عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-04-2012, 12:34 AM   #41
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

الحمد لله
نستكمل
----------------------


الدرس 18:

تكلمنا في الدرس الماضي عن الركن الخامس من أركان الإيمان وذكرنا علامات الساعة الصغرى والكبرى

لكن الإيمان باليوم الآخر يتضمن أمور أخرى كثيرة منها :

الإيمان بالموت
قال تعالى: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)) السجدة.

قال الحسن البصري: لا أعلم حق لا ريب فيه مثل الموت.

وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)) الزمر.

ومعتقدنا أنه من مات بسبب أو غير سبب فقد مات لأجله ولم ينقص من عمره شيء, كما قال تعالى: (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) الرعد 2.

قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف 34.



ويأتي بعد الموت فتنة القبر ونعيمه أو عذابه

قال تعالى: ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)) المؤمنون.

والبرزخ: هو الحاجز الذي يكون بين الدنيا وبين الآخرة, وهو فترة القبر.

قال الله عز وجل في حق آل فرعون: (..وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖوَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)) غافر.
أي يعرضون على النار غدوا وعشيا في القبر, ويوم القيامة يُدخَلون أشد العذاب.

وقال تعالى: ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ) إبراهيم 27.
اتفق أئمة التفسير -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم- أنهم يُثبتون في القبر عند السؤال.

قال الله عز وجل في شأن المنافقين: (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ) التوبة 101.
يُعذبون في الدنيا بالهم والحَزن, والمرة الثانية يُعذبون في القبر, ثم يوم القيامة يلقاهم عذاب عظيم.

و الأحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا , وإقبال إلى الآخرة , نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه , كأن وجوههم الشمس , معهم كفن من أكفان الجنة , وحنوط من حنوط الجنة , حتى يجلسوا منه مد البصر . ثم يجيء ملك الموت , حتى يجلس عند رأسه , فيقول : أيتها النفس المطمئنة , اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء , فيأخذها , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين , حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن , وفي ذلك الحنوط . ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض . فيصعدون بها فلا يمرون _ يعني _ بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان , بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا , حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا , فيستفتحون له ، فيفتح له , فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها , حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله , عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين , وأعيدوه إلى الأرض , فإني منها خلقتهم , وفيها أعيدهم , ومنها أخرجهم تارة أخرى . قال : فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله . فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي , فأفرشوه من الجنة , وألبسوه من الجنة , وافتحوا له بابا إلى الجنة . فيأتيه من روحها وطيبها , ويفسح له في قبره مد بصره . قال : ويأتيه رجل حسن الوجه , حسن الثياب , طيب الريح , فيقول : أبشر بالذي يسرك , هذا يومك الذي كنت توعد . فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير . فيقول : أنا عملك الصالح . فيقول : رب أقم الساعة , رب أقم الساعة , حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال : وإن العبد الكافر , إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة , نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح , فيجلسون منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه , فيقول : أيتها النفس الخبيثة , اخرجي إلى سخط من الله وغضب . قال : فتفرق في جسده , فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول , فيأخذها , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح , ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض . فيصعدون بها , فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيثة ؟ فيقولون : فلان ابن فلان , بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا , حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا , فيستفتح , فلا يفتح له . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } , فيقول الله , عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى . فتطرح روحه طرحا . ثم قرأ : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } الحج : 31 . فتعاد روحه في جسده . ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه ! لا أدري ! فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ! فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه ! لا أدري . فينادي مناد من السماء : أن كذب , فأفرشوه من النار , وافتحوا له بابا إلى النار . فيأتيه من حرها وسمومها , ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه, ويأتيه رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب , منتن الريح , فيقول : أبشر بالذي يسوؤك , هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر . فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة.)



ثم يأتي بعد ذلك البعث من القبر :
قال تعالى: ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)) الحج.

وكل الجسد يبلى في القبر إلا:
1- جثث الأنبياء, لأن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.).
2- أجساد الشهداء.
3- عظمة عجب الذنب, وهي فقرات في آخر الظهر, ومنها يعود بناء الجسد ثانية, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس من الإنسان شيء إلا يبلى ، إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة) صحيح البخاري.
4- الروح أيضا من الأشياء التي لا تبلى.


ومن كذب بالبعث كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله.

قال الله تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)) النمل.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى:" كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ,وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد" .

------- يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس