعودية يتم عبر محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون
لكن القاعدة أصدرت شريطا صوتيا بلسان أحد قادتها في اليمن ضد الحوثيين رغم علاقة القاعدة الجيدة بإيران وعدم تعرضها لإيران رغم أنها الأعظم إجراما في نصرة الصليبيين ضد المسلمين فهل يشير ذلك لوجود اختلاف بين أجنحة القاعدة في اليمن لأن المتواجد في الشمال يعاني كما يعاني أهاليهم من مظالم الحوثيين فشاركوا في الحرب ضد الحوثيين ؟ مع ملاحظة أن البيان صدر من أحد قادة قاعدة اليمن وسط صمت القيادة العامة وخاصة الظواهري الذي لا يترك حدثا بلا حديث لكنه صمت الآن لأن المشكلة بين الأهل وإيران.
وقد ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية في عددها الصادر في 2 أيلول/ سبتمبر الماضي أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يقوم بتجنيد عناصر من "القاعدة" في الحرب التي يخوضها ضد الحوثيين. وكل ذلك وسط كلام عن اتفاقات أسفرت عن إطلاق المئات من أعضاء "القاعدة" من السجون اليمنية.
هذا بالإضافة لضغط العداء الكبير للحوثيين في اليمن والسعودية والحملة الإعلامية عليهم فكان لابد للقاعدة من البراءة منهم لئلا تفقد المزيد من مؤيديها
وعندما كثر الحديث الإعلامي عن تخطيط السعودية لتوجيه ضربة رابعة للنفوذ الإيراني في العراق عبر الانتخابات البرلمانية القادمة كما فعلت في لبنان وذلك بتشكيل حلف انتخابي (علاوي والمطلك) معاد لإيران يكتسح الانتخابات بدعم مادي ومعنوي سعودي عندها زاد التوتر الإيراني لاسيما بعد إعلان تشكيل ذلك التحالف في 28 أكتوبر
(المالكي هاجم السعودية عليها بعد ساعات من مغادرة علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني لبغداد، واتهمها بالتآمر على العملية السياسية واتخاذ مواقف وصفها بالعدائية من حكومته)
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس