عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-06-2007, 03:16 AM   #1
جمال الدين الجزائري
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 55
إفتراضي الباحثون عن " الجنس "/ للإعلامي الفلسطيني محمد أبوعبيد

لدى محرك البحث الإلكتروني " غوغل " عُرْف ٌيقضي بالحفاظ على سرية وخصوصية الباحثين . هناك من نَسب إلى " غوغل " إحصائية تشير إلى أن العرب هم الأكثر بحثاُ عن مفردة " جنس " أو المفردة الإنجليزية المقابلة " Sex " . سواء صح هذا النسب أم لا , فإن عددا لا بأس به من ذوي الاهتمام يؤكدون مسألة شغف العرب بالجنس وإن كان " جنسا ً إلكترونيا ً " .هذه المسألة ما انفكت تشرع أبواب نقاش عريضة حول العرب والجنس , وهي علاقة تجنح نحو التصريح آنا ً , وصوب التلميح آونة ً, وفي الغالب هي علاقة منعوتة بأنها ذات وجهين : الوجه العلني الذي الذي يُبين عكس ما يُكنّ , والوجه الخفي الذي يبطن ضد ما يُظهر .

حتى لا يكون في الأمر جلد قاس وسادي لذواتنا , وأن لا يكون دفاع أعمى عنها , فثمة عوامل خاصة تبقي المسألة في جوف النقاش وبطن الاهتمام . مفردة " جنس " بحد ذاتها هي والِجةٌ لدى الكثير في نطاق المحرمات أو الممنوعات أو على الأقل في فلك " العيب " . لا غرابة ,إذنْ, أن يغوص فيضٌ من العرب في بحر الدلالات الجنسية سواء بالصورة عبر محركات البحث , أو بالصورة التلفزيونية من خلال محطات فضائية متخصصة , أو ربما عبر المجلات .

لكي لا تُسْقطَ صفة " حب الجنس " عن الغرب , وتبقى لصيقة العرب وحدهم فقط , فإن إقبال العرب على البحث عن " جنس " من خلال محركات البحث , بما في ذلك "غوغل" ,مرده في الغالب إغلاق المواقع الجنسية المتخصصة بأمر من الحكومات العربية , ما يعني أن المتصفح لا يمكنه الدخول إلى واحد من هذه المواقع من خلال عناوينها . من هذا المُعطى , يتراكم الإقبال على "غوغل" نظراً لوجود خدمة " النسخة المخبأة " واحتفاظه بصور من دون اللجوء إلى عنوان الموقع المأخوذ منه الصورة أو حتى النص . في الغرب لا ضرورة لهذا اللجوء باعتبار أن المواقع الجنسية غير محظورة , ما يزيد من الفرق النسبي بين الباحثين عن "جنس" من العرب وغيرهم .

نسبة مستخدمي الأنترنت من العرب هي قليلة , وأيضا هي نسبة قليلة جداًمن إجمالي جميع المستخدمين في العالم . هذه النسبة القليلة , منها نسبة كبيرة تستخدم محركات البحث في سبيل "جنس" . الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة . بالطبع ليس في هذا الكلام مناشدة لعدم إغلاق المواقع الجنسية أو الإباحية . لعلنا , إذنْ, في حاجة من أمرنا لإعادة تشكيل مفهوم التربية بما تُكنّه من الممنوع والمباح , علاوة على عدم المبالغة في تقييم أي موقع إلكتروني . على سبيل المثال ,لا الحصر, هناك مواقع محظورة في كثير من الدول العربية لأنها فقط تحوي إعلاناً تظهر فيه فتاة بملابس السباحة , رغم أن الموقع قد يكون متخصصاً بالأزياء أو مستحضرات التجميل . الأمر لا يختلف أبداً عن حظر بيع السكاكين لأغراض الطبخ ,لأن امرءا استخدم السكين أداة لجريمة ارتكبها . أو مثل من ينهى عن الصحون اللاقطة لاستقبال القنوات الفضائية لأن قنوات قليلة فقط من عدد جَمّ تبث ما هو إباحي وخلاعي وفق التقييم والمنظور العربي الخاص .

يمكن للمرء أن يتخيل نقاشاً حول "فيديوكليب" خارج على التقاليد العربية. قد تصل نسبة ُمَنْ يهاجمه من العرب إلى سبعين في المئة أو يزيد . ويمكن تخيل أن النسبة ذاتها هي الباحثة عن "جنس" في محركات البحث . في الأمر غرابة عظيمة .
**الإعلامي الفلسطيني بقناة العربية: محمد أبوعبيد
mrnews72@hotmail.com
جمال الدين الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس