سُكُوتِيَ إِنشادٌ وَجُوعِـيَ تـخمَـةٌ
وَفِي عَطَشي ماء وَفِي صَحوَتِي سكرُ
وَفِي لَوعَتِي عُرسٌ وَفِي غُربَتِـي لقـاً
وَفِي باطِنِي كَشفٌ وَفِي مَظهَري سترُ
وَكَم أَشتَكي هَمّاً وَقَلبِـي مُفاخـرٌ
بِهَمِّي وَكَم أَبكِـي وَثَغـريَ يَفتـرُ
وَكَم أَرتَجي خِلاً وَخِلِّـي بِجانِبِـي
وَكَم أَبتَغي أَمراً وَفِي حَوزَتِي الأَمـرُ
وَقَد يَنثُـرُ اللَّيـلُ البَهيـمُ منازِعِـي
عَلَى بسطِ أَحلامِي فَيَجمَعُها الفَجـرُ
نَظَرتُ إِلَى جِسمِي بِمِرآةِ خاطِـرِي
فَأَلفَيـتُـهُ رُوحـاً يُقَلِّصُـهُ الفِكـرُ
فَبِي من بَرانِي وَالَّذِي مَـدَّ فسحَتِـي
وَبِي المَوتُ وَالمَثوَى وَبِي البَعثُ وَالنَشرُ
فَلو لَم أَكُـن حَيّاً لَما كُنـتُ مائِتـاً
وَلَولا مُرامُ النَّفسِ مَا رامَنِـي القَبـرُ
وَلَمَّا سَأَلتُ النَّفسَ مَا الدَّهرُ فَاعِـلٌ
بِحَشدِ أَمَانِينا أَجَابَـت أَنَـا الدَّهـرُ
جبران خليل جبران