عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-10-2010, 09:09 PM   #427
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

الحوادث الصغيرة
ما اصدق قول الفيلسوف الكندى " روبرت بيرنز" ان اكثر تعاسات الناس لا يجيئ من روح الشر و الأذى أو من الحكومات الرديئة بقدر ما يجيئ من حوادث المضايقات الصغيرة لسوء التفاهم البرئ الذى يقع بين بنى البشر.
انظر الى نفسك تخرج من بيتك مبتهجا راضيا على وفاق مع الناس و رغبة فى مصاحبتهم و معاونتهم فاذا بحادث صغير يقلب تفكيرك و عقلك و يجعل منك انسانا كارها للناس شديد الضيق بهم.
و قد يكون هذا الحادث الصغير مجرد كلمة آذت شعورك من أحد زملائك او من رئيسك فى العمل و قد يكون حركة تافهة فيها معنى الاحتقار أو الاستهزاء أو التحدى و قد لا يكون فيها شئ من هذا و لكنك فسرتها به.
ان هذة المضايقات الصغيرة تقلب حياتنا و تؤخر نجاحنا و تجعلنا نستنفد اعصابنا فى جهد لا طائل من ورائه و قد نرد الحركة بمثلها و الايذاء بمثله فنخرج من الصداقة الطبيعية الى حيز جديد من الكراهة و البغضاء ثم الانتقام و الدس و الوقيعة.
و فى مثل هذة الحياة المعقدة التى نعيشها لا نكاد نعدم فى كل وقت سببا للاثارة و المضايقة و الذى ينجح بين هؤلاء الملايين من البشر هو الذى يستطيع اكثر من غيره أن يضبط شعوره و يحتفظ فى كل وقت بالسيطرة على ملكاته العقلية . سيحتاج الى مجهود قاس و كبير و لكنه سيجنى ثمرة عظيمة سيعيش أسعد و اصح و اطول عمرا و أعم فائدة لمن حوله من الناس.
و نحن دائما نلتمس الاعذار لثوراتنا و حماقاتنا فنقول انها الكرامة المجروحة او الزراية لكفاياتنا أو تعمد الاهانة و التحقير لاشخاصنا و هى دفاع عن معان جميلة رائعة و لكن أجمل منها أن نحتفظ بالهدوء و نحن نواجهها فلا ندعها تفسد تقديرنا السليم .
من كتاباتى القديمة
د.محى الدين
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس