عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-10-2018, 05:20 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي

"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم "المعنى والذين أتوا من بعدهم يدعون إلهنا اعفو عنا وعن إخوتنا الذين سارعوا للتصديق ولا تضع فى نفوسنا كراهية للذين صدقوا إلهنا إنك نافع مفيد ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين جاءوا من بعدهم والمراد أن الذين أسلموا من بعد المهاجرين والأنصار قالوا :ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان والمراد خالقنا ارحمنا وإخواننا الذين سارعوا للتصديق وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله أن يترك عقابهم وعقاب المؤمنين السابقين على ذنوبهم فيرحمهم بهذا ،ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا والمراد ولا تضع فى صدورنا بغض للذين صدقوا بحكم الله وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله أن يزيل من أنفسهم أى كراهية للمؤمنين فى المستقبل ،ربنا إنك رءوف رحيم والمراد إلهنا إنك نافع مفيد للمؤمنين .
"ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون "المعنى ألم تعرف بالذين تذبذبوا يقولون لأصحابهم الذين كذبوا من أصحاب الوحى :لئن طردتم لنذهبن معكم ولا نتبع فيكم حكم أحد دوما ولئن حوربتم لنؤيدنكم والرب يعرف أنهم لمفترون ،يسأل الله نبيه (ص) ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب والمراد ألم تدرى بالذين ترددوا بين الكفر والإسلام يقولون لأصحابهم الذين كذبوا بحكم الله من أهل الوحى السابق :لئن أخرجتم لنخرجن معكم والمراد لئن طردكم المسلمون من دياركم لنذهبن معكم إلى أى مكان تريدون ولا نطيع فيكم أحد أبدا والمراد ولا ننفذ فيكم حكم أحد دائما وهذا يعنى أنهم سيذهبون مهاجرين مع الكفار إن طردهم المسلمين ولن ينفذوا أمر الرسول (ص)فيهم ،ولئن قوتلتم لننصرنكم والمراد وإن حوربتم لنؤيدنكم وهذا يعنى أنهم سيحاربون المسلمين إن حارب المسلمون الكفار،والغرض من السؤال إخباره بنية المنافقين السيئة ويبين له أنه يشهد أنهم لكاذبون والمراد أنه يعلم أن المنافقين مفترون يقولون الكذب والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون "المعنى لئن طردوا لا يذهبون معهم ولئن حوربوا لا يؤيدونهم ولئن أيدوهم ليعطون الظهور ثم لا يساعدون ،يبين الله لنبيه (ص)أن أهل الكتاب إن أخرجوا أى طردوا من مساكنهم على يد المسلمين فالمنافقين لا يخرجون معهم أى لا يسافرون معهم تاركين مساكنهم وإن قوتلوا لا ينصرونهم والمراد وإن حوربوا لا يعاونوهم على حرب الناس لهم وإن نصروهم ليولن الأدبار والمراد وإن عاونوهم فى الحرب ليعطون الظهور والمراد ليهربون من ميدان المعركة وهذا يعنى أنهم لا ينصرونهم فى الحرب ولو نصروهم فسيكون هذا لمدة قليلة جدا ثم يهربون تاركين إياهم للعدو وهم لا ينصرون أى لا يعاونون أحدا والخطاب للنبى(ص).
"لأنتم أشد رهبة فى صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون "المعنى لأنتم أعظم قوة فى نفوسهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفهمون،يبين الله للمؤمنين أنهم أشد رهبة فى صدورهم من الله والمراد أنهم أكبر أذى فى نفوسهم من الله وهذا يعنى أن الكفار يعتقدون أن أذى المؤمنين أعظم من أذى الله ولذا فهم يخافون منهم أكثر من خوفهم من الله وذلك أى السبب أنهم قوم لا يفقهون أى "قوم لا يعقلون"كما قال بنفس السورة والمراد أنهم ناس لا يفهمون الحق والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون "المعنى لا يحاربونكم كلهم إلا فى قلاع واقية أى من خلف حواجز ،أذاهم بينهم عظيم ،تظنهم متحدين ونفوسهم مختلفة ذلك بأنهم ناس لا يفهمون ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار من أهل الكتاب وهم اليهود لا يقاتلونهم جميعا إلا فى قرى محصنة والمراد لا يحاربونهم كلهم إلا وهم وراء قلاع مشيدة لحمايتهم وفسر هذا بأنه من وراء جدر أى من خلف حواجز واقية من الأذى،وبأسهم بينهم شديد والمراد وأذاهم لبعضهم البعض كبير إذا اختلفوا فيما بينهم،ويبين للنبى (ص)أنه يحسبهم جميعا والمراد أنه يظنهم كلهم متحدين ولكن فى الحقيقة قلوبهم شتى أى نفوسهم مختلفة الأغراض وذلك وهو السبب هو أنهم قوم لا يعقلون والمراد أنهم ناس لا يفقهون أى لا يطيعون حكم الله والخطاب حتى شديد للمؤمنين وما بعده للنبى (ص)وما بعده له وما بعده
"كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم "المعنى كشبه الذين سبقوهم واقعا صلوا عقاب كفرهم ولهم عقاب مهين ،يبين الله لنبيه (ص)أن اليهود كمثل الذين من قبلهم قريبا والمراد أن عقابهم كعقاب الذين سبقوهم واقعا بهم وقد ذاقوا وبال أمرهم والمراد وقد صلوا عقاب كفرهم فى الدنيا ولهم عذاب أليم أى ولهم عقاب شديد مصداق لقوله بسورة النور"ولهم عذاب شديد "فى الآخرة .
"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما فى النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين " المعنى كشبه الهوى لما قال للفرد كذب فلما كذب قال إنى معتزل لك إنى أخشى الرب خالق الكل فكان جزاءهما أنهما فى جهنم مقيمين فيها وذلك عقاب الكافرين،يبين الله أن شبه المنافقين واليهود كمثل الشيطان وهو الهوى أى الشهوات إذ قال للإنسان والمراد لما قال للفرد وهو صاحبه :اكفر أى كذب حكم الله ويشبه هذا قول المنافقين" لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا ولئن قوتلتم لننصرنكم "فلما كفر أى كذب الإنسان قال الهوى :إنى برىء منك أى إنى معتزل لك وهذا شبه ترك المنافقين لليهود لما حوربوا وطردوا دون نصر ،إنى أخاف الله رب العالمين والمراد إنى أخشى الرب خالق الجميع ،فكان عاقبتهما وهو جزاءهما أنهما فى النار خالدين فيها والمراد أنهما فى جهنم مقيمين فيها وهذا يعنى دخول المنافقين واليهود النار وذلك جزاء الظالمين أى والنار عقاب الكافرين مصداق لقوله بسورة البقرة "جزاء الكافرين".
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"المعنى يا أيها الذين صدقوا أطيعوا الرب ولتعلم نفس الذى عملت للمستقبل واتبعوا الرب إن الرب عليم بالذى تفعلون ،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول :اتقوا الله أى "أطيعوا الله"كما قال بسورة التغابن والمراد اتبعوا حكم الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد والمراد ولتعرف نفس الذى عملت للحصول على جنة القيامة واتقوا الله أى اتبعوا حكم الله إن الله خبير بما تعملون والمراد إن الرب عليم بالذى تفعلون مصداق لقوله بسورة يونس"إن الله عليم بما تفعلون"والخطاب للمؤمنين.
"ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون "المعنى ولا تصبحوا كالذين عصوا الله فأتركهم ذواتهم أولئك هم الكافرون،يطلب الله من المؤمنين ألا يكونوا كالذين نسوا الله والمراد ألا يصبحوا كالذين خالفوا حكم الله فأنساهم أنفسهم والمراد فأتركهم العمل لنفع أنفسهم أولئك هم الفاسقون أى الكافرون أى الظالمون والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون "المعنى لا يتساوى سكان الجحيم وسكان الحديقة،سكان الحديقة هم المفلحون،يبين الله للمؤمنين أن أصحاب النار وهم سكان الجحيم لا يستوون أى لا يجازون نفس جزاء أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة لأن أصحاب الجنة وهى الحديقة هم الفائزون أى المفلحون أى المرحومون .
"لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون "المعنى لو أوحينا هذا الكتاب إلى جبل لعلمته متبعا مطيعا من خوف الرب وتلك الأحكام نبينها للخلق لعلهم يفقهون،يبين الله لنبيه (ص)أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل والمراد لو ألقى هذا الوحى إلى جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله والمراد لعرفته مطيعا متبعا من خوف عذاب الله ويبين له أن تلك الأمثال وهى الأحكام أى الآيات نضربها للناس أى نبينها للخلق لعلهم يتفكرون أى يطيعون الأحكام مصداق لقوله بسورة البقرة "كذلك يبين الله آياته للناس "والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
"هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم "المعنى هو الرب الذى لا رب إلا هو عارف الخفى والعلن هو النافع المفيد الذى لا رب إلا هو الحاكم المسبح له الخير المصدق المسيطر الناصر المنتقم العظيم تعالى الرب عما يعبدون هو الرب المنشىء الخالق المشكل له الأحكام النافعة يطيعه من فى السموات والأرض وهو الناصر القاضى ،يبين الله لرسوله (ص) أن الله الذى لا إله أى لا رب إلا هو عالم الغيب والشهادة والمراد عارف الخفى وهو السر والعلن وهو المعروف لبعض الخلق هو الرحمن الرحيم أى النافع المفيد للخلق الملك أى الحاكم المتصرف فى الكون القدوس أى المسبح له من الخلق السلام أى الخير وهو صاحب النفع ،المؤمن وهو المصدق لكلامه وخلقه الصادقين ،والمهيمن وهو المسيطر على الكون العزيز وهو الناصر لمطيعيه الجبار وهو الباطش أى المنتقم من عدوه المتكبر وهو صاحب الكبرياء وهى العظمة الخالق وهو المنشىء البارىء وهو الخالق المصور وهو المشكل للخلق،ويبين له أن سبحان الله عما يشركون أى تعالى الرب عن الذى يعبدون أى يصفون مصداق لقوله بسورة الأنعام "وتعالى عما يصفون" ويبين له أن له الأسماء الحسنى وهى الأحكام النافعة للخلق إذا أطاعوها وهو يسبح له أى يطيع حكمه أى يسجد أى يسلم له من فى السموات والأرض مصداق لقوله بسورة النحل "لله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض "وهو العزيز أى الناصر لحكمه الحكيم أى القاضى بالحق
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس