عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2020, 08:51 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

"إن الأشياء التى لا تثير الاهتمام أثناء النهار لا تصبح مثيرة للإهتمام بالنسبة إلى الحلم وأن الترهات التى لا تؤثر فينا فى حالة اليقظة يستحيل أن تلاحقنا أثناء رقادناص35
ويكرر نفس المعنى عن كون الأحلام عبارة عن ذكريات الماضى فيقول:
"وبذلك يسعنا أن نقول أن جميع المواقف تقريبا التى تعرضها علينا أحلامنا ليست شيئا أخر سوى نسخ مزيدة ومعاد فيها النظر على نطاق واسع عن بعض من تلك الذكريات المؤثرة فى النفس" ص39
ويكرر نفس المعنى فيقول أن الأحلام المعقولة والشهوانية هى تعبير مباشر عن رفبة لم تتحقق فى اليوم الفائت فيقول:
نحن نعلم أن الأحلام الليبيدية والمعقولة هى تحقيق غير متنكر لرغبة من الرغبات وبعبارة أخرى نعلم أن الرغبة التى تبين لنا هذه الأحلام تحقيقها العينى هى رغبة يقر بها الوعى لم تجد تلبية فى الحياة اليومية لكنها جديرة لكل اهتمام ...فأساس هذه الأحلام هو بدوره رغبة متحققة رغبة تكشفها لنا من الجهة المقابلة الأفكار الكامنة والفارق الوحيد أن تمثيل هذه الرغبة لا يزال غامضا معتما" ص58
ويبلغ جنون فرويد مبلغه عندما يقول ان الحلم هو صناعة الإنسان المشوهة لرغباته أى الى تجعلها غامضة فيقول:
"إذا سلمنا بأن مضمون الحلم يمثل رغبة متحققة وإذا كان غموض مضمونه من صنيع الرقابة التى تحور وتنكر المواد المكبوتة يغدو من اليسير علينا ان نحدد وظيفة الحلم فبخلاف ما هو شائع لدى سواد الناس من رأى يرى فى الحلم منغصا للنوم نصل إلى هذا الاستنتاج الغريب وهو أن الحلم بمثابة حارس للنوم ص64
ويقرر أن الحلم هو رغبة مكبوتة من الماضى فيقول:
"إن الحلم ضرب من تفريغ نفسى لرغبة فى حالة الكبت" ص66
ويكرر نفس الكلام فى موضع أخر مقررا أن الأحلام هى تعبير عن رغبات مكبوتة من الماضى القريب فيقول:
"إذا سلمنا بأن العلة الرئيسية لتحريف الحلم أو تشويهه تكمن فى مقتضيات الرقابة فلن يدهشنا البتة إن وجدنا جميع أحلام الراشدين تقريبا ترتد عند التحليل إلى رغبة شهوانية إننا لا نتكلم هنا عن الأحلام المشار إليها عادة باسم الأحلام الجنسية والمتضمنة صورا جنسية لا يحجبها أى برقع فكل من حلمها يعرفها ص69
ونلاحظ أن الرجل يناقض نفسه فيقول أن الرقابة النفسية تكون كاملة فتحور وتنكر أى تخفى الشىء فى شىء أخر وهو قوله :
"إذا سلمنا بأن مضمون الحلم يمثل رغبة متحققة وإذا كان غموض مضمونه من صنيع الرقابة التى تحور وتنكر المواد المكبوتة يغدو من اليسير علينا ان نحدد وظيفة الحلم فبخلاف ما هو شائع لدى سواد الناس من رأى يرى فى الحلم منغصا للنوم نصل إلى هذا الاستنتاج الغريب وهو أن الحلم بمثابة حارس للنوم "ص64
ويعود فيعارض قوله فيقول أن تلك الرقابة غير موجودة فى الأحلام الجنسية أى بألفاظه والمتضمنة صورا جنسية لا يحجبها أى برقع وهو ما تعبر عنه الفقرة التالية:
"إذا سلمنا بأن العلة الرئيسية لتحريف الحلم أو تشويهه تكمن فى مقتضيات الرقابة فلن يدهشنا البتة إن وجدنا جميع أحلام الراشدين تقريبا ترتد عند التحليل إلى رغبة شهوانية إننا لا نتكلم هنا عن الأحلام المشار إليها عادة باسم الأحلام الجنسية والمتضمنة صورا جنسية لا يحجبها أى برقع فكل من حلمها يعرفها ص69
ويتحدث فرويد عن أن الأحلام الغامضة المفككة تتضمن أحداث اليوم الماضى المختلفة فيقول:
"إن مادة الحلم الكامنة هى التى تحدد المضمون الظاهر حتى فى أدق تفاصيله تقريبا وكل تفصيل من هذه التفاصيل لا يشتق من فكرة منعزلة وإنما من عدة أفكار مقتبسة من تلك المادة الأساسية وغير مترابطة فيما بينها بالضرورة بل من الممكن أن تكون منتمية إلى أشد ميادين الأفكار الكامنة اختلافا إن كل تفصيل من تفاصيل الحلم هو بكل معنى الكلمة تمثيل فى مضمون الحلم لزمرة من زمر الأفكار المتنافرة تلك ص30
ويكرر الكلام مرة أخرى بألفاظ أخرى قائلا:
"إن ما نلحظه فى الأحلام المعقدة والمشوشة التى نهتم بها الآن من تنافر بين مضمون الحلم الظاهر ومضمونه الكامن لا يمكن أن يعزى إلى ضرورة التكثيف والإخراج الدرامى وحدها بل ثمة مؤشرات معينة فى الإشارة إليها فائدة تشهد على وجود عامل ثالث ص32
ويكرر المعنى مرة ثالثة بألفاظ أخرى مبينا أن عملية الاهتمام وهى الشدة النفسية تحول الأحداث فى الحلم إلى غموض فيقول:
"أثناء قيامه الحلم بعمله تنتقل الشدة النفسية للأفكار والتصورات التى هى موضوع عمل الحلم لتتلبس أفكارا وتصورات أخرى هى بالضبط تلك التى ما كنا نتوقع البتة أن نراها تأخذ مثل تلك الحدة والكثافة إن انتقال الشدة النفسية هذا هو الذى يسهم بأوفر قسط فى تعتيم معنى الحلم وفى الحيلولة دون تعرف العلاقات بين الحلم الظاهر والحلم الكامن أثناء تلك العملية التى أسميها بالنقل فى الحلم أرى أيضا الشدة النفسية أو الوجدانية للفكرة الكامنة تتحول إلى بلبلة مادية وفى الوقت الذى أجد نفسى مدفوعا بأكثر من اغراء إلى ان اعتبر الأكثر وضوحا وجلاء هو الأساسى والجوهرى أتبين انه ينبغى البحث على العكس فى تفصيل غامض مبهم عن بديل فكرة الحلم الأساسية ص33
وكل ما قاله هنا وفى الكتاب هو مخالف للوحى الإلهى فى كون الأحلام هى أحداث عن المستقبل وأنها صنع قوة خارجية هى الله فالإنسان لا يحلم من نفسه بسبب اهتماماته ورغباته المكبوتة فى اليوم السابق فالأحلام ليست ذكريات من الماضى كما يزعم
والغريب أن الرجل يعترف فى الثلث الأخير من الكتاب بكون الحلم تعبير عن المستقبل كما يريده الله وإنما كما يريده الإنسان فيقول:
"ولنلاحظ فضلا عن ذلك وهذا أمر مثير للإهتمام أن الحكمة الشعبية تصيب حين تقول ان الأحلام تتكهن بالمستقبل فالبفعل إن ما يظهره لنا الحلم هو المستقبل لا كما سيتحقق وإنما كما نتمنى أن نراه متحققا "ص59
وهو كلام مجنون تماما فكم من بشر حلم أنه قتل عدة مرات ومع هذا هو حى فهل يريد أى يتمنى الإنسان قتل نفسه فعلا أم أن القتل أو الموت مرات عدة هو تعبير عن شىء أخر غير القتل أو الموت
ويقسم الرجل كما هو معروف فى نظريته الفكر لفكر واعى وفكر لا واعى فيقول:
طإننا نسلم بوجود وظيفتين خلاقتين للفكر فى جهازنا النفسى وتتمتع ثانية هاتين الوظيفتين بامتياز محدد وهو أن جميع منتجاتها تصبح للحال جزء من الوعى بينما يبقى نشاط الأولى لا واعيا أو لا يدلف إلى الوعى إلا بواسطة الثانية" ص61
وهى مقولة خاطئة فلا يوجد شىء اسمه اللاوعى لأن هذه المقولة الغرض منها هو رفع المسئولية التى وضعها الله على الإنسان كى يحاسبه وعندما يعمل الإنسان حسب اللاوعى كما يقول فرويد فإنه يقلت بهذا من عقاب الله وهى مقولة مجنونى فلا أحد يفلت من العقاب الإلخى لكونه عادل
واللاوعى هى مقولة إما اخترعوها للتهرب من الحساب وإما أنهم لم يفهموا مبدأ العادة فالإنسان يفكر فى الشىء فى المرة الأولى أو عدة مرات بعدها وعندما يوقن أنه صحيح فإنه يكرره دون تفكير لأنه يصير عادة ومن ثم يظن البعض كفرويد أنه هذا لا وعى ولكنه وعى لأنه فكر فيه فى المرة الأولى أو مرات بعدها وعندما اقتنع بالشىء بدأ يكرره
ويخبرنا فرويد بخبل أخر وهو أن وظائف الأحلام هى قطع النوم أو اليقظة من النوم فيقول:
"لكن ينبغى أن نستنتج من ذلك فقط أن الحلم يؤدى وظيفتين مهمة ثانيتهما قطع النوم عندما تدعو الحاجة والحلم يشبه فى ذلك الحارس الليلى الحى الضمير المكلف أولا بوأد جميع الأصوات التى قد توقظ السكان ولكن من دون أن يتردد بالمقابل فى أداء الواجب المعاكس فيوقظ جميع الناس حين تصبح الأصوات باعثة على القلق ولا يعود فى مستطاعه وحده أن يتغلب عليها ص67
وطبقا لكلام الوحى فإن الأحلام كما قلنا وظيفتها إخبار عن المستقبل ولكنه إخبار يحتاج فى تفسيره ليس لطبيب نفسى أو مفسر أحلام وإنما لنبى يعطيه الله تأويل الأحاديث وهى الأحلام كما فى حالة يوسف(ص)
ولو اردنا أن نقول الوظائف الحقيقية فسنقول إنها اسعاد الحالم حتى لا يفشل أو احزانه حتى يفشل كما قال تعالى فى حلم يوم بدر عن عدد محاربى الكفار "إذ يريكهم الله فى منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم فى الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور"
ويهبرنا الرجل عن علم الرموز زاعما أن العالم به يقدر على تفسير الأحلام ويزعم أنه هناك رموز وحيدة المعنى ورموز متعددة المعانى فيقول:
"فمن المتعارف عليه أنه ليس أسهل على من تتوافر لديه معرفة عميقة بعلم الرموز ذلك أن يفهم معنى الحلم معنى جميع تفاصيله ومعنى بعض من أقسامه ..وبالرغم من أن الاختصاصيين فى علم رموز الحلم لم يخلصوا إلى نتيجة نهائية بعد ... هناك رموز ليس لها سوى تأويل واحد من قبيل ذلك الإمبراطورة الملك والملكة وهى تعنى الأب والأم ..ص71 ويقول:
"وبعض الرموز عامة الاستخدام وهى تلاحظ لدى جميع الحالمين الذين يجمع بينهم لسان واحد وتكوين فكرى واحد وبالمقابل ثمة رموز أخرى محدودة الاستخدام يبتكرها الفرد بحسب حاجاته ... ويتبقى فى المقام الثانى أم نميز الرموز التى يبدو أن صلتها بالأشياء الجنسية تعود إلى الأزمنة البدائية وهى صلة لا يمكن ان تولد إلا فى أظلم المناطق من شعورنا ..ص72
ويبين أن الأحلام كلها ليست رموزا ففيها أشياء ليست غامضة فيقول :
"وما نعرفه بثقة ويقين هو أن المواد ليست جميعها رموزا فمعرفة الرموز تستطيع أن تهدينا إلى سواء السبيل إلى حد كبير عبر ما يبقى غامضا فى مضمون الحلم الظاهر ص73
ويبين الرجل أنه استمد معرفته فى الحلم من الجهلة بالطب فقال:
"كم كانت دهشتى عظيمة حين تبينت ذات يوم أن اصدق تصور للحلم لا ينبغى البحث عنها لدى الأطباء وإنما لدى الجهلة بالطب ممن يبقى لديهم ذلك التصور مختلطا بالخرافة والتطير" ص8
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس