عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-10-2022, 09:56 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي

أمّةَ الإسلام، إنَّ الرابطة الحقيقيّةَ التي يجتمِع عليها أهلُ الإسلام فتجمَع المتفرِّق وتؤلِّف المختلِف هي رابطةُ "لا إله إلا الله محمّد رسول الله"، فعليها يجِب أن يوالُوا، وبها يحِبُّون، وبها تصبِح مجتمعاتهم كالجسَد الواحِد وكالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا."
وتحدث عن كون الكلمة هى التى تربط بين أهلها فقال :
"إنها رَابِطةُ العقيدةِ التي تَضمَحِلّ معها كلُّ وشيجَةٍ، وتتهاوى دونها كلُّ صِلَة، بها تتوحَّد الصفوف وتتألَّف القلوب، تجمَع القلوبَ المتنافِرَة، وتؤلِّف بين الشعوبِ المتناثِرَة. رابِطةٌ تتضاءَل أمامَها الشِّعارَاتُ القَبليّة والدعواتُ العنصريّة والانتماءات الحِزبيّة. رابِطةٌ مُقتضاها أن تحبَّ لأهلِ الإيمان ما تحِبّ لنفسك من الخَير على حدِّ قوله : ((لا يؤمِن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسه)) رواه البخاري، وفي لفظ: ((حتى يحبَّ لأخيه المسلم من الخير ما يحبّ لنفسه)) ، قال ابنُ حجَر رح: "الخيرُ كلِمة جامعة تعمُّ الطاعاتِ والمباحاتِ الدنيويّة والأخروية". ومِن ذلك ـ عبادَ الله ـ أن يبغِض المسلم لأخيهِ ما يبغِض لنفسه من الشرّ، يتألَّم لألمه، ويحزن لحزنه، قال : ((المسلِم من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه)) رواه البخاري."
والأحاديث السابقة باطلة فالمسلم المفروض أن يحب لأخيه ما يحبه الله لهما وليس ما يحب لنفيه خيرا كان أو شرا
وأما كون الإسلام سلامة المسلم من لسان المسلم ويده فقول باطل لأنه يقصر السلامة على المسلمين فقط بينما مطلوب سلامة المعاهدين وسلامة المخلوقات ألأخرى كما أنه يبيح إيذاء المسلم لغيره مسلما أو كافرا أو نوع أخر بالنظر والسمع والرجل والفرج
وأعاد الكلام بألفاظ ثالثة وهى كون التوحيد أخلاق وآداب ومبادىء فقال :
"إخوةَ الإسلام، للآدابِ والأخلاق صِلةٌ وثيقَة بعقيدةِ الأمّة ومبادِئِها، بل هي التّجسيدُ العَمَليّ لقِيَمها ومُثُلها، فأهل "لا إلهَ إلا الله" ذوو قِيَم عاليةٍ وأخلاقٍ نبيلة، لهم محاسِنُ لا تُجارَى وفضائِلُ لا تُبارَى، ذوو رحمةٍ وإحسان ورِفقٍ بالمخلوقِين، ذوو عَطفٍ وجودٍ وكَرَم وسَخاءٍ بجميعِ المسلمين، وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195]، وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة:83]. والرحيم المشفِق سيِّد الخَلق يقول : ((مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتعاطُفِهم وتراحمِهم كمَثَل الجسدِ الواحِد، إذا اشتَكى منه عضوٌ تداعى له سائِر الجسَد بالسَّهر والحمّى)).
أهل "لا إلهَ إلا الله" أهلُ عدلٍ وإنصافٍ وإصلاح، ولذا فكلُّ تصرّفٍ خَرَج عن العدلِ إلى الجَور وعن الرحمةِ إلى القَسوة وعن المصلحة إلى المفسدةِ وعن الحِكمة إلى العبث فليس من الإسلامِ في شيء، كما نصَّ على ذلك العلاّمة ابن القيم "وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]."
والغريب فى الكلام السابق أن يتحدث عن ابن القيم وكأنه الله فيجعل كلامه نصا بدلا من أن يكون النص هو كلام الله وهو كلام منافى للتوحيد فهو حتى لم يقل الرسول(ص) بالكلام المنزل عليه وإنما جاء بكلام إنسان لم ينزل عليه وحى حتى يكون كلامه نصا ؟
ثم أوصانا بتقوى الله وهى معنى رابع للتوحيد فقال :
"أمّا بعد: فيا أيها المسلمون، أوصيكم ونفسِي بتقوى الله عزّ وجلّ، فهي وصيّة الله للأوّلين والآخرين"
وآتانا حسين الشيخ بما ليس من كلمة التوحيد وهو تسمية المسلمين أهل السنة والجماعة وهى ملمة اخترعها الفقهاء ولم ترد فى كتاب الله وحتى السنة التى يعتمدون عليها دون القرآن لم ترد فيها تلك التسمية إلا فى حديث قالوا عنه أنه منكر
وقد قال :
"إخوةَ الإسلام، مِن عقائدِ أهلِ السنة والجماعة تسميَتُهم أهلَ القِبلة مسلمِين مؤمنين ما دامُوا بما جاءَ بِهِ النبيّ معتَرفِين، وله بكلِّ ما قال وأخبر مصدِّقين، قال : ((من صلَّى صلاتَنا واستقبَلَ قِبلتَنا وأكل ذبيحَتَنا فذلك المسلِم، له ذِمّة الله وذمّة رسوله، فلا تخفروا اللهَ في ذمّته)) أخرجه البخاري.
ومِن عقائدِ أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفِّرون أحدًا من أهلِ القبلة يقول: "لا إله إلا الله" إذا أتى بذنب ما لم يستحلَّه، فمِن الإفكِ العظيمِ والبهتانِ المبينِ إطلاقُ التّكفير لأهل "لا إله إلا الله"، بدون برهانٍ من القرآنِ الكريمِ ولا منَ السنةِ المطهّرة وإجماع المسلمين المعتَبَر، فرسولنا يحذِّر من ذلكَ بقولِهِ: ((إذا قالَ الرّجل لأخيه: "يا كافر" فقد باء بها أحدُهم، إن كانَ كمَا قالَ وإلاّ رجَعت عليه)) متفق عليه."
وتسمية أهل القبلة لا تتعلق بالمسلمين وحدهم لأن كفار قريش والعرب كانوا يتجهون لنفس القبلة كما قال تعالى :
" وما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية"
ومن ثم هذا الاسم لو أخذناه كما قالوا لدل على المسلمين والكفار مها ومن ثم لا يجب أن يكفر كفار قريش طبقا لهذا الاسم
وهناك طوائف كافرة فى العالم تعتبر الكعبة هى قبلتها
وتحدث عن عدم تكفير المسلم فقال :
"ولأهل العلم في بيانِ قوله : ((وإلاّ رجعت عليه)) أقوال، أشهرها أنَّ ذلك محمولٌ على من استحلَّ التكفيرَ فيبوء حينئذٍ بالكفرِ، وقيل: المعنى: رجعَت عليه نقيصتُه لأخيهِ ومَعصيَةُ تكفيرِه إيّاه، وقيل: إنّ ذلك يؤول به أي: إنّ تكفيرَه لأخيه المسلم يبوء به إلى الكُفر؛ لأنّ المعاصي بريد الكفر، وقيل: معناه: فقد رجع عليه تكفيره؛ لكونه جعل أخاه المؤمنَ كافرًا، فكأنه كفرّ نفسه، إمّا لأنّه كفَّر من هو مثلُه، وإمّا لأنّه كفّر من لا يكفِّره إلاّ كافِرٌ يعتقِد بطلانَ دينِ الإسلام.
فاجتنِبوا التكفيرَ لأهل الإسلام ولأهل "لا إلهَ إلا الله"، ولا يخوض في ذلكَ إلاّ عالم ربّانيّ متمرِّسٌ على كتابِ الله جل وعلا وسنّةِ رسوله وعلى درايةٍ بإجماع المسلمين."
والتكفير كحكم لا يمكن تجنبه وإلا تسبب تجنبه فى الفوضى التى نعيش فيها فأصبح السارق والزانى والقاتل وكل من يرتكب المعاصى عند القوم مسلم وهو كافر حتى يتوب من جرمه
التكفير كحكم مرتبط بالقضاء ولكن من يثبت تلك الجرائم هم الشهود على من فعل الجرم
وتحدث عن أن كلمة التوحيد تعصم صاحبها من القتل فقال:
"إخوةَ الإسلام، "لا إله إلا الله" كلمَةٌ عظيمَة تعصِم قائلَها من أن يُسفَك دَمه أو يُهدَر ماله أو يُهتَكَ عِرضُه، قال : ((لا يحِلّ دمُ امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدَى ثلاث: الثيِّب الزاني، والنّفس بالنفس، والتارِك لدينه المفارق للجماعة)) أخرجه الشيخان"
والحديث باطل فالزانى عقابه الجلد كما نص كتاب الله :
" الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"
والزناة جميعا لهم توبة ولو اعتبرنا هذا الحديث شرح لقوله تعالى فى اتيان زوجة من زوجات النبى(ص) الزنى فكيف يتم تطبيق القتل عليها مرتين ؟وكيف نعاقب الأمة أو العبد الزناة بنصف العقوبة وهى القتل ولا وجود لنصف موت
ثم قال :
|وعن أسامةَ بن زيد رضي الله عنه قال: بعَثَنا رسول الله إلى الحُرَقَة من جُهينة، فصبَّحنا القومَ فهزمناهم، ولحِقتُ أنا ورجلٌ من الأنصارِ رَجلاً مِنهم، فلمّا غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكفَّ عنه الأنصاريّ وطعنته برُمحي حتى قتلتُه، فلما قدِمنا بلَغ ذلك رسولَ الله فقال لي: ((يا أسامة، أقتلته بعدَما قال: لا إله إلا الله؟!)) قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنما قالها خَوفًا من السلاحِ، قال: ((أفَلا شققتَ عن قلبِه حتى تعلمَ ذلك))، فما زال يكرِّرها عليَّ.. الحديث أخرجه مسلم، وفي لفظٍ آخَر أنَّ رسولَ الله قال: ((فكَيف تصنَعُ بلا إلهَ إلا الله إذا جاءَت يوم القيامة؟!))؛ ولهذا قال محذِّرًا من حملِ السلاح على أهل "لا إله إلا الله": ((من حمَل علينا السلاحَ فليس منّا)) ، وفي لفظٍ: ((مَن سلَّ علينا السلاحَ علينا فليسَ منا)) رواه مسلم."
وبالقطع هذا الحديث صحيح المعنى فى روايته الأولى وهو ما طالب الله فيه بالتبين قبل القتل
وكرر وصية التقوى فقال :
"فاتَّقوا الله عباد الله، والتزِموا بحقائقِ "لا إله إلا الله"، وعظِّموا فروضَها، والتزموا بشروطها؛ تسلَموا وتفوزا وتغنَموا دنيًا وأُخرى"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس