لابد أن أوضح لكِ أمراً مهماً ، ألا وهو :
إن التوراة والإنجيل قد وكل الله تعالى مهمة حفظها للأحبار والرهبان ، فلم يقوموا بهذه المهمة بشكل صحيح ، وحدث تحريف في التوارة والإنجيل ( باعتراف القساوسة أنفسهم ) وحدث تنقيح مرات ومرات لتلك الكتب ، وأضيفت أشياء وحذفت أشياء ، حتى ان النسخة الأصلية لهما غير موجودة الآن .
أما بالنسبة للقرآن الكريم ، فلما كان آخر الكتب السماوية ، ولما كانت رسالة الإسلام آخر الرسالات فقد تكفل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم ، ولم يكل هذه المهمة إلى علماء الإسلام ولا غيرهم ، بل تكفل سبحانه بحفظ كتابه ، وتجدين ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
ولو ذهبتِ إلى تركيا ربما يتيسر لكِ الاطلاع على النسخة الأصلية للمصحف العثماني ،
وهذا أمر يشهد به علماء الغرب قبل علماء الإسلام : أعني أن القرآن الكريم هو الكتاب الباقي من غير تحريف ولا تبديل منذ عصر صدر الإسلام إلى الآن . بخلاف أي كتاب آخر من الكتب التي يقدسها أصحابها .
وكما سبق ذكره : فإن الإنسان يتحمل مسؤولية اختياره ، فلو أن شخصاً اختار اليهودية في زمن نزول التوراة أو بعده ، ولكن قبل تحريفها ، فإن إيمانه بها واتباعه لها يكون سبباً في دخول الجنة ، وكذلك النصرانية ،
أما لو آمن شخص باليهودية أو بالنصرانية ( بعد تحريفهما )
ويكون هذا الشخص قد بلغته دعوة الاسلام ، بشكل واضح تقوم به الحجة ،
ثم لم يؤمن بالإسلام ولا بالقرآن ، فإنه لا عذر له عند الله ...
وسيكون من أهل النار لو مات على ذلك