عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-10-2018, 09:40 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي

الجدال بغير سلطان ممقوت :
وضح الله أن المؤمن قال لقومه كل مسرف مرتاب هم الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم والمراد الذين يكفرون بأحكام الله دون وحى جاءهم من الله يطالبهم بالكفر بها وقد كبر مقتا عند الله والمراد عظم كره كفرهم عند الله وعند الذين آمنوا أى وعند الذين صدقوا بوحى الله وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
"الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا"
المجادلون بغير سلطان متكبرون :
بين الله أن الذين يجادلون فى آيات الله وهم الذين يكذبون بأحكام الله بغير سلطان أتاهم والمراد من غير وحى جاءهم من الله يطالبهم بتكذيبه فى صدورهم كبر والمراد فى نفوسهم عظمة ما هم ببالغيها والمراد ما هم بواصليها والكبر هو الألوهية وهم لن يصلوا إليها لأنها لله وحده حيث كل واحد منهم جعل إلهه هواه وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
"إن الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه"
إرعاب الكفار بإشراكهم بالله كما لم ينزل به سلطانا :
بين الله للمؤمنين أنه سيلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب والمراد أنه سيدخل فى نفوس الذين كذبوا بوحى الله الخوف من حرب المسلمين والسبب فى إدخال الخوف فى نفوسهم هو أنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا والمراد أنهم جعلوا لله أندادا لم يوحى فيهم وحيا أى بألفاظ أخرى أنهم جعلوا لله شركاء دون أن يصدر بهم حكم يبيح عبادتهم مثله وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا"
سلطان المسلمين على من لا يعتزل حربهم :
وضح الله للمؤمنين أن الطائفة إن لم يعتزلوا أى يسالموا المسلمين ويلقوا إليهم السلم والمراد ويعلنوا لهم الإسلام وفسر هذا بأنهم يكفوا أيديهم أى يمنعوا طاعة أهواء أنفسهم فالواجب أن يأخذوهم أى يمسكوهم أى يقتلوهم حيث ثقفوهم والمراد ثم يذبحوهم حيث يجدوهم وهذا تطبيق لحد الردة عليهم وبين لهم أنه جعل لهم على الطائفة المنافقة سلطان مبين والمراد أنه فرض لهم على المنافقين عقاب عظيم أى حكم لهم أن يكونوا المنفذين لعقوبة الردة فى المنافقين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا
سلطان الله على متخذى الكفار أولياء :
طلب الله من الذين أمنوا ألا يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين والمراد ألا يجعلوا المكذبين لله أنصار لهم من سوى المصدقين الآخرين يستعينون بهم وسألهم الله:أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا والمراد هل تحبون أن تفرضوا لله عليكم عذابا أليما؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن تولى الكفار من دون المسلمين الآخرين عمل يوجب لهم من الله إدخالهم النار وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا"
ليس هناك سلطان على وجود ولد لله :
وضح الله أن الكفار قالوا اتخذ الله ولدا والمراد جعل الله له ابنا أى أنجب الرحمن ابنا مصداق لقوله بسورة الأنبياء"اتخذ الرحمن ولدا"ويبين أنه سبحانه والمراد التسبيح وهو الطاعة لحكمه هو الغنى أى الرازق أى صاحب الأرزاق كلها ،له ما أى الذى فى السموات والذى فى الأرض والمراد أنه له ملك مخلوقات الكون وسأل الله الناس إن عندكم من سلطان بهذا أى هل لديكم من علم من الله بهذا والغرض من السؤال هو إخبار الكل بكذبهم فلا يوجد وحى من الله يقول أن له ولد ويسأل أتقولون على الله ما لا تعلمون والمراد هل تنسبون إلى الله الكذب الذى تعرفون والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الكفار ينسبون إلى الله الباطل وهم يعرفون أنه باطل وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنى له ما فى السموات وما فى الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون"
الكفار يطلبون من الرسل سلطانا :
بين الله أن الأقوام قالت للرسل(ص) إن أنتم إلا بشر مثلنا أى إن أنتم إلا ناس شبهنا وهذا يعنى أنهم لا يتميزون عنهم بشىء حتى يطلبوا منهم عبادة الله وقالوا :تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا والمراد تحبون أن تبعدونا عن الذى كان يطيع آباؤنا وهذا يعنى أن هدف الرسل(ص)فى رأى الكفار هو إبعادهم عن دين الأباء وقالوا فأتونا بسلطان مبين أى فجيئونا ببرهان واضح وهذا يعنى أنهم يطلبون من الرسل(ص)إحضار معجزة ليثبتوا صدق رسوليتهم وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
"قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين"
الرسل لا يأتون بالسلطان إلا بأمر الله :
بين الله أن الرسل وهم الأنبياء(ص)قالوا للأقوام وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله والمراد ما كان لنا أن نحضر لكم معجزة إلا بأمر الله وهذا يعنى أن الرسل(ص)يقرون أنهم لا يقدرون على الإتيان بالمعجزات إلا بعد أن يريد الله ، وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم
"وما كان لنا أن تأتيكم بسلطان إلا بإذن الله"
سلطان ولى القتيل :
نهانا الله عن قتل النفس التى حرم إلا بالحق والمراد عن ذبح الإنسان الذى منع الله ذبحه إلا بالعدل وهو أن يكون قاتلا أو مرتدا عن الإسلام وبين لنا أن من قتل مظلوما والمراد من ذبح دون وجود حق لذبحه فقد جعل الله لوليه أى ناصره وهو وارثه:سلطان أى حق هو القصاص وعلى ذلك فعلى الولى ألا يسرف فى القتل والمراد ألا يفرط فى الذبح والمراد ألا يقتل سوى القاتل وبين لنا أن الولى منصور والمراد مؤيد من قبل الله والمسلمين حيث يمكنونه من تنفيذ حكم الله فى القاتل وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
السلطان النصير من الله:
طلب الله من نبيه(ص)أن يدعوه فيقول:رب أى إلهى أدخلنى مدخل صدق أى اسكنى مكانا آمنا وهذا يعنى أن يطلب منه أن يقيم فى مكان آمن ،وقال وأخرجنى مخرج صدق أى وأبعدنى مبعد عدل والمراد أن يجعله ينتقل من مكانه انتقالا آمنا وقال واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا والمراد وأنزل لى من عندك حكما مؤيدا وهذا يعنى أنه يريد من الله حافظا يحميه والمسلمين من العذاب فى الدنيا والآخرة وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء:
"وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل من لدنك سلطانا نصيرا"
أهل الكهف يطلبون سلطان بين من الكفار على زعمهم :
وضح الله أن الفتية قال أحدهم لهم :هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه إلها والمراد هؤلاء أهلنا عبدوا من غيره ربا وهذا يعنى أن شعبهم عبد آلهة مزعومة وترك عبادة الله،وقالوا لولا يأتون عليهم بسلطان بين أى هلا يجيئون عليهم بدليل ظاهر،وهذا يعنى أنهم يطلبون من قومهم إظهار وحى صادق يدل على وجوب عبادة الآلهة المزعومة وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف :
"هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه إلها لولا يأتون عليهم بسلطان بين"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس