عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-12-2009, 08:23 PM   #1
سلفيوم
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
الإقامة: ليبيا العظمى
المشاركات: 1,483
Post المصريون عرب وليسوا فراعنة

المصريون عرب وليسوا فراعنة (1)
1بقلم: علي العمري
راح معلقوا المباريات, ومقدموا البرامج الرياضية عبر الفضائيات خلال موسم البطولة الإفريقية لكرة القدم يرددون على المسامع مصطلح الفراعنة وأولاد الفراعنة في إشارة إلى لاعبي الفريق المصري, وهي شنشنة تعودناها من بعض أبواق الإعلام المصري في زمن الهزيمة والرجعية والإنغلاق على الذات.
على أن فكرة فرعنة مصر هذه فكرة أوجدها المستعمر الغربي بغية طمس هوية هذا البلد العظيم وقطع الصلة بينه وبين محيطه العربي, وللأسف فقد تلقاها وناضل عنها مفكرون وأدباء وسياسيون كبار من أمثال محمد لطفي السيد وتوفيق الحكيم وغيرهم حتى وصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بإحلال المصرية الدارجة محل العربية الفصحى إلا أن هذه الدعوة الشاذة ظلت شاذة ولم تلق أذنا مصغية حتى من من ناصر عزل مصر كالدكتور طه حسين وذلك قبل أن يعود ويأكد على عروبتها في كتاباته المتأخرة.
ومع قيام الثورة المصرية المجيدة بزعامة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر -وهو رجل عروبي مخلص- لم تجد هذه الأفكار الشاذة سبيلا إلا إلى التراجع والاضمحلال والموت غير أنها ما لبثت أن بعثت من جديد على يد خلفه الذي انقلب على العروبة وأوقع بدعاتها وأدخل مصر في زمن آخر يعرف في الأدبيات القومية بزمن الردة.
ونحن إذا تركنا السياسة جانبا ووجهنا أنظارنا صوب الإعلام المصري بشقيه الرسمي والخاص, سندرك مدى تغلغل هذا التيار المرتد عن عروبته في المأسسة الإعلامية المصرية من خلال ثلاثة ملامح:
الأول: انكفاء هذا الإعلام على نفسه فلا تكاد ترى في هذا الإعلام إلا ما هو مصري خالص أما ما هو عربي فيندر أن تراه أو تقرأه أو تسمعه.
الثاني: اعتماد المصرية الدارجة إعلاميا على نطاق واسع ومنظم إلى درجة معاودة دبلجة أفلام “الكارتون” بالعامية المصرية رغم توفرها بالعربية الفصحى.
الثالث: محاولة ترسيخ فكرة انتماء المصري الحالي إلى السلالة الفرعونية (لا يوجد هنالك سلالة فرعونية) من خلال المقالة والخبر والبرنامج الحواري.
ولقد ترك هذا الدور التخريبي أثره البالغ في الحياة الثقافية والاجتماعية المصرية فلم يعد من الغريب أن تلتقي بمصري ينكر عروبته ويدعي الانتساب إلى الفراعنة رغم أنه يتحدث العربية ويدين بالإسلام, وكأن العروبة عار أو كأن الفراعنة أعظم من العرب!!!
ولست ألوم مثل هذا الشخص فما هو إلا ضحية من ضحايا أكبر عملية تزوير للحقائق وتزييف للهوية لا تنطلي إلا على البسطاء وأنصاف المثقفين أما المثقف الواعي فهو لن يعطيك بطاقته الشخصية مقابل شهادة وفاة حتى ولو كانت هذه الشهادة تعود إلى الإسكندر المقدوني…
المثقف الواعي لن يقبل أن تستبدل هويته الحية بلغتها وثقافتها ودينها بهوية مية ماتت وشبعت موتا منذ آلاف السنين, ولست أنا الذي قرر موتها بجرة قلم بل الواقع, فأي أفراد الشعب المصري ذلك الذي يتحدث بلغة مصر القديمة أو يمارس طقوسها أو لا يكابر الحقيقة العلمية وهو يزعم بأن ما يجري في عروقه هو دم فرعوني؟.
وهذا لا يعني أنني أحط من شأن هذه الحضارة العبقرية لكنني أرى أنها ينبغي أن تأخذ مكانها الطبيعي هناك في متحف التاريخ إلى جانب أخواتها من الحضارات الخلاقة الفانية, أما أن تبنى عليها الثقافة ويتحرك في فلكها الإعلام وتنشأ باسمها الأحزاب السياسية (الحزب الفرعوني) فهذا لا يعدو أن يكون بناء على جرف هارٍ ما إن تتغير توجهات السياسة المصرية حتى ينهار كل ذلك ويذهب أدراج الرياح.


__________________

سلفيوم غير متصل   الرد مع إقتباس