عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-06-2007, 04:20 PM   #2
mba
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: a
المشاركات: 13
إرسال رسالة عبر  AIM إلى mba إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى mba
إفتراضي

حماس .. فسطاط إيمان



اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
وأنت تجعل الحَزْن إذا شئت سهلا


قال الله تعالى :

{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم }



لا أعلم أهي مصادفة من مصادفات التاريخ أن تتوافق ذكرى نكسة القوميين العرب وهزيمتهم المذلة مع وقائع تحرير قطاع غزة الحقيقي !!!
قد تكون مصادفة وقد تكون إشارة ذات دلالة تاريخية معينة ، فالتقاطعات والأحداث تجد نفسها محصورة بين حقيقة واحدة أن ممثلي القومية العربية وليبرالي هذا الزمن الأغبر يكتشفهم العالم من جديد بعريهم ومسلسل هزائمهم المتوالية التي صنعها زعيمهم المهزوم جمال عبدالناصر فكانوا أجيالاً يمارسون أدوراً في العمالة لن تنتهي إلا بتصفيتهم كما فعلت حماس في قطاع غزة ...

من المذهل أن تكون حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس ـ هي العنصر الضاغط الذي خلق ما يسمى بالسلطة الفلسطينية ، هذه الحقيقة الناشئة منذ ميلاد الانتفاضة الفلسطينية في شهر كانون الأول / ديسمبر 1988م بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية نيرانها على العمال الفلسطينيين الأربعة لتجد حركة حماس المساحة الشاسعة لظهورها داخل الأراضي الفلسطينية ..
بعد سنوات طويلة ظلت حركة التحرير الفلسطينية ممثلة وحيداً للشعب والقضية الفلسطينية ، لم تكن الشهور الأولى من العام 1989م شهوراً عادية بل شهوراً إيمانية عندما ارتبطت فلسطين من جديد برب الأرض والسماء ، عندما أعاد لها مؤسسها الشيخ أحمد ياسين يرحمه الله تعالى هيئتها بأن تكون أرض الرباط وتالله وبالله أنها لهي أرض الرباط والجهاد وموضع الملحمة ...

سنوات العذاب التي عاشتها إسرائيل في قطاع غزة هي من أنجبت مؤتمر مدريد للسلام ، أنهم يكذبون عندما يخرجون من البيت الأبيض ويتحدثون بأن هنالك ثمة صفقة بين السلام في فلسطين وبين حرب تحرير الكويت وما فعلته أمريكا في ذلكم الوقت من فرض وصاية شاملة على منطقة الشرق الأوسط .... خزعبلات يسردها كل القوميين والوطنيين والقادمين دائماً من مزابل التاريخ ليحدثونا عن الأكاذيب ويصنعون منها أحلام لكل مغفل يصدق أن لهم استراتيجية ستنجب النصر على أرض الرباط ...

حقيقة واحدة...
أن حركة حماس وغيرها من الحركات الجهادية في فلسطين هي من غيرت هذا الشرق الأوسط..
مازلت أتذكر حديثاً شجياً للشيخ المجاهد عبدالعزيز الرنتيسي رحمه الله بعد خيانة أزلام القومية العربية والذهاب سراً إلى أوسلو حينما قال أن أوسلو ستكون أيضاً خيراً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وصدق حبيبي صلى الله عليه وسلم في حديثه ( عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له )..
صبرت حركة حماس على خذلان المتخاذلين ، وعلى تآمر المتآمرين لأنها جاءت من بطن الرايات التي ترفع لأجل الله وحده ، صبرت على المحن كلها وأصلت حضورها في ميدان المعركة ، فكانت في غزة ونابلس وجنين وقلقيلية وكل أرض فيها إسرائيلي غاصب لأرض فلسطين كانت حماس ، تصنع المستشفيات ، وتبني المدارس ، وتفجر في تل أبيب وحيفا ويافا أشلاء اليهود ، فتحول الحياة على أرض الميعاد إلى جحيم مستعر ، هذه هي حركة حماس خلقت لتكون فسطاط حق وإيمان ...

وحتى ما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001م في نيويورك و واشنطن عندما جاءت الولايات الأمريكية بمشروع ( الشرق الأوسط الكبير ) وتحدثت عن الديمقراطية والحرية والعدالة ، هذه الأعراف والمصطلحات التي بها اختار الشعب الفلسطيني حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس ـ لتكون هي السلطة التنفيذية للشعب الفلسطيني بعد عقود طويلة من الخداع التي عاشها الشعب الفلسطيني في الداخل ، كل مفاهيم السياسة ألقوها جانباً هنا الديمقراطية الأمريكية تتشكل بالكيفية التي يريدها حكام البيت الأبيض غير أن المهزوم دائماً هو الجانب القومي.... لأن كل الشعوب العربية تفهم أن الهزيمة والقومية هما اثنان لا ينفكان عن بعضهما البعض ، جمال عبدالناصر أنجب شيئاً أسمه الهزيمة فارتبطت بمفاهيمه وأيدلوجياته لتبقى أزدواجاً طبيعياً فالله تعالى أبداً لا ينصر راية ترفع شعاراً غير شعار الله في أرض الله قال الله تعالى
{ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } لن يكون إطلاقاً عبدالناصر صالحاً والسادات صالحا وعرفات والحسين والأسد صالحون بل هم ممثلين لكل فاسد في هذه الأرض ...

من صناديق الاقتراع التي أشرف عليها ممثلي أمريكا وأوروبا جلست حماس لتحكم عنوةً وغصباً للعملاء وخدام أمريكا واليهود ، جلست حماس لتحكم لتقر عيون المؤمنين بأن الله سينصر الإسلام بمن جعلوا من دمائهم وأشلاء أجسادهم طريقاً عبقاً لتحرير القدس ، يقول عرفات : " أن حلمه أن يرفع شبل فلسطيني أو طفلة فلسطينية علم فلسطين فوق أسوار القدس " ....
نعم طفل أو طفلة لكنهم من نسل طاهر طيب لا يؤمنون بأن التحرير يأتي عبر طاولات كامب ديفيد و أوسلو والقاهرة وغيرها من مدن وعواصم العار, بل يؤمنون بأن الله تعالى هو الميسر لهم الطريق إلى محراب الأقصى من ذات الطريق التي مر بها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليفتح القدس ويسقط رايات الفرنجة ويكون فيها الله وحده هادياً ونصيرا .. نعم شتان بين طفل وطفل وزهرة و زهرة يا عرفات ...

عباس ودحلان وغيرهم عملاء ، هل تشكون في ذلك تابعوا ما يجري في فلسطين نقض عهد مكة ، أطهر بقاع الدنيا ، عهد برعاية السماء ينقضه أتباع ميشيل عفلق عليه وعليهم لعنات الله إلى يوم البعث العظيم ، عهد الله ينقض لأجل ماذا لأجل إسقاط مشروع الإسلام هذا هو الهدف وإن كذبوا وكذبوا وأيضاً كذبوا مشروعهم هو إسقاط ما يمثل الإسلام اللحية والعلم والوجوه المتوضأة الساجدة الراكعة لا يردون هذا المشروع لأن الصراع ليس سياسياً وليس اقتصادياً بل دينياً ، الصراع صراع بين الإسلام والكفر ...

{ قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولوا كنا كارهين }
فالقرآن يحذر المؤمنين من دسائسهم وتخويفهم للناس ، وإغرائهم بالمناصب والأموال ، وإلقاء الشبهات وتزين الباطل وقلب الحقائق...وهم يفعلون ذلك كله تنكيلا بالمؤمنين وحرصا على مكانتهم مهما كلف ذلك الأمة من ثمن !!
ولما ذا يأمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالصبر كما صبر أولوا العزم:
{ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون } والأمر له أمر لأمته.

إن المسلم حين يستحضر تلك المسيرة التاريخية العظيمة بين أهل الحق والباطل وكأنه يراها رأي العين: صف يتقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح وبقية الرسل والأنبياء - عليهم السلام -والمصلحون في كل زمن ممن يسيرون على ذلك المنهج المستقيم { من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا }. ويستحضر صدق دعوتهم ومنطقيتها وبراهينها الواضحة ووقوفهم مع المستضعفين والبائسين ، وإنكارهم للمنكر ودعوتهم للمعروف بالحكمة والموعظة الحسنة هذا مع حبهم للخير، وشفقتهم على الناس، وحسن منطقهم ، ثم صبرهم على كل ما يلاقونه من طعن وسب وشتم واتهام بالباطل -وأول من يعرف بطلانه قائلوه –{ فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } .
ثم يستحضر في الصف المقابل فرعون وهامان وقارون واليهود والنصارى والمجوسيين ومشركي العرب ..... وغيرهم ممن يقولون { عزير ابن الله } { والمسيح ابن الله } تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا- { وما علمت لكم من إله غيري } { ونادي فرعون في قومه قال يا قوم أليـس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون } ومن سار على صراط المغضوب عليهم والضالين في كل زمن أو شاركهم في وصف من أوصافهم واقتدى بهم فيه.-والناس في ذلك متفاوتون –
إنه منطق عجيب يتحول فيه الحق باطلا والباطل حقا ويستكبر فيه الإنسان حتى يتجاهل الحقائق المسلمة ، { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب، أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب }،وقالوا: { وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفـــــى } ، منطق يستبيح أصحابه الكفر و الخمر والزنا والميسر وقتل الناس بغير حق وأكل أموال الناس بالباطل الكذب ...في كم هائل من الرذائل وما تشتهيه أنفسهم ويتذرعون في ذلك بحقهـــم في الحرية ، دون أن يراعوا حرية غيرهم فيما هو حق وصلاح !! ... { أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون }
إنهم نسوا أنها قرية الجميع وأن هناك وسائل أخرى للوصول إلى الحق غير الأخذ أو الإخراج ، أو تجاهل حق الآخرين في المواطنة والحقوق...وإن ادعوا الديمقراطية....
.وإن تعجب فالعجب أن الأمر يتجاوز كل ذلك إلى أن تصبح الفضائل أمرا يعاب به وينتقص! { إنهم أناس يتطهرون } يتطهرون عن اللواط والزنا ! وأي عيب في هذا!!
[/color]


بوعمر
__________________
a
mba غير متصل   الرد مع إقتباس