عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-05-2009, 05:34 PM   #1
nihad
عضوة شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 2,083
إفتراضي تجربتي في القصة القصيرة..صبــأح مغتصب

صباح مغتصب


استيقضت على جرس المنبه أغالب جفوني...بصيص من نور الشمس يتسرب من وراء ستائر الغرفة القاتمة...أحاول استجماع قوى الذاكرة...فقد كانت ليلتي رهيبة..لم أنم سوى سويعات متفرقة...مازال هذا المنبه اللعين يثب شامتا...صوته الصاخب يأجج في صدري دوي حانق....فأرفع يدي وكأني أتربص بأفعى تسمم بدني,لأرمي به على الأرض صريعا..نشوة انتصار كاذبة ,تدفعني لأرمي بجسمي المنهك مجددا.

فجأة يقطع سباتي الشهي صوت الراديو المشؤوم...يصدح في نفس الساعة والدقيقة والثانية كل صباح...جارتنا العجوز المتآكلة الوجه سمعها ثقيل,إلا أنها تصر كل يوم على سماع برامجها الصباحية...
خطواتها المتثاقلة تثير جنوني...ارتجاج سريرها زلزال يهز كياني..أغادر فراشي وأنا أهمس بتمتمات ساخطة لا أذكرها...ألتفت إلتفاتة كسولة إلى المرآة وأنا أخرج من غرفتي....أشباح تتراقص حولها..صورة ضبابية شاحبة
الملامح..."آآآآه من صباح تعكر صفوه عجوز بائسة"...كلمات اندلقت من غير وعي وأنا أبحث عن وجهي في المرآة...ارتديت ثوبي على عجل وأسرعت إلى المطبخ لأرتشف القهوة..ولا أنسى قبل مغادرة البيت ابتسامتي الماكرة...فلطالما كانت حيلتي في مواقفي الساخرة.

ما إن أقفلت الباب,حتى صعقت بصرخات العجوز من فوق:"ألا تستحي من نفسك يا امرأة..طقطقات حذائك العالي تزعجني..من تحسبين نفسك أيتها الغبية"..اتسعت عيناها الغائرتين,يتقد منهما جمر حارق..شفتاها ترتعد شرا..تهرش دون توقف شعرها الأجعد حد الفوضى..زادت تجاعيد وجهها مع اقتضاب حاجبيها...لا شيء يتغير..فقد اعتدت لسانها العارم...وقفة أجبر عليها كل صباح مع جارتي العجوز...
"سامحك الله يا جارة...صباحك خارطة خطوط وكتلة لحم هرم"...كلمات عابثة تطل من وراء ابتسامتي الماكرة...

وأنا أهم بنزول الدرج,ألمح وصول الباص المتهالك...وكأنه يهرب من الموت الذي يلاحقه باستمرار...خطواتي تتلاحق وأنا أركض إليه تاركة صرخات بغيضة...أناس تتدافع عند باب الباص كالخيل الدلق..من بين الحشد صعدت أدفع رقبتي المتمردة,لأصل لأقرب كرسي فأتهاوى عليه كتلة واحدة...انحشرت أنفاسي...كلمات ألوكها لا تفتأ أن تكون همسات حنق خفي...ثارني حدسي لألتفت ألقي نظرة عبر النافذة..كانت العجوز مازالت في جنونها تصرخ أمام باب العمارة..فلوحت إليها بيدي وأرسلت إليها قبلتي الصباحية..فعدت شاردة الذهن على الكرسي المتلاشي.اعتصر الكلمات من جفاف حلقي....اتمتم وسط أنفاسي المتقطعة :."يالصباحي المغتصب"



اعذروا علة حرفي فهي تجربتي الأولى
لكم أطيب المنى
__________________

nihad غير متصل   الرد مع إقتباس