عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-05-2012, 01:30 PM   #1252
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

الأصدار الخامس و الثلاثون :


قبل حوالي شهر ونصف الشهر سمعنا وشاهدنا من خلال القنوات الفضائية أعتقال ضباط برتب عالية ينتسبون الى وزارة الداخلية العراقية بتهمة التجسس الى دولة أجنبية،...
وبالاخص الولايات المتحدة الاميركية وهم كل من اللواء مهدي الفكيكي مدير مكتب المعلومات ( الاستخبارات) لوزارة الداخلية واللواء الركن أياد السامرائي رئيس اركان قيادة عمليات الرصافة.
وكانت عملية الاعتقال مهينة ومشينة لهم حيث تم ضرب المتهمين واسقاطهم على الارض أمام جميع الضباط الذين كانوا متواجدين في مكان الاعتقال وقام منتسبي الاستخبارات بركل المتهمين واطلاق كلمات بذيئة وغير لائقة بالاخلاق العسكرية ولا حتى العقائدية وبعدها تم اقتيادهم الى جهة مجهولة لايعلم بها غير ضباط معدودين ينتمون الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة.. وتم التحقيق معهم حول قضية التجسس لصالح الولايات المتحدة الاميركية! وكذلك لانتمائهم الى الشبكة الارهابية التي زعموا أن الذي يقودها الزعيم العراقي السني الدكتور طارق الهاشمي!
فاحتجزوهم في مكان سري غير مسجل لدى وزارة حقوق الانسان أو أي جهة أخرى ذات علاقة حيث أنهم اعتقلوا في مديرية الامن العام السابقة وفي نفس زنزانات الاعتقال السابقة للنظام السابق ولاأريد أن اسرد لكم طريقة التعامل الوحشية والطائفية التي عاملوهم بها حيث تم خلع يد اللواء أياد السامرائي وتعذيبه شر تعذيب وكان التحقيق يتم من قبل ضباط القيادة العامة للقوات المسلحة حصرا وعدم تدخل أي جهة أخرى في التحقيق.
المشكلة والصدمة الاكبر كانت عندما تقدم بعض الضباط (المنفيست) لاقامة دعوى قضائية ضد هؤلاء المتهمين وتحت أدعاء بأن لديهم شبكة ارهابية ويقومون بقيادتها وقتل الشخصيات المهمة في الدولة وتفخيخ وتفجير العجلات ونصب العبوات الناسفة واستخدام كواتم الصوت وغيرها من التهم الموجودة والمعلقة خلف كل باب من ابواب غرف ضباط التحقيق.. وبعد أن تم ارسال المتهمين الى المحكمة المختصة لاكثر من ثلاث مرات ،وهنا لايعلم بمايصيب المتهم من احباط وألم حينما يعود من المحكمة والقاضي قد قال ( خذوه لحين حضور الشهود ) وعند العودة يتم سلخ جلد المتهم وجعل أمنيته الاولى هو الموت بسرعة وفي الحال!
وبعد كل هذة المهانة والتشهير بسمعة هؤلاء الضباط يتم أخلاء سبيهلم لاسباب أتفه من أن تكون تافه وحتى أسخف من السخافة نفسها فبعد كل هذة الاهانات والتعذيب يطلق سراحم للاشتباه في الاسماء حيث المطلوبين ليست هذة الاسماء وانما اسماء أخرى!
من سيعيد كرامة هؤلاء الضباط؟ وكيف سيكون موقفهم أمام معيتهم بعد أن اهينوا أمامهم؟ وماهو موقف بعض الضباط الذين ما أن اعتقلوا المتهمين قاموا هؤلاء بسرد القصص والروايات الكاذبة بحقهم؟! وماهو موقف الحكومة (التي يهيمن عليها أتباع مذهب التشيع المجوسي )أمام الشعب بعد ان نفشوا ريشهم وكأنهم أعتقلوا اسامة بن لادن والظواهري؟! ثم هؤلاء الضباط المتهمين بالتجسس كانوا من الضباط المعروفين ولهم تأريخ معروف ومع هذا يتم اعتقالهم واطلاق سراحهم بحجة تشابه في الاسماء! فكيف هو حال المواطن العادي الذي لايملك غير هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية وبطاقة السكن والتموينية؟!كم شخص موجود داخل زنزانات الحكومة بغير ذنب وفي النهاية يتم اطلاق سراحه بحجة التشابه في الاسماء؟
الاسئلة الاخيرة متروكة الاجابة عليها من قبل القارىء الكريم : لماذا تم أعتقال هؤلاء الضباط قبل انعقاد القمة العربية وبتهمة التجسس لصالح دولة أجنبية؟ ولماذا تم اطلاق سراحهم بعد انتهاء هذة القمة؟ وماهو الربط مابين تهمة التجسس لصالح دولة أجنبية والانتماء الى الشبكة الارهابية المزعومة للدكتور طارق الهاشمي؟!
ألا خسأ كل من كان خلف هذة القضية وخسأت أستخباراتكم الركيكة الهشة وخسأت أفكاركم الامنية الفاشلة المبنية على تدمير سمعة الاشراف وأهانتهم.. لعبتكم كانت مكشوفة لعبة التلويح بالعصا من بعيد لكل من تسول نفسه في خيانتكم فسيكون مصيره كمصير هؤلاء وتغليفه بأي تهمة من التهم المهيئة لديكم....

زياد الشيخلي، عقيد في الجيش العراقي



جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس