عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-06-2007, 12:42 AM   #8
المؤيد الأشعري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
إفتراضي

الكلام حول الحديث ومعناه ولا يوجد من يغلو في سيدنا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - غلوا فاحشا إلى حد الألوهية كذا الصحابة والأولياء والصالحين رضي الله عنهم جميعا.

إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حارب الشرك وهو أن تجعل لله ندا وهو خلقك، فكان الكفار يعظمونها ويقدسونها لأنها تجلب لهم الخير والنفع والضر كما يعتقدون، فلذلك قال تعالى في سورة الأنبياء الآية:43 حيث قال تعالى {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ}

يقول ابن جرير الطبري في تفسيره على هذه الآية:
" يقول تعالـى ذكره: ألهؤلاء الـمستعجلـي ربهم بـالعذاب آلهة تـمنعهم، إن نـحن أحللنا بهم عذابنا، وأنزلنا بهم بأسنا من دوننا؟ ومعناه: أم لهم آلهة من دوننا تـمنعهم منا؟ ثم وصف جلّ ثناؤه الآلهة بـالضعف والـمهانة، وما هي به من صفتها، فقال: وكيف تستطيع آلهتهم التـي يدعونها من دوننا أن تـمنعهم منا وهي لا تستطيع نصر أنفسها." اهـ

وكذلك في تفسير فخر الدين الرازي – رحمه الله - حيث قال:
" أما قوله تعالى :{أَمْ لَهُمْ الِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مّنَّا يُصْحَبُونَ } فاعلم أن الميم صلة يعني ألهم آلهة تكلؤهم من دوننا، والتقدير ألهم آلهة من تمنعهم. وتم الكلام ثم وصف آلهتهم بالضعف فقال: {لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } وهذا خبر مبتدأ محذوف أي فهذه الآلهة لا تستطيع حماية أنفسها عن الآفات، وحماية النفس أولى من حماية الغير. فإذا لم تقدر على حماية نفسها فكيف تقدر على حماية غيرها"اهـ

وجاء في سورة العنكبوت آيه:17
{ إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق ... الآية }

فدل الأمر أنهم يعتقدون النفع والضر والرزق في آلهتهم وجاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول لهم بانها حجارة ولا تضر ولا تنفع وليست آلهة.

وبالنسبة للشرك فقد بشر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن أمته لا تقع في الشرك فقد جاء في صحيح البخاري ومسلم عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرِ الجهني قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «... إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي. وَلكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». قَالَ عُقْبَةُ: فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ... اللفظ لمسلم.

روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك (4/330 ) من رواية عن عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال: دَخَلْتُ عَلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ فِي مُصَلاَّهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟
قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ . قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إذْ رَأَيْتُ بِوَجْهِهِ أَمْراً سَاءَنِي، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي أَرَى بِوَجْهِكَ. قَالَ: «أَمْراً أَتَخَوَّفُهُ عَلَى أُمَّتِي: الشِّرْكُ، وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ».
قُلْتُ: وَتُشْرِكُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: «يَا شَدَّادُ إنَّهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ شَمْساً وَلاَ وَثَناً وَلاَ حَجَراً وَلكِنْ يُرَاؤُونَ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ».
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرِّيَاءُ شِرْكٌ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَمَا الشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ؟ قَالَ: «يُصْبِحُ أَحَدُهُمْ صَائِماً فَتَعْرِضُ لَهُ شَهْوَةٌ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا فَيُفْطِرُ». قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

فهذا دليل على أن الأمة لا تقع بالشرك أبدا كما يدعي البعض

أما الطواف حول القبور فحرام لا يجوز وهو ليس من وسائل الشرك، بل هو أمر محرم وقد ناقشوه العلماء في كتب الفقه.

والبناء على القبور ففيه تفصيل، فقد قال العلماء يجوز البناء على القبر إذا خُشِيَ من سيلٍ أو سارقٍ أو سبعٍ أو سيلٍ بحيث يجرف التراب ويكشف الميت وتنتهك حرمته فيجوز البناء عليه تحقيقا لرحمة الميت مما سبق ذكره... ويحرم البناء في مقبرة مسبلة أعدت لدفن أموات المسلمين وسبب التحريم لأن فيه تضييق على المؤمنين أن يدفنوا موتاهم ... وهذا ليس بشرك!!!

أما دفن الميت داخل حجرة فهذا جائز بإجماع الصحابة والتابعين حيث دفن بالحجرة الشريفة سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما ... ولم ينكر احد من الصحابة ولا التابعين من بعدهم رضي الله عنهم.

فيجب ألا نرمي إخواننا بالشرك ونخرجهم من دائرة الإسلام متشبهين بالخوارج .

وقانا الله وإياكم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
المؤيد الأشعري غير متصل   الرد مع إقتباس