عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-09-2009, 10:00 PM   #2
sunset
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية لـ sunset
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 480
إرسال رسالة عبر ICQ إلى sunset إرسال رسالة عبر MSN إلى sunset إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى sunset
Post

الداروينية – الاستعمارية وعلاقتهما بالفاشية



الداروينية هي ما يدعى بالأساس العلمي للاستعمارية. لأن الداروينية وطدت الأعراق البشرية في مراحل مختلفة خلال فترة النشوء والارتقاء الخيالية. واعتبرت الرجل الأبيض الأوربي من انصع الأعراق. وأظهرت الأقوام الأسيوية والأفريقية في مستوى القرد. والأدهى من ذلك إدعاءها أن استمرار البشرية في الصراع وانتصار الغرب في الصراع واستعبادهم للباقي من البشر هو من قانون الطبيعة. توصل داروين إلى هذه النتيجة بمفهوم "صراع الحياة" وحسب هذا الإدعاء فإن الأفراد الضعفاء يتم تصفيتهم في صراع الحياة ويبقى الأقوياء ذوو البنية المناسبة في الحياة. وأن هذا الصراع ضروري لتطور الكائنات بمعنى الدفاع عن أن إبادة بعض الأعراف البشرية هي مرحلة تتحقق فيها تطور البشرية.



ما يذكر بـ "الداروينية الاجتماعية "التي اتخذت هذه الخرافات باسم العلم تلقت قبولاً كبيًرا على المستوى العلمي وغدت منبعًا لمشروعية الأسس الإمبريالية الداروينية. وباختصار فإن الداروينية هي الأساس العلمي للإمبريالية الأوروبية. (للمزيد من المعلومات انظر :عداوة داروين للترك لهارون يحيى - دار النشر فورال 1999).



والداروينية الاشتراكية بقدر ما أنها منبع الإمبريالية فإنها أيضا منبع الفاشية والقومية المتطرفة.


تأثر منظرو القرن 19 من بين مؤسسي الفاشية كافة وبشدة بنظرية داروين للنشوء والارتقاء وخاصة بمفهوم "صراع الحياة " أمثال: (فيدريك نيشته-هنري وون-فرانسيس كالتون- أرنت هيجل).



وموسوليني الديكتاتور الإيطالي الذي أسس أول نظام عنصري فاشي دارويني محض، قد لفت النظر خلال سنين شبابه في مقالاته الى مدحه لداروين.


وفي كتابات هتلر وبقية الأركان النازية يظهر أنهم تأثروا بالداروينية الاشتراكية بشكل واضح جدًا وأنها مصدر إلهام لهم. (للمزيد من المعلومات انظر :الداروينية، الأيديولوجية الملطخة بالدم لهارون يحيى) .




معاداة الإيديولوجية الشيوعية للإسلام


الداروينية هي أيضا أساس الشيوعية. صرح بهذه الحقيقة كل من ماركس وأنجلز المؤسسان للشيوعية. هذان الملحدان يريان أنه من الضروري إنهاء العقائد الدينية من وجهة نظر الشيوعية وفهما أن الداروينية (نظرية النشوء والارتقاء) خدمت هدفهم هذا. ولينين الذي أضاف مفاهيم إضافية للشيوعية وكذلك تروتسكي –ستالين-ماوو من المستبدين الذين صرحوا بانتمائهم الايديولوجي لداروين وكذلك أظهروا انتمائهم الفعلي وبهذا أضحت نظرية النشوء والارتقاء قاعدة أساسية لسياسات التربية (في المدارس مثلا-المترجم) وحتى للسياسة الزراعية. حيث وجدت التيارات الشيوعية الأسس الفكرية التي يبحثون عنها في الداروينية.


الايديولوجية الشيوعية التي اعتنقت النظرية الداروينية تنظر الى المجتمع على أنه قطيع من الغنم . أما الإنسان فهو الموجود المحصور بين "الإنسان والحيوان والماكينة" جامد بدون روح ولا قيمة له. والمنطق الساري هو أن فقدان عدد من القطيع لا يضر لأن القطيع كثير. فالعاطل عن العمل والمعلول يرمى به من القطيع ويترك للموت ويعد مريضًا وضارًا.


العفو والشفقة والوفاء مشاعر لا وجود لها لإعتقادهم أن الإنسان بعد الموت يتحول إلى عدم لذلك فهم يعانقون الحياة بوحشية ، لتصورهم أن كل الناس منافسون لهم في صراع الحياة لذا يعتبرون كل حركة منهم عليهم هم فيكنون الحقد.


وهكذا فإن نظام الأيديولوجية الشيوعية التي أسست مجتمعًا بعيدًا عن كل أنواع الميزات الإنسانية: من قيم وأخلاق حسنة يكون عدوًا للدين . لأن الدين يجلب الصفات الحسنة والمحبة والشفقة والمرحمة والتضحية والتعاون والتسامح ولا توافق هذه الصفات والميزات الأهداف الشيوعية التي يتوخاها.


النتيجة:


باختصار: واضح جدً أن الأيديولوجيات الثلاثة والعدوة للعالم الإسلامي تتغذى من نفس المنبع وأنها صدرت من ثقافة لادينية استولت على العالم الغربي في القرن التاسع عشر.


يظهر لنا هذا الوضع مرة أخرى أهمية صراعنا الفكري الذي نقوده ضد اللادينية التي هي ليست عامل هدم لإيمان الإنسان وآخرته فقط وإما في نفس الوقت تهدف الى هدم دنيا الإنسان وتحويلها إى ساحة اضطراب وحرب. والمسلمون هم المعنيون كهدف في ساحة الاضطراب والحرب هذه.

ولهذا السبب فإ الصراع الفكري ضد اللادينية في الوقت الذي يعتبر خدمة إيمانية كبيرة يعتبر كذلك "حرب معنويات" كبيرة ضد الفتنة التي عمت أرجاء العالم. إن وجود الكثير من المسلمين المضطهدين من قبل الأنظمة اللادينية في أصقاع العالم الآن يذكرنا بمدى أهمية صراعنا الفكري هذا.
__________________

sunset غير متصل   الرد مع إقتباس