عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-04-2012, 02:02 AM   #47
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

استغفر الله
......... نستكمل
------------------



الدرس 20 :

علمنا أن الإيمان يتكون من ستة أركان وسنتكلم اليوم بإذن الله عن الركن السادس وهو الإيمان بالقدر خيره وشره

قال الله تعالى "وكان أمر الله مفعولاً "
وقال تعالى "ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه"
وحديث جبريل حين قال يا محمد أخبرني بالإيمان قال (صلى الله عليه وسلم) :"وتؤمن بالقدر خيره وشره" وقال (صلى الله عليه وسلم) :"واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك "
وقال (صلى الله عليه وسلم) :"وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل"
ومن قول أحد أئمة السلف اسمه أبو المظفر السمعاني يقول : { إن سبيل المعرفة في باب القدر ليس لنا سبيل إلا بالكتاب والسنة }

ولا دخل في القياس ولا عقل في باب القدر
"لأن القدر هو سر الله" فحجب الله مسألة القدر عن العقول.
قال الله تعالى:"وما كان الله ليطلعكم على الغيب"
فإذا ذكر القدر فأمسكوا فعقولنا لا تستطيع أن تفهم لما فعل الله كذا.
وعلشان كده كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكره المراء في الدين والجدال بين المسلمين ، خاصة في المسائل العويصة لأنها تضيع الوقت ، وتبدد الجهد ، وتفرق الجمع ، ومش هيقدر العقل البشري إنه يقول فيها القول الفصل ، لأنها فوق مستواه ، وأعلى من مداه .
ومن هذه المسائل مسألة القدر



ماهي ثمرات الإيمان بالقدر:
- لو علمت أن كل شيء مقدر بقدر الله لا أتعلق بالسبب
1 - الإيمان بالقدر يجعلك تأخذي بالأسباب لأن هذا من الشرع لكن لا تتعلقي بالسبب "لايتعلق قلبى بالأسباب" وإنما تعتمدي على رب الأسباب
2 - إيمانك بالقدر يترك الإعجاب بالنفس "طرح الإعجاب بالنفس لأن الله هو الذى رزقنى أسباب النعمة والنعمة"
3 - يجعلك لا تحزني على أمر فاتك "ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك "
"لا تحزنى على أمر مكروه حدث حتى لو كان لك يد فيه ,فنترك الضجر عند حدوث مكروه"


الفرق بين القضاء والقدر:

القضاء والقدر بعض العلماء قالوا مثل كلمة الإسلام والإيمان ,هاتين الكلمتين إن اجتمعتا افترقتا وان افترقتا اجتمعتا
كذلك القضاء والقدر إن جاءت الكلمة لوحدها تشمل الأخرى وان اجتمعتا كل واحدة لها معنى.

فالقدر: هو ما قدره الله عز وجل في الأزل أن يكون في الخلق حسب علمه وكتابته ذلك في اللوح المحفوظ

أما القضاء : هو إيجاده تعالى للأشياء طبقا لما علمه أزلا وأرداه
وعلى ذلك يكون القدر سابق القضاء


و الأزل: هو القدم
و عرف بعض اهل العلم القدر علم الله بالأشياء قبل وقوعها وكتابته لها في اللوح المحفوظ وعموم مشيئته لما يقع وخلقه بالأشياء كلها



والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن الأمور الآتيه :
1- الإيمان بعلمه تعالى بما سيكون قبل أن يكون.
أي انك مؤمنة بعلم الله المحيط بكل شيء ,فالله تعالى علمه أزلي أبدي
أزلي : أي لم يسبق بجهل
أبدي : علم أبدي لا يلحق بنسيان
فعلم البشر يسبق بجهل ثم ينسى ,لكن علم الله أزلي أبدي , الله لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ,وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم وجميع حركاتهم وسكناتهم وأسرارهم وعلانيتهم ومن منهم من اهل الجنة ومن هو من اهل النار.
علم سبحانه وما كان وما هو كائن وعلم ما لم يكن لو كان كيف سيكون.
قال تعالى "هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة"
" وان الله قد أحاط بكل شيء علماً"
- في الصحيح قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار قال : نعم قال: ففيمَ يعمل العاملون ؟ قال : "كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له "
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :"إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار ,وإن الرجل ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة"
- عن علي بن أبي طالب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان جالس وفي يده عود ينكت به ثم قال "ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار" قالوا :يا رسول الله فلما نعمل أفلا نتكل ؟ قال :"لا . اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ثم قرأ :" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى" إلى قوله تعالى "فسنيسره للعسرى".
(الله يقول لك ابدئى أنت وأعطى واتقى وصدقى بالحسنى لتفوزى بالجنة,,,فلن تسألى عن ما كتب فى اللوح المحفوظ ولكن تسألى عن عملك)



2- الإيمان بكتابته كل شيء في اللوح المحفوظ .
فالله تعالى كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم .
واختلف اهل العلم هل المكتوب في اللوح المحفوظ جملة او تفصيلاً ؟
قال تعالى "وكل شيء أحصيناه في إمام مبين" ,"إن ذلك في كتاب"
قال تعالى "وماتحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمة وماييعمر من معمر ولا ينقص من عمرة إلا في كتاب إن ذلك علي الله يسير"
وقال (صلى الله عليه وسلم) :"ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة" رواه مسلم .
(فالإنسان مسئول أن يعمل ما كلف به ولم يكلف أن يطلع على الغيب ليعلم هو مكتوب عند الله من أهل الجنةأو النار)

................... يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس