عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-05-2020, 08:52 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي


19 -قال الرافعي (ت 1356 هـ) - رحمه الله - عند حديثه عن الدخيل في اللغة: (وبالجملة، فإنهم لم يتناولوا اسما من أسماء الأجناس أو الأعلام إلا غيروه متى كان فيه ما ليس من حروفهم، وربما عادوا فغيروا في الحروف العربية أيضا، وتصرفوا في الكلمة بالحذف والزيادة، مبالغة في تحقيق الجنسية اللغوية؛ أما إن كانت حروف الاسم الأعجمي من جنس حروفهم فقد يتركونه على حاله، نحو: خراسان؛ إذ ليس في أبنيتهم فعالان، وخرم ألحقوه ببناء سلم فموضع التصرف كما رأيت إنما هو في حروف الكلمة، حتى تخرج على وجه من الوجوه العربية الفطرية، التي لا يراعى فيها غير الخفة والثقل، وليس غير الحرف اللفظي ما يغمز مواضع الإحساس من ألسنتهم، كما فصلناه في بابه )
وذكر - رحمه الله - مسألة نادرة في استعمال الدخيل مع وجود الرديف العربي، وكل ماجمعوه منها نيف وعشرون لفظة
20 -انتقد العلامة أحمد شاكر (ت 1377 هـ) - رحمه الله - قرارات «مجمع اللغة العربية في مصر» في مسائل التعريب، وكان ذلك في ذي الحجة (سنة 1360 هـ)، قال: (والقارئ لقرارات الأعلام التي أقرها المجمع، يرى فيها معنى واحدا يجمعها، وروحا واحدا يسيطر عليها الحرص على أن ينطق أبناء العربية بالأعلام التي ينقلون إلى لغتهم بالحروف التي ينطقها بها أهلوها، وقسر اللسان العربي على ارتضاخ كل لكنة أعجمية لامثال لها في حروف العرب، وتسجيل هذه الغرائب من الحروف برموز اصطلاحية تدخل على الرسم العربي، تزيدا في الحروف
وتكثرا وذكر كلاما رائعا
ثم قال - رحمه الله -: فإذا أردنا أن نضع قاعدة لتعريب الأعلام على مثال لغة العرب، وجب أن نستقصي كل علم أعجمي نطق به العرب، وماذا كان أصله في لغة أهله، وماذا صنع فيه العرب حين نقلوه؛ لنأخذ من ذلك معنى جامعا لصنعهم، يكون أساسا لما نضع من قاعدة أو قواعد، وأكثر الأعلام التي نقل العرب، وأوثقها نقلا، ما جاء في القرآن الكريم من أسماء الأنبياء وغيرهم، فلو شئنا أن نخرج منها معنى واحدا تشترك كلها فيه، بالاستقصاء التام، والاستيعاب الكامل، وجدنا فيها معنى لايخرج عنه اسم منها، وهو: (أن الأعلام الأجنبية تنقل إلى العربية مغيرة في الحروف والأوزان، إلى حروف العرب وحدها، وإلى أوزان كلمهم أو مايقاربها، وأنها لاتنقل أبدا كما ينطقها أهلها) فهذا الاستقصاء والاستيعاب يخرج إذن قاعدة على النقيض من القواعد التي قررها المجمع اللغوي إلخ
فائدة : للأستاذ: خالد بن سعود العصيمي رسالة ماجستير (عام 1419 هـ) بعنوان «القرارات النحوية والتصريفية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة جمعا ودراسة وتقويما إلى نهاية الدورة الحادية والستين عام 1415 هـ»
فائدة : قال خالد الأزهري (ت 905 هـ) - رحمه الله -: (والفرق بين المعرب وغيره: أن العرب إذا استعملت الأعجمي، فإن خالفت بين ألفاظه فقد عربته، وإلا فلا)
وللفرق بين المعرب والدخيل والأعجمي، ينظر: «تداخل الأصول اللغوية» د الصاعدي (2/ 676):
وكل النقول السابقة متفقة تقريبا على أن أهل اللغة يغيرون اللفظ لأوزان لغاتهم أو يغيرون بعض حروفها وهو كلام ليس صائبا تماما فبعض الألفاظ تبقى كما هى مثل فلسفة وفيلسوف وكوميديا ودراما وهو ما أشار إليه بنقله الكلام التالى:
"فائدة علق د رمضان عبدالتواب (ت 1422 هـ) - رحمه الله - على قرار مجمع اللغة: (يجيز المجمع أن يستعمل بعض الألفاظ الأعجمية عند الضرورة، على طريقة: العرب في تعريبهم)
فقال - رحمه الله -: (وفي رأيي أن اللغة لا تفسد بالدخيل بل حياتها في هضم هذا الدخيل؛ لأن مقدرة لغة ما على تمثل الكلام الأجنبي، تعد مزية وخصيصة لها إن هي صاغته على أوزانها، وصبته في قوالبها، ونفخت فيه من روحها والحق أن مشكلة تعريب ألفاظ العلم ومستحدثات الحضارة، هي مشكلتنا الحقيقية في العصر الحديث ومجامعنا العلمية لم تستطع حتى الآن معالجة هذه المشكلة معالجة حاسمة، فإنها تنتظر حتى يشيع اللفظ الأجنبي على كل لسان، وتستخدمه العامة والخاصة، وتنشره وسائل الأعلام المختلفة، ثم تسعى بعد فوات الأوان إلى محاربته، والبحث عن بديل له عند العرب القدماء، وبذلك يولد هذا اللفظ ميتا، لاشتهار اللفظ الأعجمي، وشيوعه على الألسنة وكم من ألفاظ وضعتها المجامع اللغوية لمستحدثات الحضارة، غير أنها لم تتجاوز أبواب هذه المجامع، فمثلا: «المذياع» للراديو، و «المأوى» للوكاندة، و «الخيالة» للسينما و«الطارمة» للكشك، و«الملوحة» للسيمافور، و «المرناة» للتليفزيون، وغير ذلك من الألفاظ، ولدت ميتة لهذا السبب الذي ذكرته
ولو أننا سمينا مستحدثات الحضارة بأسماء عربية، واصطلحنا على هذه التسمية أو تلك، عند أول ظهور هذا المستحدث الحضاري أو ذاك، وعملت وسائل الإعلام المختلفة عندنا، على ذيوعه وانتشاره، لارتبط في أذهان الناس بمسماه، وقضينا على هذه المشكلة من أساسها
وإنك لتعجب حين ترى الألمان يقومون في لغتهم بمثل ما ننادي به هنا، فمعظم المخترعات الأجنبية لها عندهم أسماء ألمانية خالصة وفي قدرتنا النسج على هذا المنوال للحفاظ على عروبة لغتنا، أمام هذا الغزو الهائل من الألفاظ الأجنبية، وفي ذلك حياة للغة، وتجديد لشبابها)
ــ وقد علق الأمير الشهابي على قيد «الضرورة» الوارد في قرار المجمع بقوله: (أرى أن قيد «الضرورة» الذي وضعه المجمع للتعريب هو ضرورة، أقول هذا لأنني عارف بسخافات بعض أساتيذ العلوم الحديثة، الذين عربوا ألفاظا علمية أعجمية، كان في استطاعتهم أن يجدوا لها ألفاظا عربية مقبولة بقليل من الجهد، ومن المعرفة بأصول تلك الألفاظ الأعجمية وبمعانيها) "
هذا الكلام وضع يدع على بعض أسس المشكلة وهى :
أن المترجمين لا يكلفون أنفسهم وضع اللفظ العربى للشىء أو المفهوم بدلا من نقل اللفظ الأجنبى كما هو
بعد المجامع اللغوية عن الواقع
والأهم من هذا كله هو أن الدولة لا تضع فى تعليمها ولا فى وسائل إعلامها عدم قول أى تحريم قول أى لفظ أجنبى والعمل على نشر البديل العربى له ولذا وجدنا ألفاظ كالتلفزيون والكمبيوتر تنتشر بدلا من المرناه والحاسوب أو الحاسب
الإعلام يعد عامل الفساد الأكبر فى شيوع تلك الألفاظ الأجنبية خاصة فى مجال المرناه حيث أن العدد الأكبر من الإعلاميين العاملين فيه هم خريجى كليات ومدارس أجنبية وللأسف يختارون بناء على الواسطة والمحسوبية وكثيرا بناء على أوامر المخابرات والأمن ومن ثم يكون معظمهم جهلة بالدراسات اللغوية والكثير منهم لا يقرئون شيئا وإنما هم مؤدون فقط يقولون ما يقال لهم ومن المضحك حاليا أن كلمة سوشيال ميديا شاعت شيوعا غريبا فى كل القنوات حتى القنوات التى تزعم أنها دينية أو حتى تتبع جماعات تهتم باللغة فبدلا من القول أنها من وسائل الإعلام أو مواقع تواصل نجدهم يستسهلون سوشيال ميديا وكذلك كلمة انترنت شاعت مثلها بدلا من شبكة المعلومات
ومن ثم فالمسألة كلها متعلقة بكيان الدولة ومن يتولونها وكلهم للأسف فى بلاد المنطقة لا يهتمون بشىء سوى البقاء على الكراسى والحصول على أكبر قدر من أموال الناس ومن ثم يتركون كل شىء يسير على القواعد الفاسدة التى كان عليها من قبلهم فهم كما قال تعالى "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "
ومن ثم فحتى لو قامت المجامع اللغوية بدورها فى وقته لن يتغير شىء
أكتب هذا وأنا أومن أن كل لغة يجب الحفاظ عليها لكون اللغات وهى اختلاف الألسن آية من آيات الله لا يمكن محوها وجعل الناس يتكلمون لغة واحدة ولكن أن تطغى الألفاظ من لغات أخرى على ألفاظ اللغة الأصلية فى التعليم والإعلام فهذا ضرب من الفساد
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس