عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-08-2008, 01:19 AM   #27
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

محمود درويش في حواره مع الفضائية اللبنانية

رصد وتحرير : محمود الظاهر









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية



في حواه المطول ضمن برنامج " حوار العمر " الذي بثه تلفزيون ال " ل بي سي " اللبناني تطرق الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش إلى الكثير من مفاصل تجربته الشعرية والنضالية والسياسية, وقد كان في إجاباته على المفصل السياسي من هذا الحوار, وارتباط شعره بهذا المفصل توهج ووعي لا التحليلات السياسية السائدة التي لا تعرف الآخر ولا تعيه, لذلك كان لا بد من رصد هذا الحوار السياسي الهام, وتقديمه لقراء الدستور باعتباره وثيقة واعية من مبدع كبير قادر على إيصال خطابه إلى مختلف فئات المجتمع العربي.

سؤال الحرية.. سؤال الجمال...

احب أن أبقى مستمراً في اسر نفسي في سؤال الحرية وسؤال الإبداع الذي يثبت الأرض في اللغة ويجعل المنفى نمطيا, حين يجعل الوطن مكاناً لتفتح حق الناس في الإبداع, وفي الفرح بالحياة والدفاع عن كرامتهم, ونحن نؤسس جميع مشروعا جماليا لا يهدف إلى اكثر من دعم فكرة أن بوسع الجمال أن ينقذ العالم وينقذ الفرد.




سؤال الشعر.. سؤال الإنجاز

أنا انزعج من شيء واحد, أن تعرف بطاقتي الشعرية بالبعد السياسي فقط, منذ أربعين عاما وما زلت أعاني من ملاحقة قصيدة معينة, من جهة أخرى فأنا لا أستطيع أن امنع الناس من امتلاك نصهم الشعري الخاص بهم, لام القصيدة عندما تكتب تصبح ملك القارئ الذي يعيد كتابتها من خلال التعامل معها, وأي نص غير مقروء هو نص ميت فإذا كان القراء يجدون أنفسهم أو حنينهم أو صلابتهم الذاتية في نصوص لا احبها كثيراً, فليس من حقي أن اعتدي على هذه العلاقة, مع أن الشاعر يتمتع بأنانية أن يجر الناس إلى احدث إنجازاته في الشكل أو التعبير أو في البنية الشعرية الجديدة فأنا قد تدربت عن الكف عن الشكوى.

سؤال الجمال.. سؤال الأخلاق

أخاف من شعري وعلى شعري, أخاف من شعري انه قد يغريني بالعثور على تعويض عما هو خارج الشعر, وقد يؤسس لي عالمي المتخيل الذي تمكنت من بنائه وفقا لقائمة متطلباتي ورغباتي وحريتي, وبالتالي قد يصبح البحث عن جماليات الشعر ذا نزعة غير إنسانية أحياناً بمعنى أن هناك شعر ضميري, كيف نحول هذا الضمير إلى جماليات, هذا سؤال أخلاقي مطروح على أي شاعر يحدق في المسألة, أخاف من شعري أيضا أن ينمطني بأن يخلق لي صورة تعيق التواصل الإنساني العادي بيني وبين الآخرين, لان شخصية شعري ربما تكون غير مماثلة تماماً لشخصيتي العادية, فأحيانا يتعامل معي الناس على أساس أنني شاعر على طول الخط اكتب الشعر على مدى أربع وعشرين ساعة, مع إنني أحيانا لا اكتب أربعاً وعشرين ساعة في العالم صحيح أنني شاعر, لكن بقية حياتي عادية فيها الضعف وفيها القوة وفيها المشاعر الإنسانية والمتطلبات العادية, وقد يشكل سلوكي العادي صدمة أمام من لا يجد تفريقاً بين الشاعر وبين الناس فمسألة تخلق للشاعر صورة ليست قريبة من الحقيقة.

الشعر حالة والشاعر يتغير ويغير نفسه, يتعذب ويفرح, فصورة الشاعر عند العرب بشكل خاص ما زالت منزهة عن أي سلوك يؤذيها, هذا هو خوفي من الشعر, أما خوفي على الشعر فهو خوف من نضوب الشعر, فنحن معشر الشعراء داخلون في مخاطرة لا ضمانات على الاستمرارية, ولا ضمانات للنجاح, وأنا أتحدث عن نفسي فأقول أنني في كل مرة اكتب فيها قصيدة, اذهب للكتابة كأنني أتعلم كتابة الشعر لأول مرة, وفي كل مرة اعتبر نفسي أنني أكتب القصة الأخيرة, إذن هناك دائماً توتر وقلق وصراع مع مجهول, ومع طاقة غير مسيطر عليها, إذن هناك مغامرة دائمة, وخوف دائم من الشعر وعلية.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس